قال الرئيس الجزائري الجديد عبدالمجيد تبون، إن الدولة في عهدها الجديد ستصغي لتطلعات الشعب الجزائري في تحقيق "جمهورية جديدة"، متعهدا بإحداث تغيير جذري لنمط الحكم في البلاد ودستور جديد يضمن دولة القانون والعدالة والحريات وتمكين الشباب من المشاركة بفاعلية في قيادة البلاد حتى لا يقع فريسة للمال السياسي. ودعا تبون - في أول خطاب له عقب أدائه اليمين الدستورية رئيسا للجزائر اليوم- الشباب والحراك، إلى إعطاء الفرصة للجمهورية الجديدة في تحقيق الأهداف والإصلاحات الجذرية المنشودة من خلال قانون جديد للانتخابات ودستور يجرم الحكم الفردي ويحقق التوازن بين مؤسسات الدولة المختلفة ويضمن ألا يمنح لفاسد أي حصانة قضائية. وأوضح تبون: "لا خيار لنا إلا أن نضع اليد في اليد من أجل تحقيق حلم الآباء والأجداد، وحلم شبابنا في الحاضر وأجيال الجزائر في المستقبل في بناء جمهورية جديدة قوية مهيبة الجانب مستقرة ومزدهرة". وتطرق الرئيس الجزائري المنتخب- في خطابه - إلى سلسلة طويلة من الالتزامات بإجراء إصلاحات جذرية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والخدمات المقدمة للمواطنين، مع إيلاء مراعاة خاصة لأبناء الطبقة المتوسطة. ووصف تبون، ما قام به الشعب الجزائري من حراك بأنه بمثابة وثبة تاريخية لوقف انهيار الدولة ومؤسساتها قام المشاركون خلاله بصناعة التاريخ من جديد، ووجه التحية للجيش الوطني الجزائري لدوره في الحفاظ على الدولة ومؤسساتها في هذه الظروف الصعبة وكذلك للجنة الانتخابات التي أدارت هذا الاستحقاق الدستوري الهام بحرفية وحيادية، مؤكدا أن الجزائر تحتاج إلى ترتيب الأولويات أثناء الفترة المقبلة وإعادة إحياء التنمية الاقتصادية وتشجيع الاستثمار وتنويع المجالات الصناعية والاقتصادية، متعهدا بتنفيذ الالتزامات التي قطعها على نفسه، وفق استراتيجية عمادها الحوار والتشاور. وكان الرئيس الجزائري المنتخب عبدالمجيد تبون، أدى في وقت سابق اليوم، اليمين الدستورية، في جلسة مخصصة لذلك بقصر الأمم للمؤتمرات بالجزائر العاصمة ليتولى بذلك مهام منصبه لفترة رئاسية مدتها خمس سنوات، وأقسم الرئيس تبون، قائلا "بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، وفاء للتّضحيات الكبرى، ولأرواح شهدائنا الأبرار، وقيم ثورة نوفمبر الخالدة، أُقسم باللّه العليّ العظيم، أن أحترم الدّين الإسلاميّ وأمجّده، وأدافع عن الدّستور، وأسهر على استمراريّة الدّولة، وأعمل على توفير الشّروط اللاّزمة للسّير العاديّ للمؤسّسات والنّظام الدّستوريّ، وأسعى من أجل تدعيم المسار الدّيمقراطيّ، وأحترم حرّيّة اختيار الشّعب، ومؤسّسات الجمهوريّة وقوانينها، وأحافظ على سلامة التّراب الوطنيّ، ووحدة الشّعب والأمّة، وأحمي الحرّيّات والحقوق الأساسيّة للإنسان والمواطن، وأعمل بدون هوادة من أجل تطوّر الشّعب وازدهاره، وأسعى بكلّ قواي في سبيل تحقيق المثُل العليا للعدالة والحرّيّة والسّلم في العالم". وحضر جلسة تأدية اليمين، نواب البرلمان وأعضاء الحكومة، وعدد من الشخصيات السياسية في البلاد، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بالجزائر، وممثلي وسائل الإعلام، وعقب أداء اليمين الدستورية، توجه الرئيس تبون لقصر المرادية الرئاسي لمباشرة مهام عمله، حيث من المقرر أن تجري مراسم تسليم وتسلم بينه وبين الرئيس المؤقت عبدالقادر بن صالح، والرئيس الجديد تبون. وكان المجلس الدستوري في الجزائر قد اعتمد يوم الاثنين الماضي، نتائج الانتخابات التي أعلنتها السلطة الوطنية للانتخابات يوم الجمعة الماضي، والتي أظهرت فوز تبون برئاسة البلاد في الانتخابات التي عقدت يوم الخميس الماضي بعد حصوله على نسبة 58.13% من أصوات الناخبين، ونصت المادة 89 من الدستور الجزائري على أنه "يؤدّي رئيس الجمهوريّة اليمين أمام الشّعب بحضور جميع الهيئات العليا في الأمّة، خلال الأسبوع الموالي لانتخابه، ويباشر مهمّته فور أدائه اليمين". جدير بالذكر، أنه خاض الانتخابات الرئاسية الأخيرة كل من عز الدين ميهوبي الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، وعبدالقادر بن قرينة رئيس حزب حركة البناء الوطني، وعلي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات، وعبدالعزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل، إضافة إلى تبون.