أثارت تصريحات "الأزهر الشريف" بعزمه التعاون مع سلفيين للتصدي لأي محاولات شيعية تنظيم "الحسينيات" جدلاً واسعاً، ليس فقط بسبب قرار المنع، لكن بسبب غرابة الألفاظ على المجتمع المصري، لاسيما أنه يتعلق في الأساس بالشيعة، الذين لا يمثلون عدداً كبيراً في مصر. "الحسينيات"، تعود تسميتها إلى الإمام الحسين، حفيد رسول الله، وللكلمة مدلول مكاني، يشير إلى مكان أشبه بالمضيفة، أو دار للخدمات، تلحق بالمسجد في الأغلب، ولها كذلك مدلول شعائري، يعود إلى بعض الشعائر التي تمارس ويطلق عليها الحسينيات. وتمارس هذه الشعائر في الأغلب، في يوم عاشوراء، الذي يمثل مقتل الحسين، إذ تعلق الأعلام السوداء، وتلطم الخدود، وتشق الجيوب، وتضرب الهامات بالسيوف، ومغزى ذلك إظهار الجزع والحزن الشديد، على مقتل الإمام الحسين. وبدأ ظهور الحسينيات في الدولة البويهية، وهي دولة آل بويه التي نشأت بالعراق، وكانت البلاد كلها تتشح باللون الأسود في هذا اليوم، وتغلق الأسواق وتسير النادبات في شوارع بغداد وقد سودن وجوههن وحللن شعورهن ومزقن ثيابهن، وهن يلطمن وجوههن ويرددن مرثيات حزينة. ثم تتابع ظهورها في الدولة الفاطمية، وبقية العصور حتى يومنا هذا. "التطبير"، هو أحد الشعائر الحسينية، وتنتمي إلى فصيلة الشيعة الإثني عشرية بشكل أساسي، وتعتمد على الدم كركيزة أساسية، ويستخدم في هذه العملية أدوات حادة مثل السيوف والخناجر، فيضرب المطبرون رؤوسهم بهذه الأدوات لإحداث جرح لإسالة الدماء من الرأس، ويرددون أثناء هذه العملية كلمة: "حيدر"، نسبة إلى علي بن أبي طالب، الذي قتل مشجوب الرأس، لذا تتجه عملية إسالة الدماء من ناحية الرأس في التطبير. وللتطبير مواعيد مختلفة، فهو يحدث في أربعين وفاة الحسين، ويوم وفاته، وليلة وفاة علي بن أبي طالب، وليلة وفاة فاطمة الزهراء. أما المعنى اللغوي للكلمة، فهي لفظة عامية تُستخدم في العراق، إذ أن طبر الخشبة أو العظم بالطبر (الفأس أو القدوم أو الساطور). أي الضرب بأي آلة حالة. يُعرف التطبير باللهجة البحرانية المنتشرة في البحرين والقطيف باسم "الحيدر" إشارة لكلمة حيدر التي يرددها المطبرون. ومن الشعائر الحسينية الشبيهة بالتطبير هي شعيرة عزاء الزنجيل، ويكون بإدماء الظهر بسلسلة خفيفة من السكاكين، وهذه الشعيرة شعيرة مستقلة وليست من التطبير. الشيعة في مصر لا يسيلون الدماء، ويكتفون بضرب الصدر باليد، وترديد أناشيد حزينة تروي سيرة خيانة أهل "كربلاء" للحسين ومقتله في بيوتهم الخاصة.