أهابت سفارة مصر في نيودلهي، اليوم، بالمواطنين المصريين المقيمين والمتواجدين بالهند الابتعاد عن أماكن المظاهرات، على ضوء الاحتجاجات التى تشهدها عدة مناطق بالبلاد. ونصحت السفارة - عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعى - بضرورة أخذ الحيطة والحذر من جراء الاحتجاجات المنتشرة فى عدد من المدن والولايات الهندية. ودعت سفارة مصر بالهند المواطنين المصريين إلى اتباع إرشادات السلطات الهندية والاتصال على هواتف السفارة بنيودلهي في حالة الطوارئ، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الشرق الاوسط". وارتفعت حصيلة القتلى إلى 14 بعد مصرع خمسة محتجين، اليوم، في صدامات جديدة بين الشرطة الهندية ومتظاهرين ضد قانون جديد حول الجنسية يعتبر مناهضا للمسلمين، فيما شارك الآلاف في تجمع في أكبر مساجد البلاد. ويسمح القانون الجديد الذي أقره البرلمان للحكومة الهندية بمنح الجنسية لملايين المهاجرين غير المسلمين من ثلاث دول مجاورة. لكن معارضين قالوا إنّ القانون جزء من برنامج رئيس الوزراء القومي الهندوسي مودي لإعادة تشكيل الهند كأمة هندوسية. وتشكل أحد أبرز التحديات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي منذ وصوله إلى السلطة في 2014. ويأتي مقتل الخمسة في ولاية أوتار براديش شمال البلاد، اليوم، غداة مقتل ثلاثة متظاهرين بالرصاص في مديني لوكناو شمال البلاد ومانجالور جنوبالهند، ما يرفع الحصيلة الاجمالية للحركة الاحتجاجية إلى 14 قتيلا منذ بدئها الأسبوع الماضي. وقال مسؤول الصحة في مدينة ميروت راجكومار لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس"، إنّ أربعة من المحتجين توفوا الجمعة متأثرين "بجروح من أعيرة نارية"، موضحا أنّ خمسة شرطيين، بينهم ثلاثة مصابين بطلقات نارية، نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج. الشرطة الهندية تطارد المحتجين بالهراوات وفي مدينة فيروز أباد، في ولاية أوتار براديش أيضا، أكّد متحدث باسم الشرطة "مقتل شخص وإصابة آخر على الأقل خلال الاحتجاجات"، لكنّه قال إنّ سبب مقتله لم يتحدد بعد. ومساء اليوم الجمعة، اندلعت معارك شوارع في قلب العاصمة حيث طاردت الشرطة المحتجين بالهراوات وأطلقت مدافع المياه لتفريق المتظاهرين الذين رشقوا الأمن بالحجارة ورددوا هتافات مناهضة للحكومة ، فيما أشارت "فرانس برس"، إلى أن محتجين نزفوا من رؤوسهم خلال صدامات عند بوابة دلهي في منطقة دلهي القديمة. وتأتي المواجهات بعد أن تجمع حوالى خمسة آلاف شخص رغم الحظر، عند الخروج من الصلاة في المسجد الكبير أمام انظار شرطة مكافحة الشغب التي كانت حاضرة باعداد كبرى. وحمل المتظاهرون علما هنديا بطول 30 مترا ورددوا "حرية حرية"، وأغلقت السلطات أكثر من 12 محطة مترو في نيودلهي لليوم الثاني تواليا. في ولاية جوجارات، التي يتحدر منها مودي، اندلعت اشتباكات جديدة بين قوات الأمن والمتظاهرين في مدينة فادودارا، غداة معارك في مدينة أحمد آباد أكبر مدن الولاية أسفرت عن مقتل 20 شرطيا وإصابة 10 من السكان المحليين، فيما منعت الشرطة مئات الأشخاص الذين كانوا في طريقهم إلى مركز التجمع للتظاهر، من مواصلة طريقهم. وقامت الشرطة بضرب الحشد بالعصي واستخدمت الغازات المسيلة للدموع. وقال طبيب لوكالة "فرانس برس"، في لوكناو طالبا عدم كشف هويته لأسباب مهنية إن متظاهرا توفي أمس الخميس متأثرا بجروح ناجمة عن الرصاص، بينما نفت الشرطة أن تكون أطلقت النار لكن والد القتيل قال لصحيفة "تايمز أوف انديا" إن ابنه قتل بعدما علق وسط متظاهرين خلال قيامه بالتسوق. وقال المتحدث باسم شرطة مدينة مانجالور جنوب البلاد قائد شاه ل"فرانس برس"، إن قوات الأمن أطلقت النار أيضا لتفريق تجمع ضم نحو مئتي شخص ما أدى إلى مقتل اثنين من المتظاهرين، وأوضح المسؤول نفسه "كانوا يسيرون باتجاه الحي الأكثر ازدحاما في مانجالور. أدى ذلك إلى ضربهم بعصي ثم إطلاق الغازات المسيلة للدموع"، موضحا أن "المتظاهرين لم يتوقفوا فأطلقت الشرطة النار". ونقل أربعة محتجين آخرين إلى المستشفى بعد إصابتهم بالرصاص، فيما أصيب 28 شرطيا في الصدامات، حسب مسؤولين في الشرطة وأطباء. وفي افتتاحية منتقدة للحكومة، دعتها صحيفة "ذي انديان اكسبرس" الى القيام بكل ما بوسعها "للحفاظ على السلام" في هذه الامة التي يشكل فيها المسلمون 14% من السكان، متحدثة بشكل خاص عن الاضرار التي سببتها هذه القضية لسمعة البلاد على الساحة الدولية، وكتبت "الهند تجازف كثير اذا بدأت تظهر على انها مكان يجب ان يخاف فيه المعارضون".