سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«طلخا».. الفساد يحول أكبر مصانع إنتاج الأسمدة إلى «خردة» عضو بمجلس الإدارة: الإدارة السابقة أهملت الصيانة فتراجع الإنتاج.. وأجرت جزءاً من أرض المصانع «لشقيق الجبلى»
مع تجدد أزمة فلاحى مصر كل موسم زراعى بسبب نقص السماد وزيادة أسعاره فى السوق السوداء، وندرة كميات «الكيماوى» فى الجمعيات الزراعية، والتى لا تكفى الحصص المخصصة لكل مزارع لتسميد أرضه 3 مرات خلال الموسم، قامت «الوطن» بجولة داخل مصنع طلخا للأسمدة، المملوك لشركة الدلتا للأسمدة الكيماوية. اكتشفنا أن المصنع الأكبر لإنتاج الأسمدة فى مصر ويغطى نحو 30% من احتياج السوق للأسمدة، يواجه خطر «التوقف النهائى بعد تهالك معداته»، كما أكد عمال المصنع، بسبب فساد الإدارة وإهمالها. «العمال كشفوا عن توقف مصنع طلخا 1 بالفعل منذ 2010 عن إنتاج النشادر التى هى أساس تصنيع السماد، فيما تعطل مصنع طلخا 2 مؤخراً لأكثر من أسبوعين بعد وقوع انفجارات بداخله، وهو ما حاولت إدارة الشركة إخفاءه أنابيب يأكلها الصدأ، ومبانٍ «باشت» من الرطوبة والملوحة الشديدتين، فى أحد الجوانب مبنى إدارى أكثر تماسكاً وجمالاً تمتد من أمامه مساحة خضراء، فى بقية الجوانب هناك مبان محطمة النوافذ، وأخرى شبه متفحمة، مهندس بالمصنع، رفض نشر اسمه، قال ل«الوطن» إن «شركة الدلتا التى يتبعها مصنعا السماد طلخا 1، و2 تتكتم على الوضع الحقيقى للمصانع المتهالكة بما ينذر بكارثة بيئية وزراعية، وبالفعل وقعت عدة انفجارات بالمصنع». ويفسر المهندس، أسباب المشكلة: «الشركة لا تهتم كثيراً بصيانة آلات المصنع المتهالكة، فيما يهمل العمال فى اتخاذ التدابير اللازمة لسلامة الآلات بما يعرضها للتلف، والمصنع يخسر يومياً ملايين الجنيهات». ويكمل المهندس: «غلاية المصنع التى تم تركيبها عام 1980 تعانى شروخاً بالغة، لذا فهى لم تعمل منذ أن تم شراؤها بمبلغ 200 مليون جنيه، وهناك تقرير فنى يؤكد خروج الغلاية من الخدمة، فيما يعتمد المصنع على غلايتين، تم نقلهما للمنصورة مع نقل المصنع من السويس، المقر الأول للمصنع، وتعملان منذ تركيبهما عام 1965». فى ديسمبر 2010، شهدت وحدة الملح بمصنع «طلخا 1» سقوط قتيلين من العمال نتيجة انفجار وقع فى وحدة التركيز، وبحسب المصدر: «لم يتم ترميم وحدة التركيز ما كبد المصنع خسارة مليون جنيه يومياً، ولم تتخذ احتياطات ولم تُزود وحدات المصنعين بأجهزة إنذار لتلافى تكرار الخطر». «تم عمل ترميمات لمصنع النترات طلخا 1 تكلفت أكثر من 12 مليون جنيه، وبعدها سقطت أجزاء من سقف المبنى وظهرت به شروخ» يقول المهندس، ورغم هذا كلفت إدارة شركة مصنع السماد شركة الترميم نفسها لترميم برج التحبيب بمصنع اليوريا طلخا 2. يتابع المصدر: «فى 2011 وقع انفجار آخر فى المصنع سببه إهمال صيانة المعدات ومنذ ذلك الحين انخفض إنتاج المصنع يومياً بنحو 400 طن أمونيا يومياً بما يوازى أكثر من نصف مليون جنيه خسارة». ويعلق أحد أعضاء مجلس إدارة الشركة: «إن الإدارة السابقة برئاسة المهندس على ماهر، هى من تسبب فى تراجع إنتاج المصنع، فيما أجرت مساحة من أرض المصنع لشقيق وزير الصحة الأسبق حاتم الجبلى لإنتاج السماد السائل لحسابه». أضاف عضو مجلس الإدارة: «الإدارة السابقة تسببت فى تخفيض إنتاج المصنع من 1500 طن يومياً، إلى أقل من ذلك بكثير»، واعترف بأن بعض مواسير المياه انفجرت، وكادت تتسبب فى كارثة. وأشار إلى أن المهندس حسن نصر رئيس مجلس الإدارة الحالى وضع خطة لإنشاء وحدة إنتاج جديدة بتكلفة تفوق 2 مليار جنيه، وتم إجراء الدراسات والتعاقد مع البنوك لتمويلها حالما تهدأ الأوضاع السياسية فى البلاد. يذكر أن مصنع سماد طلخا أنشئ عام 1978، بعد نقله من السويس، على مساحة 400 فدان بطرح النهر، وتم إنشاء مصنع نترات (طلخا 1)، ثم مصنع سماد اليوريا (طلخا 2)، وبلغت القوة العاملة بالمصنع عام 1980 أربعة آلاف عامل، لكنها تقلصت تباعاً، إلى 1400 عامل.