حكاية ضابطي المفرقعات "ضياء وعبيد".. جمعتهما التضحية وشهر الاستشهاد

يُعد ضابط المفرقعات أحد أعمدة المداهمة الأمنية وركنا أساسيا فيها، فهو يمهد الطريق لغيره من القوات للاقتحام وذلك بعد تمشيط المكان جيدا، كما يعتمد عليهم في عمليات تأمين المنشآت الحيوية والعامة.. ومؤخرًا بات الاعتماد على إدارة المفرقعات كبيرًا خاصة بعد موجة إرهاب شهدتها البلاد ونفذها عناصر من جماعة الإخوان، عقب عزل مرسي من حكم مصر.
وشهد شهر يناير من عامي 2015 و2019، عمليتين إرهابيتين بمنطقتي الهرم ومدينة نصر، راح ضحيتها الرائدان ضياء فتحي فتوح ومصطفى عبيد، الشبه بين العمليتين كبير، فكلا الضابطين كان مقداما ولم يهب الموت، وتقدم لإبطال مفعول عبوة ناسفة لكنها انفجرت فيه، ليلفظ انفاسه الأخيرة في الحال.
ففي يناير 2015، تلقت إدارة المفرقعات بلاغًا من الأجهزة الأمنية بالجيزة بالعثور على عبوة ناسفة متروكة في مدخل محطة وقود بجوار قسم شرطة الطالبية بشارع الهرم، وتم فرض كردون أمني حول مكان العبوة، وبعد دقائق وصلت عربة خبراء المفرقعات ومن بينهم الشهيد ضياء فتحي، والذي ارتدى بذلة العمل والتي تساعد_ بشكل ما_ في تقليل آثار الانفجار على جسم الضابط، وتقدّم "فتوح" للتعامل مع العبوة ومحاولة تفكيكها قبل انفجارها، إلا أنها انفجرت أثناء محاولة إبطال مفعولها، ليلقى ربه في الحال، مفتديا المئات من المواطنين حال انفجرت تلك العبوة بشكل مفاجئ دون تدخله.
وفي يناير 2019، وبينما كان الضابط مصطفى عبيد، ابن قرية جزيرة الأحرار التابعة لمركز طوخ بالقليوبية، يباشر عمله في تأمين المئات من المواطنين الأقباط داخل كنيسة العذراء وأبو سيفين بمنطقة عزبة الهجانة بمدينة نصر، تلقى إخطارا بالعثور على حقيبة بداخلها جسم غريب في محيط الكنيسة، فأسرع إلى هناك، وبدأ التعامل مع العبوة الموضوعة داخل الحقيبة، إلا أنها انفجرت فيه ولفظ انفاسه الأخيرة في الحال.
"ضياء ومصطفى" كانا يتمتعان بالشجاعة والإقدام، ولولا ذلك ما تقدما لافتداء مئات من المواطنين من موت محقق، وبعد وفاتهما يظل التشابه بينهما قائما، فكل منهما مات وترك زوجة أرملة وأم ثكلى.. وأبناء صغار عرف اليُتم طريقه إليهم مبكرا.