دم حائر غطى وجهها، أغرق براءة بدت في كل صورها، اخترقت الرأس رصاصة، فأحرقت كل ما مرت به، من أحلام وأفكار ومبادئ، لتضحى في غضون ساعات "الضحية" التي يتقاسمها الاتجاهين: "الإخوان.. والسيساويين". بين "الدستور" الجريدة المملوكة لرجل أعمال عرف عنه انحيازه التام ضد الإخوان وميله للفريق شفيق في انتخابات 2012، والمشير السيسي في انتخابات 2014، وبين موقع "مصر العربية" المعروف بميله أو تبعيته للإخوان، تقاسمت ميادة وقتها وجهدها الصحفي، بحثًا عن الرزق والكارنيه.. الرزق يوّفره عملها في المكانين في آن واحد- رغم الاختلاف الشديد في سياستهما التحريرية- وكارنيه عضوية نقابة الصحفيين الذي سيمنحها إياه "الدستور" يومًا مًا. ربط ما يحدثه القدر بين ميادة أشرف والحسيني أبوضيف، فكما نسب الإخوان أبوضيف لهم، واعتبروه الشهيد العاشر في قائمة أحداث الاتحادية، كذلك نسبوا إليهم الشهيدة ميادة، باعتبارها الصحفية العاملة في "الموقع الإخواني"، وكما انتزع الثوار والصحفيون أبوضيف مما نسبه له الإخوان بأن نفوا عنه الانتماء لهم، وأكدوا انتماءه للمهنة، انتزع صحفيون أيضًا "ميادة" من النسب الإخواني، وإن ألصقوا بها نسبًا آخر، هو تأييد السيسي، ومع كل نسب يتغير قاتلها، تارة "الإخوان" في صحيفة "الدستور"، وأخرى "الأمن" في موقع "مصر العربية". "بس بقى كفاية كدب" تعليق تكرر على مواقع الإخوان وموقع جريدة الدستور، بين زميل يؤكد كرهها للإخوان ونزولها مظاهرات التفويض وآخر يردد كلماتها الأخيرة الرافضة لترشح المشير السيسي للرئاسة.. "قُتلت ميادة"، الحقيقة الوحيدة الثابتة بحسب "محمد رسمي" زميلها بموقع "مصر العربية"، الذي أكد أن انتماء ميادة رافقها منذ أن قتلتها رصاصة مجهولة أثناء الكر والفر في مسيرة عين شمس "لما اتقتلت دخلنا بيها مسجد خبناها ورا ستارة عشان مؤيدي مرسي ما ياخدوهاش ويتاجروا بيها، ومؤيدي السيسي ما يخدوهاش ويسلموها للأمن".