ذكرت وزارة الأوقاف أنّ الشرائع السماوية كفلت الحرية في العقيدة، وأنّ حماية دور العبادة واجب على الجميع، مشيرة في ندوة لعلمائها بمسجد السيدة نفيسة، أنّه من مقاصد العمران الإسلامي حماية دور العبادة. وبحسب بيان لوزارة الأوقاف، فإنّ الوزارة تقدم دورا توعويا ومشاركات تثقيفية وتنويرية لقضايا الدين والمجتمع لتسهم في بناء الإنسان. وقال الدكتور محمد سالم أبو عاصي العميد الأسبق لكلية الدراسات العليا خلال الندوة، إنّ من مقاصد الشريعة الإسلامية المحافظة على الدين، فجميع الشرائع السماوية بينها قاسم مشترك فتدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وكفلت الحرية في العقيدة. وأضاف: "لا إجبار ولا إكراه لأحد في دخول دين بعينه، فالله أغنى عن ذلك لأن الإيمان محله القلب فلا يطلع عليه إلا الله، فمن أكره على الإيمان وآمن فلا يعتبر إيمانه، وهذا ما وجه الله عز وجل به نبيه في قوله تعالى (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين)، بل بعدما بين سبحانه وتعالى طريق الحق والصواب قال: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، وعدم الإكراه في العقيدة مبدأ أقره الله تعالى فقال (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي). وتابع: "وقال أيضا (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)، ولفظ (من) هنا صيغة عموم، أي: لو شاء الله لآمن كل الناس، لكن إرادة الله شاءت أن يكون الناس مختلفين في لغاتهم وألوانهم وطبائعهم بل وعقائدهم، وطالما أنّه لا إكراه فلا بد أن يكون هناك اختلاف فيما بيننا، وأمام هذا الاختلاف يكون المسلم مطالبا بالبر والعدل مع غير المسلم بصريح الآية القرآنية (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)".