أدهشني كثيرًا خبر منع محرري جريدة الوطن من حضور أول مؤتمرات حملة المرشح الرئاسي المشير السيسي، وإعاقتهم عن تغطية الؤتمر، ولكن تساءلت لماذا قام أحمد كمال، مدير المكتب الإعلامي للحملة الرسمية للمرشح المشير السيسي، بمنع جريدة الوطن من حضور المؤتمر؟! فوجدت أن السبب في مقال الأستاذ مجدي الجلاد، رئيس تحرير جريدة الوطن، وهو مقال السيسي والذين معه، التي لم أجد فيها شيئًا يسيء للمشير السيسي ولا لأفراد حملته، بل وجدت فيها نصيحة للمرشح المحتمل الذي أحبه ملايين المصريين على وقوفه بجانب الشعب المصري، وهي ألا يتبع أسلوب النظامين السابقين في التعامل مع الشعب وألا يجعل من حوله يخدعونه حتى لا يقع في الأخطاء السابقة. فالمفترض أن الأستاذ مجدي الجلاد اختلف مع المشير في بعض النقاط، فهل يجوز أن يكون الرد على هذا المقال هو منع محرري الوطن من متابعة عملهم؟! هل هذا الأسلوب الإقصائي هو الذي يتبع مع من يخالفك ويخالف أفراد حملتك في الرأي؟ عذرًا أيها المشير أن أقول لك "انسى" هذا الأسلوب لا يمكن أن يعود مرة أخرى مع شعب قد أبصرت عيناه وتحررت القيود التي كانت تمنعه أن يقول كلمة "لا". بإقصاء جريدة الوطن من حضور المؤتمر، تعود أذهاننا إلى العهود السابقة، التي كانت تريد من الصحف المصرية أن تقدم الولاء والطاعة لها حتى يرضى عنها الحاكم، ولكن هذا مستحيل أن يعود بعد أن صنع المصريون طريق الحرية. أنا لا أعتبر الإقصاء وقع على جريدة الوطن فقط ولكن وقع على جميع الصحف المصرية التي كانت من الممكن أن تكون محلها، ووقع أيضًا على الشعب المصري، وذلك لأن الجريدة هي "عين" الشعب في كل مكان، بدونها يعيش الأفراد مغيبين مضللين. بهذه الواقعة نؤكد بعض الأقاويل التي يرددها الأشخاص بأننا نصنع فرعونًا جديدًا، أصبح الشك لديهم يقين، والمخاوف تزيد في قلوب بعضهم، أنا لا أبالغ إطلاقًا، ولكن هذا هو شعور الكثير منا الآن. كلمة إلى المشير السيسي، إن لم تكن لديك صلة بهذه الواقعة وقام هذا الفعل دون علمك، فإذن عليك أولًا أن تحاسب مدير المكتب الإعلامي للحملة هو أحمد كمال، ثانيًا الاعتذار للجريدة بل والمصريين جميعًا على هذا الأسلوب المتبع حاليًا بين أعضاء حملة سيادتك.