عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعًا عبر الفيديو كونفرانس، مع سوما تشاكرابارتي، رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، وآلان بيلو، نائب رئيس البنك، بحضور الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي. واستهل تشاكرابارتي الاجتماع، بتهنئة رئيس الوزراء والحكومة المصرية بمناسبة شهر رمضان المبارك، معربًا عن مساندة البنك لمصر في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم بسبب جائحة فيروس كورونا، وما لها من تأثيرات سلبية على اقتصاديات الدول. وأثنى تشاكرابارتي على الجهود الاستباقية التي اتخذتها الحكومة المصرية لمواجهة فيروس كورونا، سواء في شقها الطبي أو الاقتصادي، كما أشاد بالمنصة التي شكلتها وزيرة التعاون الدولي يوم 2 أبريل مع رؤساء وممثلي المنظمات التنموية الدولية والإقليمية في مصر، للنقاش حول الاستجابة الفورية من مؤسسات التمويل الدولية لمكافحة انتشار فيروس كورونا، ووضع خطة عمل من خلال جهد منظم يتماشى مع الأولويات الوطنية للحكومة المصرية، معتبرا المنصة نموذجا يجب احتذاؤه في التعامل مع الأزمة. مشروعات متوسطة وطويلة المدى وتمويل التجارة ومساندة السياحة.. خطة البنك الأوروبي لدعم جهود التنمية في مصر وقال المستشار نادر سعد، المتحدث الرسمى لرئاسة مجلس الوزراء، إنّ رئيس البنك الأوروبي أكّد أنّ البنك سيستمر في دعم جهود التنمية بمصر، ليس فقط من خلال ما يسمى حزمة التضامن التي ينوي البنك تدشينها لمساعدة الدول على مواجهة تداعيات الكورونا، وإنّما من خلال المشروعات متوسطة وطويلة المدى، وتمويل التجارة، ومساندة قطاع السياحة. البنك الأوروبي يعتزم توفير خطوط ائتمان للبنوك المصرية لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ولفت سعد، إلى اعتزام البنك توفير خطوط ائتمان للبنوك المصرية، لاستخدامها في تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لما لها من أهمية بالغة في توفير فرص العمل. وأشار تشاكرابارتي، إلى برنامج دعم البنية التحتية الذي يتبناه البنك، والذي يمكن من خلاله مساعدة الإدارات المحلية على تنفيذ مشروعات البنية التحتية ذات الأولوية. من جانبه، وجّه رئيس الوزراء الشكر لتشاكرابارتي ومسؤولي البنك الأوروبي، على إسهامات البنك القيّمة في جهود التنمية بمصر، ما جعلها تحتل المركز الأول كأكبر دولة عمليات للبنك، بمحفظة استثمارات تصل إلى 1.3 مليار دولار. وأكّد مدبولي، حرص مصر على استمرار العمل بشكل متسارع، في المجالات التي جرى الاتفاق عليها مع البنك قبل عدة أشهر، وبينها مجالات الطاقة، وتحلية المياه، ومشروعات الصرف الصحى وغيرها. وأضاف المتحدث باسم مجلس الوزراء، أنَّ مدبولي أشاد ببرنامج دعم البنية التحتية من جانب البنك الأوروبي، وأكد أنّه اجتمع مع وزير الموارد المائية والري، لبحث مشروع تبطين الترع والمجاري المائية، إذ تتضمن المرحلة الأولى تبطين ورفع كفاءة 7 آلاف كيلومتر من الترع، وهو المشروع الذي يوفر كميات كبيرة من المياه، إضافة إلى أنّه من المشروعات كثيفة العمالة، التي توفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في الريف والمناطق الأكثر احتياجا، على مدار مدة تنفيذ المشروع المقدرة بعامين. وأثنى رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، على المشروع، لا سيما وأنّه يحقق هدف رفع كفاءة البنية التحتية في مجال يخدم أغراض الزراعة والري، فضلا عن أنّه من المشروعات كثيفة العمالة التي تحتاج الدول لتنفيذها في مثل هذه الظروف الصعبة الناجمة عن تداعيات كورونا. ووعد تشاكرابارتي، بالبدء فورا في دراسة هذا المشروع، وإمكانية تمويله من جانب البنك. من جانبها، تطرقت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، إلى نتائج اجتماعات المائدة المستديرة التي عقدتها عبر تقنية "فيديو كونفرانس"، مع ممثلين عن مؤسسات التمويل الدولية، والقطاع الخاص، لبحث الطرق الممكنة لمساعدة القطاع الخاص في التغلب على التحديات التي تواجهه نتيجة الآثار الاقتصادية السلبية لفيروس "كورونا". وعقب تشاكرابارتي، بأنّ الاجتماع نموذجا لكيفية التعامل مع تداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد، ولا سيما على القطاع الخاص. كما وجّهت الوزيرة، الشكر لمسؤولي البنك الأوروبي، على زيادة قيمة حزمة التضامن، لما لها من أهمية كبيرة لمساعدة الدول على مواجهة هذه الظروف الصعبة. وأتمّ رئيس الوزراء، الاجتماع بتوجيه الشكر لسوما تشاكرابارتي، على جهوده القيّمة خلال فترة رئاسته للبنك، التي تنتهي خلال أشهر قليلة، مؤكدا أنّ مصر قيادة وحكومة تقدر ما أبداه تشاكرابارتي، من حرص على مساندة جهود التنمية في مصر، على مدار الفترة الماضية.
