احتفل ملايين الأقباط، اليوم، في كل كنائس مصر بعيد «أحد الشعانين» المعروف ب«أحد السعف»، وهو يوم دخول المسيح لمدينة القدس، وحرص الأقباط على جلب «سعف النخيل» وعمل حلي وصلبان به، لاستقبال العيد كما استقبل أهل القدس به المسيح عند دخوله المدينة، فيما أشعلت الكنائس الشموع بداخل ساحاتها، وذلك وسط تشديدات أمنية كبيرة من الجيش والشرطة حول الكنائس، خشية وقوع أي أعمال إرهابية. ووضعت القوات الأمنية خططًا أمنية محكمة لتأمين الاحتفالات، شملت تأمين جميع الكنائس من خلال عدة محاور رئيسية وخطوات استباقية، بدأت برفع مخلفات الباعة الجائلين، والمركبات المتروكة منذ فترة أمام جميع الكنائس خشية استخدامها في أي أعمال عنف، وتوسيع دائرة الاشتباه في محيط الكنائس بفحص جميع المترددين على تلك المنشآت، والتنسيق الأمني بين حراس العقارات وإدارات الفنادق ووضع خدمات سرية في محيط الكنائس، وانتداب قوات من مختلف قطاعات وزارة الداخلية لتعزيز وتدعيم قوات الأمن بالمديريات، كما تشمل الإجراءات نشر رجال الأمن السريين الذين يرتدون الملابس المدنية، بالإضافة إلى سيارات الدوريات الراكبة، والتي تقوم بعمل مرورات دائمة على الشوارع، فضلاً عن دوريات مسلحة مجهزة للتعامل الفوري مع كل ما يخالف القانون والتدخل السريع في حالة أعمال الشغب، علاوة على وضع أكمنة ثابتة ومتحرّكة على مداخل المحافظات لتنفيذ إجراءات تفتيش دقيقة للسيارات التي يشتبه بها، بالإضافة إلى تأمين الطرق نفسها. وترأس البابا تواضروس الثاني، قداس العيد بدير الأنبا بيشوي الموجود فيه حاليًا، فيما ترأس الأنبا مكسيموس، الأسقف العام لكنائس مدينة السلام، صلاة العيد داخل الكاتدرائية المرقسية بالأنبا رويس بالعباسية، وترأس القمص رويس مرقص، وكيل عام الكاتدرائية المرقسية بالاسكندرية، صلاة قداس العيد بكنيسة العذراء مريم، وترأس الأب إبرام إيميل، راعي الكنيسة المرقسية، قداس العيد بالكاتدرائية، وترأس أساقفة الكنيسة القداسات كلاً في إيبراشيته. وقامت الكنائس، عقب قداسات العيد، بترتيب صلاة التجنيز العام، لاستقبال «أسبوع الآلام»، الذي يعتقد الأقباط خلاله أن المسيح جرى صلبه وموته ثم قيامته، وحرص الأقباط على حضور صلاة التجنيز في هذا اليوم، خشية أن يموت أحدهم في «أسبوع الآلام» فلا يجب رفع بخور إلا في يوميّ الخميس والسبت، فهذا التجنيز في الأربعة أيام التي لا يجب رفع بخور فيها، بل إذا توفي أحد من الأقباط يحضرون به إلى البيعة بالكنيسة وتقرأ عليه الفصول التي تناسب التجنيز من غير رفع بخور. وعاودت الكنائس صلاة التجنيز العام بالطقس الجنائزي «الحزايني»، هذا العام، بناءً على قرار المجمع المقدس، الذي ألغى قرار البابا الراحل شنودة الثالث، بصلاته بالطقس السنوي، الأمر الذي استمر خلال السنوات الأخيرة، وعقب انتهاء صلاة التجنيز العام اتشحت الكنائس بالسواد، حيث أسدلت الستائر السوداء على الحوائط والعمدان وستور الهيكل والمنجليات، إعلاناً للحداد والحزن، كإشارة إلى سيطرة «الخطيئة» قبل الفداء، حسب الاعتقاد القبطي، وبدء "أسبوع الآلام".