تابعنا في هذه الأيام الأخبار التي تتناول الموسم السينمائي الصيفي، والذي أشعر أنه بدأ مبكراً هذا العام، نظراً لانطلاق بطولة كأس العالم المقامة في دولة البرازيل في الشهر القادم، ولكن الحقيقة التي أحزنتني كثيراً هي أن معظم أفلام هذا الصيف والموجود بعضها حالياً في دور العرض السينمائي من تلك الأفلام الهابطة التي تعودنا على وجودها كل موسم وأصبحت وكأنها الماركة المسجلة للموسم السينمائي. نجد العديد من المنتجين يتسابقوا خلال الموسم على عرض أفلامهم في العديد من دور العرض، وهي تلك الأفلام التي بها للأسف بعض المشاهد الاباحية التي نخجل من مشاهدتها، إلى جانب بعض العبارات المستفزة الموجودة في الفيلم مع العلم أن هذه الأفلام لا تحمل أيه أحداث على الاطلاق، وأرى -من وجهة نظري- حذف هذه المشاهد والعبارات من تلك الأفلام، ولكن للأسف لا جدوى من هذا الموضوع مع أني كتبت فيه مراراً وتكراراً. يا جماعة المنتجين، أكتب لكم مقالي هذا لأحيطكم علما بأن تلك الإيحاءات، وتلك المشاهد الإباحية، لا يجوز أن تكون موجودة في دور العرض السينمائي، لأن ببساطة هناك عائلات بأكملها أفضل متنزهاتهم أن يحضروا أفلام جديدة في دور العرض المختلفة. وهناك أمهات وآباء وأطفال صغار يذهبوا للسينما من أجل الترفيه عن النفس، ليفاجأوا بأفلام تمتلئ بالألفاظ الخادشة للحياء، والمشاهد التي تخدش الذوق العام، وفجأة نجد هؤلاء الأطفال ينطقوا هذه الألفاظ.. أهذا يصح يا سادة يا كرام؟، ولذلك نجد معظم الناس في الأونة الأخيرة قاطعوا دور العرض السينمائي لوجود هذا النوع من الأفلام، والأدهى والأمر من ذلك والذي استعجب لهم أن جموع المنتجين ومع كل هذا مستمرين في انتاج مثل هذه النوعية من الأفلام. وأفلام الراقصات العاريات اللاتي يتمايلن طوال الفيلم والمشاهد الساخنة الخادشة للحياء، وسوى ذلك لا يشاهد أحد الفيلم، وتخف الايرادات من شباك التذاكر، وتحدث أزمة في سوق السينما من الممكن تؤدي إلى توقف هذا القطاع. ولكن سمعت في العديد من البرامج التي تناولت هذا الموضوع في الأيام الأخيرة شيئاً غريباً أدهشني ويستحق أن اقف عنده.... سمعت بعض الناس يربطوا ما بين السينما والسياسة من خلال ثورة الخامس والعشرين من يناير وما أعقبها من أحداث مختلفة ولكن هنا دعوني أتساءل ما ذذب ثورة 25 يناير فيما يحدث من انحراف أخلاقي وتدني للذوق العام في السينما المصرية فأنا من وجهة نظري أرى أن هذا الانحراف الذي يحدث في الافلام المصرية ليس له أيه علاقة بثورة 25 يناير وما يحدث بعدها....ومنذ متى ونحن نربط الفن بالسياسة من الأساس. ومع كل ذلك أعود وأوجه ندائي لجموع المنتجين وأقول لهم "ارحمونا يا ناس" ....ارحمونا من تلك الأفلام الهابطة التي أصبحنا لا نرى سواها في دور العرض وحتى على شاشات التليفزيون حالياً، مع العلم أننا أصبحنا نفتقر للمواضيع الهادفة في الأفلام المصرية التي يتم انتاجها في الوقت الحالي. ونجد معظمها ما هو إلا تقليد أعمى للغرب كما هو في فيلم"حلاوة روح" للنجمة اللبنانية"هيفاء وهبي" ولكنه بالطبع مثله مثل باقي الأفلام التي لا تخلو من تلك الألفاظ والمشاهد الإباحية التي نخجل منها والأغاني الشعبية ذات الايقاع السريع والكلام العشوائي الهابط الذي يتلفظ به معظم شباب هذه الأيام. ومن هنا أعود وأنادي ....ارحمونا يا منتجين واتقوا الله فينا وفي أطفالنا من تلك الأفلام التي لا تحمل ايه رسالة هادفة على عكس أفلام زمان وأحذرهم بأن بهذا سيقضوا على صناعة السينما في مصر لأن شباك التذاكر بهذا الانحدار الأخلاقي للسينما المصرية سيخلوا من الايرادات. وأخيراً أتمنى أن تعود الرقابة على المصنفات الفنية لعملها مرة أخرى لأن أرى أن تلك الأفلام تحتاج إلى غربلة من جانب الرقابة السينمائية للحد من تلك المهازل رفقاً بعقولنا وعقول أطفالنا وشبابنا من مخاطر تلك الأفلام