دائمًا أبحث بل أهفو إلى بلاد الإنسانية.. هذه البلاد التي تأخذ من الحب والإنسانية نصوص دساتيرها بل تجعلها عذاء حضارتها ووقود مستقبلها، أتساءل كثيرًا لماذا نخفي حبنا؟ نعم نخفي حبنا بل منا من يراه ضعفًا والآخر يراه عيبًا عندما نمشي في الشارع ونرى ولد يقدم وردة لفتاه، فترى الجميع ينظر له مستغربًا بل يوجد من يعلق عليه بإسلوب غير لائق، وعندما نرى خناقة تسمع من يقول: "خليك في حالك.. إمشي مالناش دعوة"، بل قد تجد من يتحرش بفتاة ونمشي وكأن شئ لم يكن!. لماذا نقتل الحب وكأنه عيبًا في مجتمعنا ونصمت عن العنف والتحرش وكأنهما عادة راسخة فينا أتدرون لماذا؟؛ بسبب هؤلاء الآباء الذين يستخدمون العصبية والعنف تجاه زوجاتهم أمام أبنائهم حتى يصدرون لهم بأن العنف أمر مباح، ويخفون أمامهم كلمة حب ولمسة حنان لهذه الأنثى اعتقادًا منهم بأنه عيب! حتى أصبح عند الكثير منا فراغ عاطفي. بل أصبحت كل لحظة إعجاب في مجتمعي هي قصة حب مزيفة واهمة وقد تكون على استحياء نعيش في عالم.. بداخلنا عالم.. ونتمنى عالم بعيد، ونكون في هذا العالم البعيد الخيالي أشخاص مبسوطين أنقياء، تكون الإنسانية بأنقى صفاتها.. لكن في العالم الواقعي تكون الدراما لأننا بلا إرادة بلا أولويات.. حتى في أسمى لحظات الحب يتخيل الطرفان الحصان الأبيض والطريق الوردي لكن في خيالهم فقط فإذا أردت أن تعيش في الواقع بنكهة العالم الخيالي أؤمن بالحرية واكفر بالخوف، ولتكن إرادتك قبلتك فالناس موتى وأهل الحب أحياء. أتعجب كثيرًا عندما أسمع بأن الحب حرام!.. ألم تعلم بأن سيد البشر عليه الصلاة والسلام كان يثني ركبته للسيدة عائشة حتى تركب الجمل فتصبح ركبته الشريفة كالسلم.. بل كان ينتظر أن تنتهي من شرب الماء ثم يأخذ الإناء، ويبحث عن موضع شفتيها ويشرب منه فلماذا نخفي حبنا؟. فلتجعلوا بلادكم بلاد الإنسانية.. وليكن منتجكم هو الحب وافتخروا به ولا تخفوه وإن لم يكن، فأخبروني أين هي بلاد الإنسانية؟.