من مميزات الحراك الثوري الأخير التي شهدته مصر في أخر 3 أعوام، ترددت خلالها كثيرًا من المصطلحات التي كانت غائبة عن التساؤل أو التداول، أو التناول للغالبية من الشعب البسيط الذي يتفرغ في التفكير في أكل العيش، والذي لم يتخيل يومًا ما أن تكون هناك تلك المخططات الفتاكة لخراب مصر، وبالأخص من خلال أبناء الوطن إن جاز التعبير، فالوطنية ليست بالبطاقة يا سادة، والذين خدع فيهم كثيرون من المصريين، ومن أهم هذه المسطلحات هي حروب الجيل الرابع، والتي تمر بها بالفعل أمنا الغالية مصر. وبعيدًا عن الطرق المتداولة في الإعلام السمعي أو المرئي، والذي يصعب على كثيرون فهمه؛ نظرًا لأنه يتم شرحه بطريقة أكاديمية بحتة يصعب على المواطن المتوسط الثقافة فهمه، فأنا هنا بصدد شرح هذا المصطلح المهم والخطير. بدءًا من الجيل الأول للحروب، وهو عندما يكون بين الجيوش النظاميه أي بمعنى الحرب بين جيش بلدة ما وجيش بلدة ما أخرى، وعلى سبيل المثال ما حدث بالفعل في مصر في عام 73، وهي الحرب بين الجيش النظامي المصري والجيش النظامي الإسرائيلي، والذي أسفر عن الفوز العظيم للمصريين، والتي استطعنا من خلالها تحرير أرض وطننا مصر. ثم تم التطور بهذه النوعية من الحروب إلى الجيل الثاني من الحروب، وهو الذي يتم بين عصابات مسلحة مدربة، وبأسلحة خفيفة وبين جيش نظامي، على سبيل المثال كما حدث في أمريكا اللاتينية، أو حزب الله في سوريا، وتكون خفية داخل المدن أو الجبال والوديان. ثم تم التطوير مرة أخرى للوصول لحروب الجيل الثالث، والتي يتم وصفها بالحروب الوقائية أو الاستباقية، بمعنى أنه يتم تحضيرها وتنسيقها قبل الخوض في الهجوم من قِبل المهاجم، حيث يتم زرع الجيش الغير نظامي الذي يتكون غالبًا من المرتزقة أو العملاء الخونة من داخل الدولة نفسها والمنتمين للدولة المراد الهجوم عليها، وتكون في صورة مجموعات قليلة العدد، ومسلحة بأسلحة قوية جدًا، ولكن خفيفة؛ وذلك لتسهيل الحركة بها، على سبيل المثال ما حدث في أفغانستان أو العراق، وعلى يد دونالد رامسفيلد، الذي طبق نظرية خلف خطوط العدو. وأخيرًا نصل إلى حروب الجيل الرابع، والتي تعد من أخطر الحروب؛ لأنها تعتمد على الحرب اللا عسكرية، وتقوم هذه الفكرة على إسقاط الدولة من خلال مواطنيها، حيث يتم عن بُعد استخدام تنظيمات ومجموعات مدربة على النظم اللوجيستية؛ ما يجعلها صعبة الرصد والسيطرة، واللوجيستية بصفة عامة تعني الإمداد الغير مباشر، أما على المستوى العسكري فهي فرع من العلوم العسكرية، والتي تختص بإيجاد ونقل الأفراد أو الوسائط بجانب الحفاظ عليها. وتقوم هذه التنظيمات والمجموعات بتجنيد أفراد، وغالبية هذه الأفراد تكون من الشعب نفسه، وتكون خلايا خفية تظهر وتنشط في توقيتات معينة لخلخلة الدولة، من خلال استخدام أجهزة الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ومنظمات المجتمع المدني، وعلى رأسهم جمعيات حقوق الإنسان، والتي في واقع الأمر تسعى لحقوق الإرهابيين، والعملاء، والخونة فقط، والخطورة الحقيقية التي تحدث في مصر الآن هي اجتماع حروب الجيل الثالث والرابع على السواء، فعلى سبيل المثال ما حدث في التحرير، والذي يحدث على القنوات الإعلامية الفضائية العميلة، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وبالأخص "الفيس بوك" تعتبر حروب الجيل الرابع، وما يحدث من إرهاب في شمال سيناء، في رفح، فهو يعتبر حروب الجيل الثالث. المخططات ضخمة وخطيرة، ولكن السيطرة عليها يمكن أن يكون في منتهى السهولة، وذلك من خلال توعية المصريين لحقيقة وواقع ما نحن فيه، وحثهم على التماسك والتنازل أحيانًا على القناعات الشخصية أيًا كان نوعها، وذلك فقط من أجل شىء واحد يحتوينا جميعا وهو الوطن، أمنا الغالية مصر.