في أعقاب رفضها ترشح المشير عبدالفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية، رغم مشاركتها في ثورة 30 يونيو التي لعب فيها السيسي دورًا بارزًا، تدخل 6 أبريل نفقًا غامضًا، لا يعلم أي أحد طريق الحركة بعد ذلك، وما هي وجهتها تحديدًا، هل تجد الحركة ملاذًا آمنًا في مظاهرات الإخوان الحاشدة، أم أن الحراك السياسي بدأ يأخذ منحنيات أخرى غير النزول في الشوارع، وهل غيرت 30 يونيو من مجريات الأمور وقلبت الموازين السياسية داخل الحركة أم لا. يقول عمرو علي، المنسق العام لحركة 6 أبريل، إن "30 يونيو كان تصحيح مسار للثورة، ومحاولة للوصول إلى حكم مدني حقيقي بعد أن سقطت الدولة في بئر الحكم الإخواني، ولكن النظام المؤقت عكس تصورات الحركة عن تلك المرحلة"، مشيرًا إلى أن "النظام لا يسعى إلى صلح حقيقي مع كل الفصائل السياسية"، وأكد أن "إعلان ترشح شخص ما بزيه العسكري أمام الشاشات يعد حكمًا عسكريًا صارخًا، وهو ما ترفضه الحركة جملة وتفصيلاً، ولذلك، ستستمر في سعيها للحصول على الحكم المدني في إطار الدستور والقانون، وستناضل مهما كان اسم الشخص الذي سيصبح رئيسًا للبلاد". "بلد بلا فساد بلا حكم ديني بلا حكم عسكري.. فقط دولة مدنية حديثة" هكذا لخّص عبدالعظيم فهمي، الشهير ب"زيزو"، القيادي بحركة شباب 6 أبريل، طلبات الحركة، مؤكدًا أن أي خروج عن تلك الطلبات هو استمرار للمسرحية العبثية التي تعيشها مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير، ويؤكد "زيزو" على تمسك الحركة بنضالها ومنهجها السلمي في الاعتراض والتظاهر، وكذلك إبراز الفساد في المؤسسات. "شخص بزي عسكري لا يعبّر بالتأكيد عن القوى المدنية"، ولذلك يقول زيزو إن المرحلة المقبلة، أي ما بعد 30 يونيو، لن يقتصر النضال فيها على النزول في المظاهرات، وإنما من خلال التنمية الاقتصادية، واستخدام الإعلام الاجتماعي، لتوضيح أسباب رفض الحركة للحكم العسكري، "ولتخفيف فزّاعة أن البلد تهبط إلى الهاوية إن لم يحكمها رجل عسكري، خاصة وأن الاسم العسكري المرشح يعود بالبلاد إلى عهد التعامل بالمصالح والفساد"، وفقًا لزيزو. يوضح القيادي ب6 أبريل أن الحركة تعلن دائمًا خلال مؤتمراتها وخطاباتها، أنها ضد الإخوان المسلمين وضد مطالبهم التي ينزلون للشوارع والميادين من أجلها، ولذلك يشير زيزو إلى أن مسيراتهم لن ترتبط بنزول الإخوان إلى الشوارع، واحتفالية اليوم مشروطة بعدم مشاركة الإخوان فيها؛ ولعل المشكلة الأكبر التي تواجهها القوى الثورية بشكل عام و6 أبريل بشكل خاص في سبيل الثورة، هي أن هناك كتلتين كبيرتين على الأرض، هما الإخوان والفلول، أما الكتلة الثورية فهي القوة الأضعف ولكن لها مبادئ وقيم أسمى، وعلى الرغم من ذلك تشوهها الأبواق الإعلامية التي تخدم النظام، وختم زيزو كلامه حالمًا "الحركة سوف تظل تناضل وتبحث عن مكان لها وللثورة في الشارع المصري".