كنت من المطالبين بعدم ترشح المناضل حمدين صباحى فى الانتخابات الرئاسية من أجل الحفاظ على تحالف 30 يونيو، وقلت ل«صباحى» هذا الرأى فى لقاء عابر منذ شهرين.. وتمنيت أن تكون المنافسة الانتخابية بين أحد رموز ثورة 30 يونيو، وهو السيسى، ضد أحد من عصابة الإخوان أو عملائها الذين يحاولون الفصل بين 30 يونيو و3 يوليو، لتعرف دول العالم سواء المغيبة أو المتواطئة ماذا فعلت عصابة الإخوان الإرهابية الخائنة فى مصر، وكيف أن 30 يونيو ثورة شعبية تحركت من النجوع والقرى بالتوازى مع المدن لاسترداد الدولة ومؤسساتها.. وكنت أرى أن الأخطار التى تهدد مصر حالياً تجعلها أحوج ما تكون لاستمرار تحالف 30 يونيو لحين استعادة الدولة وتماسكها، ثم تبدأ بعد ذلك رحلة البحث عن الديمقراطية والحرية وغيرها. أما وأن «صباحى» -عبر ضغط الشباب- قد ترشح وأصبح وجوده لمنافسة السيسى أمراً واقعاً، فيجب على العقلاء التدخل لضمان عدم خروج المنافسة إلى مرحلة المعركة، فيخسر الوطن والسيسى وصباحى. وإذا كانت البوادر قد ظهرت خلال الفترة الماضية من خلال بعض أتباع المرشحيْن فلا يجب أن تستمر هذه التجاوزات التى تسىء بشكل أو بآخر إلى ثورة 30 يونيو وسيستغلها كل المتربصين فى الداخل والخارج. فإذا كان السيسى «مرشح ضرورة» كما يصفه الأستاذ هيكل، فإن استمرار «صباحى» وعدم انسحابه يمثل ضرورة أخرى فى ظل عزوف أعداء الثورة عن الترشح، حتى لو كانت النتيجة محسومة مسبقاً، وأن التوكيلات عبرت بشكل أو بآخر عن النتيجة النهائية، ولكن من مصلحة الجميع أن تكون هناك انتخابات تنافسية نزيهة لا تتدخل فيها أجهزة الدولة بأى شكل. وإذا كان المجلس العسكرى السابق قد أنجز انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة فيجب بعد عامين ألا يتراجع الأداء، ووجود «صباحى» ضامن لنزاهة الانتخابات، والمسئولية تقع بالدرجة الأولى ليس على حملة السيسى بل على المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية وحكومة م. إبراهيم محلب. سيستفيد حمدين صباحى، حتى لو خسر الانتخابات، بأن يكون تياره هو الجناح الرئيسى للمعارضة، خاصة أن مصر تحتاج إلى نظام حكم قوى ومعارضة حقيقية، لكنه سيخسر كثيراً إذا ترك بعض مناصريه ومن يتحدثون باسم حملته يسيئون إلى الجيش المصرى والمشير عبدالفتاح السيسى.. وقد كتب الدكتور عمار على حسن مقالاً أكثر من رائع حول هذا الأمر، لكن فى المقابل يجب أن تتفاعل حملة السيسى بشكل أكبر مع بعض مؤيديه من خارج الحملة الرسمية الذين يسيئون إلى «صباحى».. وأعتقد أن كثيرين من مؤيدى حمدين فى الانتخابات السابقة قد انتقلوا لتأييد السيسى وتقع عليهم مسئولية تنقية الأجواء بين الطرفين وضمان خروج الانتخابات وسط منافسة شريفة وليست معركة. مما لا شك فيه أن وجود «صباحى» فى الانتخابات دور وطنى، وأن بعض أنصاره المتشددين قد يشوهون هذا الدور، لكن على الدولة ألا تتدخل فى الانتخابات بأى شكل وترد فوراً على أى انتقادات توجه من حملة «صباحى» والأهم أن تؤمّن حمدين ومقراته وقيادات حملته، فإذا كان السيسى مستهدفاً، فإن تعرض «صباحى» لمكروه لا قدر الله سيسىء أيضاً للدولة المصرية ولثورة 30 يونيو. الخلاصة: خلّوا بالكم من «صباحى»!!