أعلنت وزارة الصحة فى بيان لها أن هناك احتمالاً متوقعاً لإصابة حالات بشرية فى مصر بفيروس «كورونا» قد يحدث بناءً على الدراسة التى تم تنفيذها بالمركز القومى للبحوث بمصر؛ التى أثبتت وجود الفيروس فى مصادره المحتملة من «الجِمال»، وكذلك ارتفاع حجم تردد المسافرين من وإلى دول شبه الجزيرة العربية، وكذلك المعتمرين والحجاج. وفيروس كورونا الجديد Middle East respiratory syndrome coronavirus (MERS-CoV) أى «فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية»، وهو أحد الفيروسات التى تنتمى إلى مجموعة فيروسات «كورونا»، ومعظمها تصيب الحيوان وبعضها يصيب الإنسان، وقد سميت بهذا الاسم لأن شكلها تحت المجهر الإلكترونى يشبه التاج أو الإكليل، وهو معنى كلمة «كورونا» باللاتينى، ومنذ اكتشاف أول حالة إصابة بالسعودية فى سبتمبر 2012، فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية فى 24 أبريل 2014 أن عدد الذين تأكدت لديهم العدوى معملياً قد بلغ 254 حالة، توفى منهم 93، وهى نسبة وفيات عالية تأكدت الإصابة بالعدوى معملياً فى كل من: السعودية - فرنسا - إيطاليا - الأردن - الكويت - ماليزيا - عمان - قطر - تونس - إنجلترا - الإمارات - اليونان. وقد ينظر البعض إلى هذا العدد بشىء من الاستهانة، ولكن من يدرس علم «الأوبئة»، علم «الفيروسات»، لا بد أن ينظر إليه بكثير من الحذر والقلق، تظل نسبة انتشار العدوى بطيئة، إلا أن الفيروس يتحور مع إصابة كل مريض بالعدوى ليكتسب جينات وصفات تمكنه من أن يصبح أكثر شراسة وسرعة فى مهاجمة البشر، فى مواجهة جهاز مناعى غير معتاد على مواجهته والتصدى له، ما يمكن أن يتسبب فى حدوث وباء. وهناك 5 أنواع من عائلة «كورونا» يمكن أن تصيب الإنسان، بعضها يصيب الإنسان بأعراض خفيفة مثل فيروس البرد الذى يسبب نزلات البرد، والبعض الآخر يمكن أن يسبب أعراضاً خطيرة مثل فشل فى الجهاز التنفسى نتيجة التهاب رئوى حاد، وهذا النوع من الفيروس الجديد هو السادس فى هذه العائلة لذلك سمى بفيروس كورونا الجديد فى البداية، ثم أطلقوا عليه «فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية». ويوجد فى بعض الحيوانات مثل الجمال والخفافيش، وحدثت به طفرة مكنته من الانتقال إلى الإنسان، ولذا ينصح بعدم التعامل عن قرب مع الجمال بشكل مباشر، وتتراوح فترة حضانة الفيروس بين 10 و12 يوماً، وتتمثل أعراض العدوى بالفيروس الجديد فى: ارتفاع فى درجة الحرارة أكثر من 38 درجة، وسعال، وصعوبة فى التنفس. وعلى الرغم من وجود تحليل يمكننا من خلاله تشخيص الإصابة بالعدوى وتأكيدها، فإنه لا يوجد حتى الآن تطعيم أو لقاح واقٍ ضد الفيروس، كما أنه لا يوجد له علاج متخصص، ويتم العلاج من خلال التعامل مع الأعراض فقط التى تظهر على المريض، وبعض مضادات الفيروسات. وفى إطار الإجراءات الاحترازية الخاصة بالعدوى «بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية»، فقد أوصت وزارة الصحة السعودية منذ العام الماضى، بتأجيل أداء مناسك العمرة والحج لكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة كمرضى القلب والكلى والجهاز التنفسى والسكرى، ومرضى نقص المناعة الخلقية والمكتسبة، إضافة إلى المصابين بأمراض الأورام، وكذلك الحوامل والأطفال. وللوقاية من العدوى من هذا الفيروس ينبغى اتباع وسائل الوقاية من الأمراض التنفسية بشكل عام مثل: تجنب والتقبيل، خاصة مع أى شخص يبدى أعراض الإصابة بمرض (السعال والعطس)، وغسل اليدين باستمرار، كما تشمل أيضاً تجنب تناول اللحوم غير المطبوخة جيداً، وعدم شرب لبن وبول الإبل، وعدم تناول الفواكه أو الخضار غير المغسولة، والمشروبات المحضرة من مياه غير معقمة، وإذا ما أُصِيب شخص بالمرض أثناء السفر، فعليه أن يتجنب مخالطة الآخرين مخالطة حميمة أثناء إصابته بأعراض المرض، وأن يتبع تدابير جيدة بشأن الحفاظ على نظافة وسلامة الجهاز التنفسى، أو وضع قناع طبى أو منديل ورقى، وإلقاء المناديل الورقية المستخدمة بعد استخدامها فوراً فى سلة مهملات مغلقة، واستخدام سجادة صلاة خاصة به فى الحرمين.