من باب الجغرافيا دخلت سيناء التاريخ.. موقعها صنع تاريخها، هى أرض القمر، أرض الشمس المقدسة، أرض الفيروز وأرض الأنبياء، هى مركز المشرق العربى، حيث أشرقت شمس الحضارات، عبرها الأنبياء هروباً من ملاحقة الطغاة.. دخلتها جيوش المسلمين فى عصر الخليفة عمر بن الخطاب بقيادة عمرو بن العاص فى طريقهم إلى وادى النيل وعبروا طريق حورس الفرعونى، الذى شهد عبور إبراهيم ويعقوب ويوسف والسيد المسيح عليهم السلام، من فوق جبالها كلم نبى الله موسى ربه.. سيناء البقعة الطاهرة المقدسة التى ورد ذكرها فى الكتب السماوية الثلاثة والتى شهدت خروج جيوش الفراعنة لصد الغزوات التى كانت تتوالى على مصر من بابها الشرقى وكانت طريق الفراعنة إلى الشام.. هى أرض مصر المقدسة ومغارات كنوزها القديمة وبابها الشرقى، أرض الجبال والمغارات، أرض التيه والرسالات، دارت عليها مئات المعارك وارتوت بكثير من الدماء.. سارت عليها، وخرجت منها، ودخلت إليها جنود أكثر من خمسين جيشاً منذ عرف الإنسان الأول أدوات القتال وحتى عصر الصواريخ، من بينها جيوش الهكسوس والآشوريين والفرس وجيوش المسلمين والصليبيين ودارت عليها معارك الجيش المصرى أعوام 1948، 1956، 1967، وأخيراً معركة السادس من أكتوبر 1973 الباسلة، عبر الجندى المصرى قناة السويس وعبرت مصر من الهزيمة للنصر واستردت بعدها فى عام 1982 أرض سيناء الحبيبة. نحتفل اليوم بمرور اثنين وثلاثين عاماً على تحرير سيناء.. مع رسائلكم ومشاركتكم التى أسعدتنى أصدقائى وشعرت مع كل سطر برسائلكم وكل خط فى لوحاتكم بمدى انتمائكم لوطنكم وحبكم له فأنتم أمل مصر فى غد مشرق بإذن الله.