منذ أيام تلقيت عرضاً من قناة «الشرق» التى يملكها باسم خفاجى، أمين التجمع المصرى، الداعم للإخوان، للعمل معداً بها من مصر، فى برنامج الإعلامى معتز مطر.. العرض جاء من زميل إخوانى سافر إلى تركيا بعد عزل محمد مرسى، ولأنه عرض غريب لأن الإخوان وأنصارهم يعتبروننى من «أعدائهم»، فسألته: «غريب أنك تعرض علىّ هذا الأمر»، فرد قائلاً: «هذا عمل والقناة ستعرض الرأى والرأى الآخر، وليس لها علاقة بالإخوان، وأنا عرضت اسمك على القائمين على القناة ووافقوا»، جاءت إجابته لتزيدنى رغبة فى معرفة: «لماذا اختارونى أنا بالذات لهذا الأمر؟»، فطلبت منه إرسال باقى التفاصيل، وبعدها بيومين اتصل بى مدير البرامج بالقناة من تركيا وهو أيضاً «إخوانى» قال لى: «اتصلت بيك لتقريب المسافات، ونحن نريدك تعمل معنا فى إدارة التحرير بالقناة، فهى إخبارية خاصة، ولدينا 3 استوديوهات فى تركياوقطر والبث الرئيسى من لندن، وعندما تتاح الفرصة سنعمل من مصر، ونريد منك العمل فى برنامج معتز مطر، فنحن نعرف مهنيتك ونريد أن ترشّح لنا ضيوفاً يأتون من مصر إلى تركيا من كل الأطراف، سواء الإسلامى أو الليبرالى أو السيساوى، نسبة إلى «السيسى» وأعتقد أن الضيف الذى سيعرف أنه سيأتى ويقيم 5 أيام فى فندق 5 نجوم ويتفسح فى تركيا سيوافق، كما يمكن بعد ذلك أن تأتى وتعمل معنا من تركيا، والمقابل المادى سنتفق عليه بعد الموافقة ومعرفة تصوّرك، ويمكن أن يبدأ من 5 آلاف ويصل إلى 10 آلاف جنيه وطريقة إرسال الأموال إليك سنتفق عليها». إلى ذلك انتهى العرض، وطلبت منه وقتاً للرد بالموافقة أو الرفض، لأنه كان من المهم معرفة هل فعلاً يريد «الإخوان» أن أعمل معهم ويتقبلون ذلك أم هو فخ ينصبونه لى، خصوصاً أننى أعمل فى جريدة يعتبرونها معارضة لهم، وهم يرون أن أى صحفى ليس معهم هو «جاسوس» أو «مخبر» عليهم، فجاءت لى فكرة أن أذهب إلى قطر، وهى الدولة الثانية التى تستضيف قيادات الإخوان الهاربين، فالأمر سهل فى عالمنا الافتراضى على موقع «فيس بوك»، ذهبت إلى صفحتى وقمت بتحديد مكانى فى مطار الدوحة، وخصّصت الأمر للإخوان فى قطر فقط، وفى ثوانٍ رأى «على خفاجى» الإخوانى، مكانى فجاءت له صدمة، فسألنى: «بتعمل إيه هنا»، وخلال دقائق انتشر الخبر وسط الإخوان فى قطروتركيا، وبدأ عمرو عبدالهادى، المتحدث باسم جبهة ضمير الإخوانى، وعمرو فراج، مدير شبكة «رصد»، ينشران الخبر على صفحاتهما ويحرّضان ضدى، وتنقله اللجان الإلكترونية، ويحذر بعضهم من وجودى: «هذا شخص خطر جداً علينا.. زيارته ليست بريئة»، وتنهال التليفونات من قطر على زملائى المقربين منى فى العمل ليسألوهم عن طبيعة زيارتى ومكان وجودى فى «الدوحة»، ومع الوقت يبدأ الإخوان فى نسج الأكاذيب عن طبيعة زيارتى غير الحقيقية، فينشرون أنهم رصدونى ألتقى بإماراتيين فى فندق ريتاج الريان، وتنشر شبكة «رصد» الإخوانية وموقع حزب الحرية والعدالة، خبر أن المخابرات القطرية رصدتنى خلال زيارتى، ووضعتنى تحت الرقابة والتصوير الدائم أثناء مهمتى -السرية- إلى قطر، التى أصبحت حديث الأجهزة الأمنية هناك، كما يقولون، فى موقف يدل على رعب وخوف «الإخوان» من وجود صحفى يمكنه مشاهدة أنشطتهم الخفية فى الدوحة، مثل المجرم الذى يرتكب جريمته ويخاف أن يشاهده أحد، هكذا كان رد فعل الإخوان على «شائعة لجس النبض»، ومنها كان قرارى: «نعم الذهاب لتركيا مغامرة تستحق.. خبرتى فى التعامل مع الإخوان ستساعدنى.. لكن لن أسمح لهم باستغلالى للعمل لصالحهم أو أن يوقعوا بى فى الفخ».