أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرة «100 مليون صحة» فى 30 سبتمبر عام 2018 للقضاء على فيروس سى، والكشف عن الأمراض غير السارية، من خلال تكليف كافة قطاعات الدولة بالمشاركة، بتقديم الدعم الكامل للمبادرة للكشف المبكر عن الإصابة بفيروس سى، والأمراض غير السارية لأكثر من 60 مليون مواطن مصرى، استطاعت المبادرة فحصهم خلال عام وما زالت المبادرة الرئاسية مستمرة، واستكمالاً لهذه المبادرة أطلقت وزارة الصحة حملة للحد من انتشار بؤر العدوى تحت شعار «احمِى نفسك وأسرتك من نقل العدوى بالفيروسات الكبدية»، وتأتى هذه الخطوة ضمن حزمة من إجراءات مكافحة انتشار الفيروسات الكبدية والقضاء على بؤر العدوى، وتصحيح بعض الممارسات اليومية الخاطئة التى قد تؤدى إلى انتشار الفيروسات، وذلك بعد الخطوات التى اتخذتها مصر للقضاء على فيروس سى. وأكدت الوزارة أنها أصدرت كتاباً دورياً للمحافظات يوزع داخل صالونات الحلاقة والكوافيرات والنوادى الصحية، يشمل التعليمات الواجب اتباعها للحد من انتقال العدوى بالفيروسات الكبدية داخل صالونات التجميل والنوادى الصحية. كتاب دورى يتضمن نصائح وإرشادات للوقاية والتخلص من النفايات بوسائل آمنة.. وفعاليات الحملة تتضمن ندوات تثقيفية بالمحافظات وتضمن الكتاب الذى حصلت «الوطن» على نسخة منه حظر استعمال أمواس الحلاقة المعدنية الواحدة بين الزبائن واستخدام شفرة الحلاقة ذات الاستخدام الواحد أو أن يقوم كل مواطن بإحضار الشفرة الخاصة به أثناء الحلاقة ويمنع منعاً باتاً الادعاء بتطهير أدوات الحلاقة باستخدام أى محلول مطهر أو أية وسيلة أخرى، لأن كل هذه الوسائل لا تضمن عدم انتقال العدوى بين المواطنين. وأشار الكتاب إلى ضرورة استخدام المريلة البلاستيكية «الماكنتوش» لكل زبون والتخلص منها بعد نهاية الاستعمال ويحظر استخدام المريلة لأكثر من شخص، وحظر الكتاب الدورى استخدام الأدوات الحادة مثل «المقص، القصافة، العدسات اللاصقة، أدوات العناية بالبشرة، الملقاط» لأكثر من شخص، مضيفاً أن مقدم الخدمة يقوم بارتداء الجوانتى المطاطى لكل فرد ولا يجوز ارتداؤه لأكثر من فرد داخل صالون التجميل، ويجب توخى الحرص فى التعامل مع الجروح حتى لو كان خدشاً بسيطاً، ويجب الإسراع فى تطهير الجرح وغسل الأيدى جيداً بالماء والصابون. وفيما يتعلق بالفوط، أوضح الكتاب أنه من الضرورى استبدال فوط مسح الوجه بمناديل ورقية لتجنب نقل العدوى من شخص لآخر أثناء الاستخدام، مشدداً على ضرورة التخلص من الأدوات الحادة بالحلاقة أو التجميل فى صندوق الأمان. وأكد أهمية استخدام الكلور بمقدار واحد لأربع مرات من المياه لتنظيف الأسطح الملوثة لتجنب نقل العدوى، والالتزام بوضع الملصق الخاص بالتوعية فى كل صالون لتوضيح الممارسة الصحية الآمنة، وشددت الوزارة على حال عدم الالتزام بهذه التعليمات يتم سحب التراخيص والتعرض للمسألة القانونية. من جانبه، قال الدكتور محمد حسانى، مساعد وزيرة الصحة لشئون مبادرات الصحة العامة، إن المبادرة انطلقت فى 9 محافظات كمرحلة أولى وهى: بورسعيد، الإسماعيلية، الدقهلية، الغربية، الشرقية، الجيزة، بنى سويف، الأقصر، وأسوان، بالتنسيق والتعاون مع وزارتى التنمية المحلية، والأوقاف، والكنيسة المصرية التى لها دور محورى لنشر التوعية وتنفيذ الإجراءات الخاصة بالمبادرة، بجانب التعاون المستمر والمثمر والبناء بين الوزارة والمكتب القطرى لمنظمة الصحة العالمية لتطبيق تلك المبادرة. وأضاف ل«الوطن» أن الوزارة نظمت ورشتى عمل بالتنسيق مع مثقفى محافظات المرحلة الأولى بحضور عدد من القيادات ومسئولى إدارة الأزمات فى المحافظات التسع للمبادرة، للتنسيق بشأن الإجراءات الوقائية للحد من انتشار الفيروسات الكبدية وتنفيذ إجراءات مكافحة العدوى لمنع أى إصابات جديدة بين المواطنين خاصة فى الأماكن مرتفعة الخطورة فى نقل العدوى. وكشف عن أن هذه الندوات التثقيفية أسفرت عن تقسيم كل من محافظات المرحلة الأولى ل4 أجزاء أو أكثر حسب طبيعة كل محافظة، وتحديد منسق فرعى لكل منها لمتابعة الإجراءات التنفيذية للبرنامج، وتوزيع بوسترات وملصقات التوعية، والمرور والمتابعة الدورية لجميع صالونات الحلاقة والكوافيرات والنوادى الصحية، وعمل ورش عمل بالتنسيق مع المثقفين الصحيين بالمحافظات، كاشفاً عن عزم الوزارة لتكثيف الحملات التوعوية للحد من خطر صالونات التجميل والحلاقة غير المرخصة والتى تشكل عاملاً أساسياً فى نشر الفيروسات الكبدية. من ناحية أخرى، قدم عدد من نواب البرلمان طلبات إحاطة للدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، حول صالونات التجميل غير المرخصة والعاملين بها غير المؤهلين للعمل، بالإضافة إلى انتشار مستحضرات التجميل المغشوشة داخل هذه الصالونات. وحذر محمد المسعود، عضو مجلس النواب، من خطورة مستحضرات التجميل فى صالونات التجميل، لأنها تسبب أمراض السرطان، وعلى رأسها كرياتين «فرد الشعر» لأن الكثير هذه المنتجات تأتى عن طريق التهريب، أو التقليد فى مصانع «تحت بئر السلم» وطالب فى طلب إحاطة قدمه للدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، لتوجيهه إلى وزيرى الصناعة والتجارة والصحة والسكان بضرورة إحكام الرقابة على مصانع هذه المستحضرات وأماكن بيعها. وأكد خالد مشهور، عضو اللجنة التشريعية، أن صالونات التجميل والحلاقة مصدران لانتقال الأمراض التى تنتشر بواسطة الدم إضافة لأمراض معدية أخرى كالفطريات والبكتيريا والقمل، مشيراً إلى أن هناك دليلاً قوياً على أن شفرات الحلاقة ومبارد تقليم الأظافر والمقصّات وإبر وماكينات الوشم وأدوات ثقب الجلد كلها أدوات تحمل مخاطر نقل أمراض خطيرة، مثل التهاب الكبد الوبائى (B، C). وطالب بضرورة الاهتمام بصالونات التجميل والإشراف الصحى عليها وإجراءات التعقيم، لأن هذه الأدوات هى أساس نقل العدوى لذلك ولابد من تعقيمها من خلال جهاز تعقيم الأدوات، مضيفاً أن العدوى يمكن أن تنتقل من خلال استخدام مواد التجميل غير المسجلة فى وزارة الصحة ومصدرها مجهول، مع ضرورة التأكد من حمل الصالون لرخصة رسمية بالعمل وكذلك الرخص الطبية لكل عامل وعاملة. وقال الدكتور حسن الفكهانى، أستاذ الأمراض الجلدية بطب المنيا، إن صالونات التجميل والحلاقة خطر داهم على حياة المصريين، خاصة صالونات التجميل والحلاقة غير المرخصة، فضلاً عن مستحضرات التجميل التى يتم الترويج لها من خلال الصالونات وهى مجهولة المصدر ومع ذلك يقوم المواطنون بشرائها دون معرفة الأخطار التى تنتج عنها، مشيراً إلى أن أصحاب هذه الصالونات لا يهتمون بالمخاطر التى تقع على المواطن بقدر تحقيق العائد المادى وبالتالى تحقق مستحضرات التجميل المغشوشة أرباحاً مالية كبيرة، مشيراً إلى مريضة جاءت له لمعالجة وجهها من الحريق بعد استخدامها «مقشر للبشرة» من مركز تجميل مشهور. وطالب «الفكهانى» وزارة الصحة بضرورة مراقبة صالونات التجميل بشكل دورى وعقد دورات تدريبية لهم على ضرورة النظافة الشخصية، مشيراً إلى أن الأمراض التى تسببها صالونات التجميل كفيروس سى وبى، والصمت الفيروسى، وهو نوع من الالتهابات الفيروسية كلها تنتقل عن طريق اللمس وتنتشر بين الحلاقين بنسبة كبيرة، فالأدوات المستخدمة على سبيل المثال فى الباديكير، وتنظيف الأظافر فى صالونات التجميل معظمها قد يكون غير معقم، ومن السهل نقل البكتيريا والفيروسات عبر الدم وانتقال فيروس سى، وأعمال تنظيف الوجه وقص الشعر للرجال أو النساء، إذا لم يكن المقص وشفرات الحلاقة معقمة، فإنها تصبح بوابة للعدوى. وأضاف أن العالم كله يتوجه حالياً عند الذهاب لصالونات التجميل لاستخدام الأدوات الشخصية، وعلينا أن نسير على هذا النهج ولكن يجب توخى الحذر عند استخدام الأدوات الشخصية وتعقيمها عند استخدامها كل مرة، فالتطهير مهم، لتجنب نقل الفيروسات وعلى المواطنين اختيار مركز مرخص وبه عمال مدربون على أعلى مستوى وحاصلون على شهادات صحية تفيد خلوهم من الأمراض المعدية، مع ضرورة التأكد من تعقيم الأدوات والمناشف، ومن الممكن أن تقوم باصطحاب ادوات التجميل الخاصة بك، كالمقص ومبرد أظافر، وفرشاة شعر. يذكر أن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء كشف من خلال آخر التقارير الإحصائية عن أن إجمالى واردات مصر من أدوات التجميل تتجاوز قيمتها 9 مليارات جنيه من منتجات الرموش والحواجب الصناعية، بجانب منتجات للعناية بالبشرة واليدين والقدمين ب746 مليون جنيه.