«مسيرى فى يوم ألاقيه.. وتبلل دموعى إيديه.. وإن ضل الطريق بينا أشواقنا تنادينا».. هكذا غنى المطرب محمد منير، أحد أشهر عُزاب الوسط الفنى، الذى وقع فى قصة غرام توَّجها بزواج من عروس أصلها نوبى يزيد من صلته بالنوبة التى لم تنقطع يوماً. حياة طويلة عاشها «الكينج» -الذى تفصله شهور قليلة عن عامه الستين- قبل أن يقرر الزواج والاستقرار، بعد أن تخيل جمهوره وأصدقاؤه أنه لن يقدم على تلك الخطوة، وأنه اختار الوحدة كمنهج لحياته، لكنه فاجأ الجميع بقرار الزواج الذى تم قبل يومين فى القاهرة فى احتفال عائلى اقتصر حضوره على الأصدقاء المقربين وأفراد الأسرتين.. «وفرحى لو قضى.. حبيبتى تبقى معاى.. من غيرها مش هرضى». طوال السنوات السابقة ومنذ أن لمع نجم «منير» فى نهاية السبعينات، طالته العديد من شائعات الحب والزواج والارتباط، لم ينشغل «منير» بنفيها أو تأكيدها، ركَّز كل اهتمامه وطاقته فى عمله فقط، انطلق يغنى فى العالم كله للحب وللوطن ول«عشق البنات». محمد منير أبازيد جبريل متولى، من مواليد قرية منشية النوبة بأسوان، قضى فترة الصبا فى أسوان قبل أن يهاجر مع أسرته للعاصمة بعد غرق قرى النوبة تحت مياه بحيرة ناصر التى خلفها السد العالى، أحب الغناء صغيراً وتعامل معه كهاوٍ فى البداية، حتى إنه كان يغنى لرفاقه فى الجيش، تخرج فى قسم الفوتوغرافيا والسينما والتليفزيون من كلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، واستمع إليه الأديب والشاعر النوبى زكى مراد فأوصى عبدالرحيم منصور، الشاعر المعروف آنذاك، بالاستماع إليه، وكبرت الدائرة لتشمل أحمد منيب، فأخذ فى تدريب «منير» على أداء ألحانه النوبية، ثم بدأ «منير» فى غناء كلماتهم بعد ذلك. أكثر من ثلاثين ألبوماً غنائياً وموسيقياً وعشرة أفلام وثلاثة مسلسلات وثلاث مسرحيات وعشرات الكليبات، هى رصيد «منير» فى رحلته مع الاحتراف، التى بدأها عام 1978 بألبوم «بنتولد»، حفر بها اسمه بحروف من ذهب فى تاريخ الأغنية العربية، وارتفعت أصداء صوته الصافى كنيل النوبة فى آفاق عالمية، وبات له مريدون ومعجبون فى أنحاء العالم كله، وطوال تلك الرحلة لم يتخذ «منير» خطوة الزواج أو الارتباط، ربما لانشغاله بفنه فى فترة البدايات من جانب، أو حتى بسبب طبيعة حياته التى يقضى معظم أوقاتها متنقلاً كالرحالة. اعتمد «منير» الاختلاف والبساطة والتلقائية أسلوباً لحياته، وحتى فيما يخص كلمات أغانيه طيلة مشواره الفنى، وهذا ما جعله يفضل أن يفصل حياته الشخصية عن عمله الفنى، وربما هذا ما جعله، وهو الملقب بأشهر عازب فى الوسط الفنى، يتخذ قرار زواجه بعيداً عن الأضواء، ليبتعد بعروسه بعيداً عن العيون «عيون عيون.. كل العالم عيون.. نروح فين يا حبيبتى من زحمة العيون».