استباحة الأعراض بالتحرش الجنسى مظهرٌ من مظاهر انتكاسة الفِطَر يأتى كتسلسل طبيعى منطقى لفكرة الإباحية الجنسية؛ لذلك حذرنا فى المرّة السابقة مَن ضغَط على زناد السعار الجنسى ألا يسأل بعدها فى صدر من ستستقر الرصاصة العشوائية القاتلة. لذلك كان إصرارنا من قبل على سنّ التشريع اللازم لمواجهة هذه الظاهرة مشروعاً متكاملاً يحوى فى أحد بنوده حجب المواقع الجنسية التى تُبرر للمتحرش فعلته النكراء بما تطبعه فى الذهن من صورة حيوانية للمرأة؛ لاسيما مع ما تؤكده الدراسات النفسية المستفيضة فى هذا الباب من أن إدمان مشاهدة المواقع الجنسية وبالأخصّ للمراهقين وحديثى السنّ لا بد أن يترتب عليه انحرافٌ خطير فى السلوك الجنسى السوى عند المدمن بحيث يصبح إفراغ شهوته بالمسلك الطبيعى فى حكم المستحيل؛ ويصبح اقتران الجنس بالعنف فى مخيلته لذّة يصعب عليه أن يتخلى عنها؛ ولو أضفت إلى ذلك أن ارتياد المواقع الإباحية لا يتم فى الأغلب طبعاً إلا فى حالة من التوارى والاختباء فسيمكنك استنتاج أن خصلة الجبن وصِفة الخِسّة ستترسخان بدورهما فى أعماق مدمن مشاهدة هذه المواقع، ومن ثم َّ نحصل على توليفة قاتلة من أحطّ الصفات تفسر كثيراً من سلوك جماعات المتحرشين. والحديث عن النتائج المدمرة للمواقع الجنسية لن يقتصر على التحرش الجنسى؛ بل سيفتح جراحاً مؤلمة إذا ما تطرقنا أيضاً لحالات الاغتصاب والتحرش بالأطفال المتزايدة فى طول عالمنا العربى وعرضه بالتزامن وبالارتباط الوثيق مع إحصائيات أخرى تشير إلى احتلال بعض الدول العربية المراتب الأولى عالمياً من حيث الإقبال على هذه المواقع. أرشيف الصحف ما زال شاهداً على انتقاد شجاع وجّهه بابا الفاتيكان «بنديكت السادس عشر» فى أبريل 2008 لبعض القساوسة فى الولاياتالمتحدة على إثر فضائح جنسية نشرتها الصحف العالمية آنذاك، وقد حمَّل وقتها ما وصفه ب«السلوك الجنسى» فى المجتمع، والإباحية فى وسائله الإعلامية جزءاً كبيراً من المسئولية.. وللحديث تتمة