سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مراكز أبحاث أمريكية تستبق زيارة «فهمى» بتحريض «واشنطن» ضد مصر «بروكنجز» يدعو إلى اتخاذ إجراءات صعبة تعيد توجيه السياسة المصرية.. ويحذر من التصديق على استمرار المساعدات
قالت مصادر دبلوماسية مصرية ل«الوطن» إن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية نبيل فهمى إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية تحظى باهتمام بالغ على كل المستويات، إذ تلقت السفارة المصرية رغبة عدد من مراكز الأبحاث الأمريكية عقد لقاءات مع «فهمى»، وفى مقدمتها المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية، الذى يعد أحد أكبر مراكز الأبحاث الفاعلة داخل واشنطن، فضلاً عن عدد من الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية، وأعضاء من الكونجرس الأمريكى من الحزبين الجمهورى والديمقراطى. واستبقت المراكز البحثية زيارة وزير الخارجية المصرى وأعدت فعاليات وأوراقاً بحثية لمناقشة الوضع فى مصر، قبيل الاستحقاق الرئاسى المزمع فى مايو المقبل، ورد فعل جماعة الإخوان المسلمين، وانخراط عدد من أعضائها فى العنف «المحدود»، الذى يرجّح باحثون أمريكيون استمراره، رغم عدم وجود فرصة للجماعة فى العودة للحكم مجدداً، ومن ثم دخول البلاد فى حالة من «الجمود غير المريح». وينظم معهد «بروكنجز للدراسات»، الذى يرتبط باتفاقية تعاون مع وزارة الخارجية القطرية، منتدى للنقاش، اليوم الأربعاء، حول كتاب أمريكى صدر مؤخراً بعنوان «ميدان التحرير وفهم آفاق الديمقراطية فى العالم العربى» بمشاركة عدد من الأكاديميين والباحثين المتخصصين فى شئون الشرق الأوسط. وكان معهد بروكنجز أصدر عدداً من الأوراق البحثية مؤخراً تنتقد الإدارة السياسية الراهنة فى مصر والجيش المصرى بشدة. وفى تحليل حمل عنوان «أوباما والوقت الصعب فى مصر»، حذر المعهد من تصديق وزارة الخارجية الأمريكية على استمرار المساعدات لمصر بعد ما سمته «العودة إلى النظام العسكرى»، والادعاء بأن الجيش قاد أكبر عقوبة إعدام جماعى، متجاوزاً البطش والقمع فى أنظمة «مبارك والسادات وعبدالناصر»، وأنه ما زال يواصل اعتقال النشطاء، متسائلاً عن أهمية استمرار الحديث عن الانتقال الديمقراطى فى مصر فى ظل طريق ملىء بالنكسات، حسب الدراسة. وانتقد المعهد تصريحات «كيرى»، التى أكد فيها أن جماعة الإخوان سرقت ثورة 25 يناير، وأن خارطة الطريق المصرية كان هدفها استعادة هذه الثورة، لافتاً إلى أن تعليقات «كيرى» الارتجالية لا تتسق مع سياسة الإدارة الرسمية. وطالبت ورقة بروكنجز البحثية الإدارة الأمريكية باتخاذ خطوات صعبة تجاه مصر من أجل إعادة توجيه سياستها، وأن خطوة التعليق الكامل للمساعدات العسكرية كان يجدر بها أن تكون أولى الخطوات على الطريق الصحيح ونقطة الانطلاق، لكن الولاياتالمتحدة أهدرتها باستنزاف الوقت فى الحديث مع المسئولين المصريين على مدار عشرة أشهر، حتى أصبحت الخيارات الآن محدودة، حسب الدراسة، وأن المسئولين فى القاهرة أدركوا أن أمريكا لم يعد لديها نفوذ حقيقى داخل مصر، فاستمروا فى سياستهم القمعية. فى المقابل، أكد الباحث الأمريكى سايمون هندرسون، المتخصص فى الشئون الخليجية، أن النزاع القطرى - الخليجى مرجعه الأساسى مصر وسياسات الدوحة تجاه جماعة الإخوان، وليس مسألة التدخل فى شئون دول مجلس التعاون الخليجى. وقال فى ورقة بحثية نشرها معهد «واشنطن لدراسات الشرق الأدنى» أن قطر دعمت حكومة «الإخوان المسلمين» ومحمد مرسى عبر ضخ كميات كبيرة من الأموال، واعتبرت الخطوات التى اتخذها المشير عبدالفتاح السيسى، الذى ساعد على الإطاحة ب«مرسى»، مخالفة لإرادة الشعب المصرى، كما تعتقد قطر عكس ما يعتقده الملك السعودى عبدالله بن عبدالعزيز، وبعض زعماء دول الخليج الأخرى، أن نظامها السياسى شبه الملكى الخاص بها خارج أى تهديدات محتملة من الإخوان. فيما طالب «هندرسون» الرئيس الأمريكى أوباما بالعمل على رأب الصدع الخليجى حتى تتمكن الولاياتالمتحدة من تنفيذ سياستها تجاه كل من مصر وسوريا. فى شأن متصل، أكد الباحث الأمريكى إيريك تريجر، أن هناك أدلة ضعيفة على انضمام عدد من أعضاء الإخوان إلى صفوف الحركات الجهادية على نحو ما كان يتوقعه البعض ويجادل فيه البعض الآخر، لافتاً الانتباه إلى صفحات متعددة ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعى على شبكة الإنترنت تحمل دعماً للإخوان، وتعتنق الفكر الجهادى، وجذبت أعداداً كبيرة من المشاركين بما يعنى أن للجماعة الآن جماعات عنف على الإنترنت، وتحديداً على موقع «الفيس بوك». ومن بين هذه الصفحات، التى رصدها الباحث صفحة «حركة إعدام»، التى تستهدف صراحة أفراد الجيش والشرطة فى مصر، وتدعو إلى إعدام كبار مسئولى الأمن فى مصر. وكذلك صفحة تحت عنوان «حركة مولوتوف»، التى يشارك فيها 70 ألف متابع، وأغلقتها إدارة «الفيس بوك» لتحريضها على العنف، كما انتشرت عدة صفحات أخرى تبنّت من خلالها الجماعة عمليات إحراق نقاط التفتيش فى مدينة 6 أكتوبر ومحافظة الإسكندرية وثلاث سيارات لضباط شرطة. فيما تجاوز عدد متابعى صفحة «مصر الإسلامية» نصف المليون مستخدم، ووظيفتها كانت التحريض على العنف تجاه أفراد الأمن. وأضاف «تريجر» فى رصده، أنه من الناحية الفنية، تتركز أهداف شباب الإخوان على الأصول المادية، وليس الأرواح، وبطبيعة الحال هذا تمييز زائف بالكلية، حيث قد يُقتل الأشخاص عندما يتم قذف عبوة ناسفة، لكن هذه هى الطريقة التى يسوغ بها أعضاء الجماعة سلوكياتهم لأنفسهم وللآخرين. ووفقاً لما صرح به شباب الإخوان، الذين حرقوا منزل ضابط شرطة، لمراسلة موقع «ماكلاتشى»، من قوله: «حاولنا ألا نقتل أحداً.. ما نقوم به هو مجرد لكمة لتخويفهم». ومع ذلك دعت جماعات منتسبة إلى الجماعة على ال«فيس بوك»، إلى استهداف الأفراد بشكل مباشر، بما فى ذلك تنفيذ عمليات اغتيال، حسب «تريجر». وأوضح الباحث أن هناك حركات أخرى تسير فى نفس الإطار، من بينها «حركة الخفاش»، وتستوحى فكرتها من فكرة الرجل الخفاش أو «الباتمان».