وقعت انتخابات الرئاسة فى محافظة دمياط بين الجنة والإلحاد، بين شراسة الدعاية التى يقودها أصحاب التيار الدينى، ومؤتمرات فلول النظام السابق، وبين الرشاوى الانتخابية التى تعدت إعطاء تراخيص للصيد إلى أكياس للسكر والزيت للفقراء والمساكين. ورغم تمركز جماعة الإخوان بالزرقا، وفارسكور، وكفر سعد، فإن الأصوات باتت فى دمياط ممزقة بين عمرو موسى، وحمدين صباحى، وعبدالمنعم أبوالفتوح. الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، المدعوم من حزبى الوسط والنور، وحركة حازمون، وعدد كبير من شباب جماعة الإخوان المسلمين، والمنشقين عنها، على رأس الصدارة، ويليه عمروموسى، الذى تمتد جذور زوجته لعائلة «بدوى» إحدى كبرى العائلات بقرية شرباص بالمحافظة، والتى تمتلك العديد من شركات استخراج البترول، وأراضى زراعية بشرباص، والناصرية، والبراشية، ويأتى بعده حمدين صباحى ثم محمد مرسى، مرشح جماعة الإخوان المسلمين، الذى جاء فى فى المرتبة الرابعة، رغم شعبية جماعته الجارفة، ودعمه من قبل رابطة علماء الأزهر الشريف، التى وصل بها الأمر لوصف من لم يدعمه بالخروج عن طاعة الله، وسيحاسب فى الآخرة حساباً عسيراً. محافظة دمياط يسيطر عليها التيار الإسلامى بشكل كبير، وهى صاحبة أكبر تكتل سلفى، حيث يمثلون نسبة ضخمة، بعد احتلالهم للمساجد، ويليهم التكتل الإخوانى. وبما أن محافظة دمياط أحد المعاقل الهامة لجماعة الإخوان المسلمين، فقد حصلت على عشرة مقاعد فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى الماضية من أصل 18 مقعداً مخصصة لها، بسبب التكتل الدعوى بقرى الخياطة، وعزبة اللحم، وغيط النصارى، والعنانية، ودقهلة، والحورانى، والبستان، والبراشية، وميت الشيوخ، بالإضافة للاعتماد على الأنشطة الخيرية، وقسم البر، الذى يعمل لسنوات بسيارات محملة بأكياس السكر، وزجاجات الزيت، واللحوم، والدجاج، والقوافل الطبية. وتعتمد الجماعة على العنصر النسائى النشط الذى يقوم بزيارة البيوت لإقناع نسائها وبناتها بترشيح مرسى. عدد من كبار عائلات دمياط يدعمون مرسى كعائلات الخضرى أصحاب شركات الاستيراد والتصدير وتجارة الأخشاب والحاج محمد المنزلاوى صاحب محلات المنزلاوى للحوم، ومحمد شطا صاحب محلات شطا للستائر والديكور، وأصحاب محلات أوسكار للملابس الجاهزة، بينما تدعم عائلة محمد الزينى رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية وشقيق د. سامية الزينى عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطنى المنحل، المرشح أحمد شفيق. أما أبوالفتوح وموسى وشفيق فقد احتلوا الكتلة التصويتية فى الشيخ ضرغام، وعزبة البرج، وذلك لتمركز كتلة الأعضاء السابقين بالحزب الوطنى المنحل، بهذه المناطق، الذين يعملون على دعم مرشحى الفلول، وإسقاط مرشح الإخوان بأى صورة كانت، حتى وصل الأمر لمنح تراخيص الصيد مقابل دعم أحد مرشحى النظام السابق.