بمزيج من القلق والخوف على المستقبل ومصدر رزقهم، استقبل الباعة الجائلون بالموالد، قرار رئيس الوزراء، اليوم، بتعليق جميع الفعاليات التي تتضمن أي تجمعات كبيرة من المواطنين أو انتقال مواطنين بين المحافظات بتجمعات كبيرة، وهي التجمعات التي بدا أن في مقدمة المقصود بها "الموالد". محمود عبد الرحمن، بائع لعب أطفال بالموالد، 29 عاما، متزوج ولديه طفلين، وهو واحد من آلاف الباعة الذين يعتبر العمل بالموالد بالنسبة لهم، مصدر رزقهم الرئيسي، الذي يعينهم على تحمل تكاليف الحياة، ودفع إيجار منازلهم أحيانان أو إطعام أطفالهم. يقول محمود، المقيم بحلوان: "طول عمري بشتغل الشغلانة دي، أنا واخواتي، ولسه أخويا بيقولي دول هيمنعوا المولد، ولو حاجة زي دي حصلت، حالنا هيتوقف، وهتصيبنا في أكل عيشنا، ومولد السيدة زينب باقيله أيام، (يوم 20 مارس) وهتبقى مشكلة طبعا". لا يقلل محمود من الاعتبارات الصحية التي تسوقها الحكومة، قائلا "طبعا صحتنا وصحة الناس فوق كل شيء، لكن ده أكل عيشنا برضه، وأنا شايف الموضوع هيبقى صعب للناس اللي بترزق من الحاجات دي، والموضوع مش موالد بس، فإحنا أي تجمعات بنشتغل فيها، زي صلاة العيد مثلا، وغيرها من التجمعات". يضيف محمود موضحا: "الناس اللي فاتحة بيوت زي وزي غيري هياكلوا ويشربوا منين، فإحنا لا موظفين ولا مدرسين، ده رزقي ورزق عيالي، طب مين اللي هيأكلنا لو مصدر رزقنا ده اتقطع"، مؤكدا أن "بيوت كتير هيتوقف حالها من إخواتي وقرايبي وأصحابي". "الموضوع مش بس بياعين اللعب والطراطير والأقنعة، ناس كتير هيتوقف حالها، منهم اللي بيفرشوا بأكل وشرب، وواحد بيقف ببطاطا، وواحد بيقف بفيشار، ولعب ومراجيح، وفي واحد مثلا ممكن يأجر لعبة ب20 ألف جنيه عشان يشغلها في المولد ويجيب 10 صنايعية عشان يقفوا معاه، وكل دول عدد كبير في المجتمع وبيسترزقوا من الموالد، وبيستنوها من السنة للسنة، وعيشهم هيتقطع لو لغيناها". ويوضح عبد الرحمن أنه فيما عدا الموالد، أحيانا ما يعمل في أعمال موسمية، قد تأتي كل عشرة أيام مثلا وقد لا تأتي "أنا ممعييش شهادة اشتغل بيها، وحاليا قاعد في البيت، وساعات بطلع أشيل أثاث، أو رملة، أو أي سبوبة، بس الكلام ده ممكن كل 10 أيام مثلا، وممكن ما يجيش خالص، عشان كده بنستنا الموالد عشان ونعمل فيها قرش يساعدنا على الحياة". وإذا ما تحققت تخوفاته بالفعل في إلغاء الموالد، باعتبارها من التجمعات، يقول عبدالرحمن: "هصرف على عيالي منين، هجيب إيجار شقتي 600 جنيه في الشهر منين، ولا في مرتب ولا معاش، وتعبت الصراحة، مع العلم إننا بنعاني أصلا وممكن المطر والتراب يقوفوا حالي، ده غير البلدية، وبعدين تيجي تقولي وقف التجمعات عشان كورونا، يبقى انت كده بتزيدها طينة"، على حد تعبيره. يقول عبد الرحمن: "أخيرا إذا كانت الحكومة هتلغي التجمعات والموالد، عشان كرونا، يبقى لازم تشوفلنا شغل، ناكل منه عيش بالحلال وبما يرضي الله".