بهدوء منقطع النظير، ووسط مشكلات تحيط بالجامعة من كل مكان، يواصل الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، محاولاته لتطوير المنظومة الأمنية داخل الجامعة فى ظل عنف طلاب الإخوان، والحفاظ على العملية التعليمية داخل الحرم الجامعى حتى نهاية العام الدراسى. لكن يد الإرهاب التى ضربت الجامعة العريقة، وقتلت العميد طارق المرجاوى، وأصابت عدداً آخر من رجال الشرطة، كانت تحتاج إلى قرارات حاسمة للحفاظ على طلاب الجامعة وأساتذتها ومنشآتها ليخرج علينا «نصار» ومجلسه بقرار السماح بوجود قوات الشرطة داخل حرم الجامعة بشكل دائم حتى نهاية العام الدراسى وشراء كلاب بوليسية على نفقة الجامعة. ويواجه «نصار» موجة انتقادات من بعض الرافضين لفكرة دخول الشرطة للجامعة خوفاً من زيادة أعمال العنف والاحتكاك مع طلاب الإخوان وتحويل الحرم الجامعى لساحة حرب. الأوضاع تزيد حدة، وباتت تهدد أمن الطلاب ومستقبلهم، خاصة أن أمن الجامعة اكتشف وجود عدد من القنابل، يدوية الصنع، داخل مبانى كليات الحقوق والآداب والتجارة، وتكتمت الجامعة على إعلان الخبر منعاً لإثارة الذعر وسط الطلاب وأولياء الأمور، وتم تعليق الدراسة فى الكليات الثلاث فى ذاك اليوم، واستمرار الدراسة فى باقى الكليات، ألا أن الطلاب لم ينتظروا قرارات «نصار» بتعليق الدراسة يومها واتخذوا قراراً جماعياً بمغادرة الجامعة خوفاً على حياتهم.. «نصار»، الذى أعاد تصريحاته بضرورة إبعاد يد الشرطة عن كل ما يجرى بالجامعة، وضع حادث مقتل أحد طلاب كلية الهندسة برصاص الشرطة، بحسب شهود العيان، نصب عينيه، وصرح بأنه سيضمن للطلاب حق التعبير السلمى عن آرائهم داخل الحرم دون قيود أمنية، وصار الصدام مع وزير التعليم العالى وشيكاً، خاصة بعد تصريحات الأخير بأن قوات الشرطة لم تستخدم الخرطوش على الطلاب. الأستاذ الجامعى بدأ تمرده مبكراً حينما خرج على الإعلام معلناً عدم امتلاك وزير التعليم العالى سلطة عزله من منصبه لأنه «رئيس جامعة منتخب»، وزاد تمرده حينما أبدى رفضه للعمل بالضبطية القضائية للأمن الإدارى بالجامعة. قرارات «نصار»، ومواقفه فى الفترة الأخيرة كانت محض غضب من طلاب الجامعة، خاصة طلاب كلية الهندسة، حيث قام طلاب الكلية بطرده عقب تصريحاته ب«ضرورة فض اعتصام طلاب هندسة القاهرة وتعليق الإضراب عن الدراسة حتى انتهاء امتحانات الفصل الدراسى»، ورغم انصياع الطلاب لطلب رئيس جامعتهم وتعليقهم إضرابهم واعتصامهم، فإنهم فى انتظار أن يتخذ «نصار» إجراءات للإفراج عن أقرانهم من الطلاب المعتقلين.