يشهد ملعب "ستامفورد بريدج" في لندن، غدا الأربعاء، مواجهة من العيار الثقيل بين تشلسي الإنجليزي وأتلتيكو مدريد الإسباني، في أياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. وكان الفريقان تعادلا سلبا في مباراة الذهاب الأسبوع الماضي في مدريد. نجحت خطة البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب تشليسي في مباراة الذهاب تماما، حيث اعتمد خطة دفاعية محكمة حالت دون اهتزاز شباك فريقه برغم المحاولات العديدة للاعبي أتلتيكو مدريد. ويسعى مورينيو، الذي يبلغ من العمر 51 عاما إلى قيادة فريقه إلى النهائي في لشبونة في 24 مايو المقبل، ومن ثم إحراز اللقب، ليكون أول مدرب يتوج مع ثلاثة فرق مختلفة بعد أن حقق ذلك مع بورتو البرتغالي وإنتر ميلان الايطالي. وتختلف ظروف تشليسي في مباراة الإياب عما كان عليه الحال قبل مباراة الذهاب، فقد توجه إلى مدريد الأسبوع الماضي مثقلا بخسارة مؤلمة أمام سندرلاند 1-2 في الدوري الإنجليزي جعلت مورينيو يقول إن فريقه ليس لديه فرصة لإحراز اللقب المحلي، أما الآن فيستقبل أتلتيكو بعد أن حسم موقعته مع ليفربول المتصدر في "أنفيلد" بهدفين نظيفين الأحد، وإن كان الهدف الأول الذي جاء هدية إثر خطأ من لاعب وسط ليفربول ستيفن جيرارد بالسيطرة على الكرة ما سمح للسنغالي ديمبا با بخطفها وهز الشباك، قبل أن يضيف البرازيلي ويليان الثاني في الثواني الأخيرة. يفتقد تشلسي بطل 2012 ووصيف 2008، غدا، فرانك لامبارد والنيجيري جون أوبي ميكل بسبب الإيقاف، والحارس التشيكي بيتر تشيك لإصابته بكتفه في مباراة الذهاب، حيث يشارك الدولي الأوسترالي مارك شفارزر بدلا منه. وعانى قائد الفريق جون تيري من إصابة في القدم تعرض لها ذهابا أيضا، ولكن من الممكن أن يشارك في مباراة الغد، التي قد تشهد عودة نجم الفريق البلجيكي إدين هازارد الغائب منذ فترة بسبب إصابة في الساق. ويحوم الشك أيضا حول مشاركة المهاجم الكاميروني صامويل إيتو لإصابة في الركبة. ويقول الإسباني سيزار أزبيليكويتا، مدافع تشليسي، "الفوز على ليفربول منحنا الكثير من الثقة قبل مباراتنا مع أتلتيكو"، مضيفا "واجهنا صعوبات كثيرة قبل مواجهة ليفربول وافتقدنا العديد من اللاعبين". وتابع "لقد أظهرنا مدى قوة فريقنا، وتنتظرنا الأربعاء مباراة العمر". ومن الناحية الأخرى، فإن فريق الاأرجنتيني دييجو سيميوني اقترب خطوة إضافية من لقب الدوري الإسباني للمرة الأولى منذ 1996 بعد فوزه على فالنسيا أول من أمس الأحد بهدف لنجمه راؤول جارسيا. رفع أتلتيكو رصيده في الصدارة إلى 88 نقطة قبل ثلاث مراحل من النهاية، ويتقدم بأربع نقاط عن برشلونة بطل الموسم الماضي، و6 نقاط أمام ريال مدريد الثالث، وله مباراة مؤجلة. وبرغم سقوطه في فخ التعادل ذهابا، فإن أتلتيكو مدريد يملك حظوظا كبيرة ببلوغ المباراة النهائية الثانية في تاريخه والأولى منذ عام 1974، لأنه يقدم مباريات كبيرة خارج أرضه ويسجل دائما أهدافا، حيث فاز على مضيفيه بورتو البرتغالي 2-1 وأوستريا فيينا النمسوي 3- صفر وتعادل مع زينيت الروسي 1-1 في الدور الأول، وتغلب على مضيفه ميلان الإيطالي 1- صفر في ذهاب ثمن النهائي وتعادل مع مضيفه ومواطنه برشلونة 1-1 في ذهاب نصف النهائي. يذكر أنها رابع مرة يتأهل فيها أتلتيكو مدريد إلى نصف النهائي والأولى منذ 1974، عندما تغلب على سلتيك الإسكتلندي وخسر النهائي الوحيد المعاد أمام بايرن ميونيخ. ويتعين على سيميوني، الذي يبلغ من العمر 43 عاما استخلاص العبر من مباراة الذهاب، ومن مواجهة تشلسي مع ليفربول في الدوري الإنجليزي أيضا، لإيجاد التكتيك المناسب لاختراق دفاعات صاحب الأرض. ودانت السيطرة لأتلتيكو تماما في مباراة الذهاب، وكانت للاعبيه 26 محاولة على المرمى مقابل 5 محاولات فقط لتشلسي، وهو وضع يدرك سيميوني جيدا كيف يجب أن يتعامل معه بوجود هداف من الطراز الرفيع هو دييجو كوستا صاحب 35 هدفا هذا الموسم في مختلف المسابقات. وقال المدرب الأرجنتيني تعليقا على غياب أكثر من لاعب في الفريق الإنجليزي: "تشلسي فريق رائع يملك العديد من اللاعبين وقد نجح بالفوز على ليفربول 2 - صفر"، مضيفا: "نعرف أننا نواجه فريقا قويا جدا سيخلق لنا الكثير من الصعوبات". تزخر صفوف أتلتيكو، الوحيد الذي لم يخسر في البطولة الأوروبية هذا الموسم، بالأسماء كراؤول جارسيا والبرازيليين دييجو ريباس وجواو ميراندا وماريو سواريز والتركي أردا توران والهداف دافيد فيا وكوكي والأوروجياني كريستيان رودريجيز، فضلا عن حارس المرمى البلجيكي العملاق تيبو كورتوا المعار من تشليسي بالذات والذي شارك ذهابا بقرار من الاتحاد الأوروبي للعبة برغم الشرط الذي كشف عنه تشليسي بعدم اللعب ضده في المسابقة، ويغيب عن أتليتكو قائده جابي بسبب الإيقاف. يذكر أنها المباراة الخامسة بين الفريقين على الصعيد الأوروبي، فقد فاز تشلسي 4 - صفر وتعادلا 2-2 في دور المجموعات عام 2009، ثم فاز أتلتيكو 4-1 في الكأس السوبر الأوروبية 2012، قبل أن يتعادلا سلبا، الأربعاء الماضي.