"باسم يوسف"، شخصية مثيرة للجدل، وعليه الكثير من علامات الاستفهام حول آرائه وآدائه الإعلامي، لكن ما لا شك فيه أن باسم يوسف هو من وضع أول مسمار في نعش الجماعة الإخوانية، ورئيسهم المعزول، والطريف في الأمر أن أجد من يهاجم "باسم" مدعيًا أنه إخوانيًا!، فكان وسيلة إخوانية لتفريغ الطاقات والشحنات السلبية ضد الإخوان. صراحة لا أظن أن هذا الكلام يمكن أن يصدر من شخص عاقل، أو يتمتع بأي تمييز ف(باسم يوسف) كان هو المعارض الأول للإخوان، واستطاع أن يصل بأفكاره لكل فرد في كل بيت، فكلنا نضحك على "إفيهاته" وتعليقاته الساخرة على خطابات مرسي، وتصرفات جماعته، ويترسخ في أذهاننا أن لا مفر من التخلص من تلك الجماعة ورئيسها، وتمكن "باسم" من إقناع الجميع بتلك الفكرة، بعيدًا عن "كلاكيع" السياسة وجهابزة إعلامنا الذين كانوا في انتظار خطأ أو هفوة كبيرة أو صغيرة ل"باسم"؛ ليتخلصوا من ذلك المزعج. وسنحت لهم تلك الفرصة عندما أخطأ في كتابة مقال دون أن ينسبه لكاتبه الأصلي.. نعم أخطأ، ولكن كان خطأ هؤلاء الإعلاميين الذين حاولوا تشويه صورته، والهجوم عليه على طريقة "إن وقع العجل تكتر سكاكينه" أكبر عندما نسوا أو تناسوا أن باسم يوسف هو من أعاد إليهم بعضًا من مصداقيتهم التي فقدوها بعد ثورة يناير، وما تلاها من أحداث وصولًا لثورة 30 يونيو. موضوعي الثاني الذي له نفس الأثر هو ثورة الإنترنت: حقيقة أنا معجب بشباب ثورة الإنترنت فليس هناك من عاقل أو مُنصف يقول بأننا نتمتع بخدمات إنترنت أو اتصالات عامة جيدة، أو حتى متوسطة، فالخدمات متردية وبأسعار مرتفعة؛ حتى أن كثير من الدول العربية التي سبقناها في هذا المجال تفوقت علينا، وأصبحنا من أكثر دول العالم تخلفًا في ذلك المجال، وهنا ننتقل لدور الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات الذي كنا نتوقع منه أن يحتضن تلك الثورة ويدعمها؛ للوصول لمستوى مرضي أو مقبول من خدمات الاتصالات. لكن ما حدث أن خرج علينا رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات مصرحًا بأن ثورة الإنترنت "شبح الإخوان يحركها"، متهمًا شباب هذه الثورة بأنهم إخوان، والمضحك في هذا الموضوع رئيس الجهاز، تم تعيينه نائبًا لرئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بقرار من رئيس الوزراء "الإخواني" هشام قنديل، ليصبح فيما بعد رئيسًا لهذا الجهاز، واتذكر هنا المثل الشعبي "جيت اقولك قولتلي، ومن شطارتك غلبتني"، ولا أدري ما هي مبررات الاستعانة بنائب رئيس شركة (أوراسكوم تليكوم) لرئاسة هذا الجهاز الحيوي والمهم، إلا إذا كان الجهاز القومي قد عدم الكوادر والكفاءات. واسمحوا لي أن أنقل لكم جزء من تجربتي الشخصية مع هذا الجهاز العظيم.. فقد تعطل هاتفي المنزلي بعد ثورة يونيو، فقمت بالاتصال بجهاز تنظيم الاتصالات؛ طالبًا منهم تحديد موعد نهائي لعودة الخدمة، وبعد أن قام الجهاز بتحقيق جبار استمر لمدة 3 شهور، أخبروني أن زوجتي العزيزة أبلغتهم أن الخدمة عادت وتعمل بانتظام، رغم أنني لم أتزوج بعد!، وحتى الآن لم تنتهي هذه التحقيقات، إن القاسم المشترك في حالتي (باسم يوسف)، وشباب الإنترنت هو محاولات التشويه، وتكميم الأفواه.