يمكن كتير منكم سمع كلمة «الدولجية» ويمكن كتير منكم ما يعرفش إيه معنى الكلمة دى. «الدولجية».. مصطلح أطلقته أنا بعد ثورة 30 يونيو... «الدولجية» دول بيدعموا الدولة المصرية ومؤسساتها مش أشخاص. وهما على فكرة خليط من تيارات كتير يعنى فيه «دولجى» كان ينتمى للثوار وفيه منهم فلول وفيه منهم من حزب الكنبة... هتسألوا وإيه لم الشامى على المغربى؟ أولا: لازم كلنا نعرف أن اللى طلّع التقسيمات دى علينا هو فى الأصل عدو للدولة المصرية ومؤسساتها وبالتالى قسّمنا كخطوة أولى لتفتيت وتقسيم الدولة المصرية ومؤسساتها.. وبالتالى لو رجعت لكل تصنيف هتلاقيه هو فى حد ذاته منقسم. يعنى مثلا «الفلول» مصطلح أطلق على كل من له تحفظات على ثورة 25 يناير رغم أن معنى المصطلح الأصلى هو بقايا النظام، ورغم كده تم تعميم المصطلح على ناس ما استفادتش من نظام مبارك بالعكس ده ممكن يكون وقع عليهم ضرر من النظام ده... بس تم تسميته ب«الفلول» لمجرد معارضته لثورة يناير وتحفظه على مسارها... الحقيقة أن الغرض من إطلاق لقب الفلول ده كان ضرب خصوم الإخوان فى انتخابات مجلس الشعب والشورى والرئاسة... والحقيقة أنهم نجحوا فى ده وكلنا مِشينا وراهم. أما الثوار فمش كلهم يمكن وصمه بالعمالة وأنه ضد مصلحة البلد وعنده أجندات والكلام ده لأن ببساطة فيه ناس نزلت وكل غرضها هو مستقبل أحسن للبلد ومكانش عندهم علم بأن فيه حد بيستغلهم لأهداف تانية غير مصلحة البلد. «الدولجية» يهمهم فى الأول والآخر مصلحة البلد وتماسكها وقوة مؤسساتها وبالتالى هم بيدعموا اللى يحقق ده أيا كان ده مين... يعنى مثلاً كانوا بيدعموا السيسى كوزير دفاع ودلوقتى بيدعموا الفريق صدقى صبحى.. لأن بالنسبة لهم الاتنين بيؤدوا نفس الهدف وهو الحفاظ على الجيش ومؤسساته متماسكة وقوية ضد الهجوم اللى عليها من أفراد كتير بمختلف انتماءاتهم. لكن تعالَ -مثلاً- نبص على أنصار مبارك... هما مش شايفين غير مبارك بس... ده غير أن بعضهم وصل لمرحلة أنه شايف أن البلد مش هترجع إلا برجوع مبارك... على فكرة مبارك شخصياً مش شايف ولا راغب فى أنه يرجع. بعض أنصار شفيق شايف أن شفيق أصلح لإدارة المرحلة من السيسى... رغم أن شفيق شخصياً بيدعم السيسى. «الدولجية» لو حسوا أن السيسى هيخرج عن المسار اللى يفيد ويخدم مصلحة الدولة عادى جدا هتلاقيهم وقفوا فى وشه.. ودى حاجة مش هيعملها داعمو الأشخاص. أنا قُلت السيسى وده بسبب أن أغلبية «الدولجية» حاليا بيدعموا السيسى فى ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية.. ودعمهم للسيسى نابع من اقتناعهم بأنه أفضل المرشحين على الساحة وعنده خبرة فى إدارة مطبخ الدولة وهو لا يغازل فئة بعينها كما يفعل «حمدين صباحى».. وده بيوصل للناس رسالة أن السيسى هيبقى رئيس لكل المصريين. الفترة المقبلة هى فترة «الدولجية» مفيش مكان لناس بتدعم أشخاص على حساب الدولة ولا مكان لناس بتهتم بالمصالح الشخصية على حساب الدولة... مفيش مكان لحد هيعادى أو يحارب مؤسسات الدولة أيا كان هو مين... وأى حد هيعمل كده هيكتسب عداء وسخط وكره «الدولجية».