شهد موسم عيد الفطر سباقا بين الأفلام التافهة التي تحولت فيها مشاهد ثورة 25 يناير إلي تهريج وسخرية؛ كما شهدت أغلب الأفلام مباراة ساخنة بين الرقص والعُري والإثارة فى خلطة فنية مليئة بالإسفاف والابتذال. فقد ضم موسم العرض السينمائي في عيد الفطر خمسة أفلام كوميدية هي فيلم "تك تك بوم" للفنان محمد سعد ودرة والذي تدور أحداثه حول شاب مصري فقير يُدعى "تيكا" يعيش في حي شعبي ويمتلك متجرا لبيع لعب الأطفال، وعندما تنطلق أحداث الثورة المصرية يلجأ مع آخرين لحماية الحي من خلال لجنة شعبية تتصدى للبلطجية مما يعرضه للكثير من المخاطر والمواقف الكوميدية؛ والفيلم الثانى "أنا بضيع يا وديع" وتدور أحداثه حول شخصية تهامي المنتج السينمائي ووديع الذراع الأيمن له وعندما يقع تهامي في مشكلة كبيرة مع الضرائب يفكر في الخروج من هذه المشكلة بإنتاج فيلم فاشل حتى لا تطارده مصلحة الضرائب؛ أما فيلم "شارع الهرم" الذي يجمع بين الرقص الاستعراضي والغناء وتقوم ببطولته الراقصة دينا و المغني الشعبي سعد الصغير فقد كان له النصيب الأكبر من الايرادات والإقبال الجماهيري؛ والفيلم الرابع هو"يا أنا يا هو" لنضال الشافعى وريم البارودى وتدور أحداثه حول شاب يُدعى سعيد يقع في العديد من المشاكل خلال حياته ويحاول تخطي تلك الأزمات فيتعرض للكثير من المفارقات الكوميدية؛ والفيلم الأخير فيلم "بيبو وبشير" لمنة شلبى وآسر يس والذي تدور أحداثه حول شخصية شاب نصفه مصري ونصفه أفريقي ويسمى "بشير" وتحدث علاقة بينه وبين "بيبو" فى اطار كوميدى. شارع الهرم يحصد إيرادات العيد وقد نجح فيلم "شارع الهرم" في تحقيق المركز الأول فى أول يوم عرض حيث وصلت ايراداته لمليون و700 ألف جنيه؛ أما المركز الثانى فكان من نصيب فيلم " تك تك بوم " حيث حقق فى أول يوم عرض مليون و200 ألف جنيه؛ وكان المركز الثالث لفيلم " بيبو وبشير" لمنة شلبى وآسر ياسين وحقق فى أول أيام العيد 300 ألف جنيه؛ وكان المركز الرابع لفيلم " يا أنا يا هو " حيث حقق فى أول يوم عرض 200 ألف جنيه؛ أما المركز الأخير فكان لفيلم "أنا بضيع يا وديع " الذي حقق فى أول يوم عرض 100 ألف جنيه فقط. وتوقع الكثيرون بعد الثورة أن مستوى الأعمال الفنية التي ستُقدم خلال الفترة القادمة سترتقي للمستوى الذي كان يأمله الجمهور والنقاد الذين لطالما طالبوا بأفلام جيدة تبتعد عن الإسفاف والكوميديا الساذجة والإيفيهات الجنسية؛ إلا أن أفلام موسم العيد جاءت بالعكس لتُثبت أن السينما المصرية لن تتخلى عن القبح والمستوى المتدني التي ارتضته لنفسها خلال السنوات الأخيرة !. السقوط فى بئر الابتذال وأكد الناقد الفني طارق الشناوى أن حملات المقاطعة التي دعت إلى مقاطعة أفلام الرقص والجنس أدت إلى نتائج عكسية وكانت بمثابة لعبة للتسويق لتلك الأفلام؛ فبالنظر لإيرادات أفلام العيد نستطيع ملاحظة أن الذوق والمزاج المصرى لم يتغير حتى بعد ثورة يناير، ففى النهاية لا يبدو أن أحدا قد خرج خاسرا من سباق الإيرادات في أفلام العيد، حيث راهن بعض فنانى الأفلام الخمسة على نجوميته القديمة أمثال محمد سعد، كما راهن المنتجون على خلطة ناجحة رغم دعوات المقاطعة التى انطلقت ضد بعض الأفلام يجب ألا نغفل على أن جمهور العيد حالة خاصة وليس له علاقة برواد السينما الحقيقيين؛ فكل ما يتمناه من أفلام السينما أغنية ورقصة ونكتة!؛ وإذا نظرت إلى هذه الأعمال ستجد أن أسلوب السينما الهابطة التى سيطرت مؤخرا لم تتغير فنفس الأجواء والأفكار المتدنية؛ ولكن أعتقد أن هذا سيختفي قريبا وتعود السينما إلى سابق عهدها. أما الناقد الفني رءوف توفيق فيرى أن الخلطة السرية التي دائما ما يلجأ إليها المنتجون للترويج لأفلامهم هي التي كانت سر نجاح أفلام عيد الفطر فيقول توفيق: "سيطرت على أفلام عيد الفطر موجة من الإفيهات التي تجمع بين الألفاظ الجنسية والكوميديا السخيفة والتي من الممكن أن نطلق عليها "الخلطة السرية " التي لجأ إليها عدد من المنتجين خلال هذا الموسم، حيث لم يخلو فيلم من الأفلام المعروضة حاليا من الألفاظ الخادشة للحياء بجانب الرقص والعري، وما تم نشره من قوائم سوداء لم تُحقق نتيجة بل كان عدد منها يروج في حقيقة الأمر لتلك الأفلام، وكان على الجمهور محاربة هذه الأعمال لحماية انفسهم من السقوط فى بئر الابتذال؛ ولكن حدث العكس وأصبحت تلك الأفلام عامل جذب للمشاهد كما أن الجمهور تعود على هذه البضاعة الفنية الرديئة". ويرى محمود المليجى مسئول بسينما "رادوبيس" أن المفاجأة الحقيقية كانت في اعتلاء فيلم "شارع الهرم" لقمة الايرادات وتحقيقه ما يُقارب اجمالي ايرادات الأفلام الأربعة الأخرى حتى الآن، وهي مفاجأة للكثيرين الذين ظنوا أن المزاج المصري بعد الثورة قد تغير للأحسن، فقد لاحظنا أن جمهور العيد مشتاق لجرعة كبيرة من "هز الوسط" والصخب والغناء رغم خلو الموسم من نجوم شباك حقيقيين اعتادوا على المنافسة في موسم العيد.