لم تكن عودة الطفلة «سديم» التى لم تتجاوز من العمر الثمانية أعوام إلى أسرتها عقب اختطافها كفيلة بإنهاء القضية وحل غموضها، فبعد أن ألقت أجهزة الأمن بالبحيرة القبض على متهمين قالت إنهما اشتركا مع آخر فى اختطاف الطفلة، حسمت المجنى عليها الأمر بعدم تعرفها عليهما ليتم إطلاق سراحهما وبداية البحث عن الجناة الأصليين. لغز كبير ومفاجأة مدوية حملتها قضية اختطاف طفلة كفر الدوار «سديم عاطف عبدالحميد» 8 سنوات، بعد أن قرر أحمد يحيى، وكيل نيابة قسم كفر الدوار، إخلاء سبيل كل من صبحى محمود داود الزمرانى 41 سنة عامل زراعى وعيد إبراهيم محمد إبراهيم أبوعجاجة 27 سنة سائق من محافظة الغربية، المتهمين باختطاف الطفلة. عقب أيام من عودتها، فجر والد الطفلة «سديم» عاطف عبدالحميد الفاش مفاجأة أمام وكيل النيابة الذى يحقق فى الواقعة، حينما أقر بعدم تعرف الطفلة على المتهمين وأنهما ليسا مرتكبى حادث الاختطاف، فيما أنكرت الطفلة «سديم» سابق رؤيتها للمتهمين الأمر الذى غير مسار القضية تماماً وجعل وكيل النيابة يصدر قراره بإخلاء سبيل المتهمين اللذين تم ضبطهما بعد تحريات وجهود مكثفة من المباحث الجنائية بالمديرية ووحدة قسم كفر الدوار. وكانت المباحث الجنائية بالبحيرة قد تمكنت من ضبط المتهمين فيما يتم تكثيف البحث عن ثالث بالتنسيق مع مديرية أمن الغربية، قاموا باختطاف الطفلة من كفر الدوار بسبب حبس شقيق أحدهم فى بريطانيا بسبب خلافات بينه وبين خال الطفلة على مبلغ مالى قدره 17 ألف جنيه إسترلينى، وقام المتهمون بمساومة والد الطفلة على دفع مبلغ مالى وتنازل خالها عن القضية المقامة فى بريطانيا مقابل إعادة الطفلة دون إيذائها. عندما شعرت أسرة الطفلة بتغيبها وتأخرها خارج المنزل على غير المعتاد، تقدمت سحر منور حسن جودة 32 سنة، ربة منزل مقيمة بشارع المحكمة بكفر الدوار، ببلاغ إلى قسم شرطة كفر الدوار أكدت فيه غياب نجلتها سديم عاطف عبدالحميد 8 سنوات، أثناء توجهها لشراء بعض المشروبات من أحد محلات البقالة من منطقة الميزانة، ولم تعد للمنزل وبالبحث عنها علمت من أحد جيرانها قيام مجهولين يستقلان سيارة بدون لوحات معدنية ماركة ميتسوبيشى سوداء اللون باختطافها. أمر اللواء ممدوح حسن، مدير الأمن، بتشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد الخليصى، مدير إدارة البحث الجنائى، وبرئاسة العميد رفعت خضر، رئيس قسم المباحث الجنائية، بالتنسيق مع وحدة مباحث قسم شرطة كفر الدوار، وتوصلت تحريات فريق البحث إلى وجود خلافات بين شقيق المبلغة «خال الطفلة» الذى يعمل فى بريطانيا وآخرين لقيام خال الطفلة بالنصب والاستيلاء على مبالغ نقدية بالإسترلينى من بعض المصريين العاملين بالمملكة المتحدة، وقيام هؤلاء باختطافه فيما تمكنت الشرطة الإنجليزية من ضبط بعضهم والتحفظ عليهم، مما دعا بعض أهالى المحجوزين بالمملكة المتحدة والمقيمين داخل البلاد لخطف الطفلة مقابل تنازل أهلها عن البلاغ المقدم ضد أقاربهم. حضر للقسم والد الطفلة عاطف عبدالحميد الفاش 43 سنة سائق ومقيم بشارع حسن مرزوق بمنطقة الحدائق بكفر الدوار وأبلغ بتلقيه عدة اتصالات على هاتفه المحمول من أشخاص مجهولين، وساوموه على دفع مبلغ مالى والتصالح فى القضية التى قام برفعها خال الطفلة حسن منور حسن ضد مصطفى محمود داود الزمرانى المحبوس بالمملكة المتحدة، بعد قيامه بخطفه والتعدى عليه بالضرب لوجود خلافات مالية بينهما على مبلغ مالى 17 ألف جنيه إسترلينى. عقب تحريات وبحث مكثفين من جانب أجهزة الأمن تم التوصل إلى أن المتهمين اتفقا على خطف الطفلة للضغط على أسرتها، تم إعداد عدة أكمنة أسفر أحدها عن ضبط المتهمين، وبمواجهتهما أنكرا ارتكابهما للواقعة، فتم استدعاء والد الطفلة، والذى قام بإحضارها إلى النيابة وتم عرض المتهمين عليهما فأكدت الطفلة أنها أول مرة ترى فيهما المتهمين، وقالت إن من قاموا باختطافها هم أشخاص آخرون، ورجح والدها نفس أقوالها حيث قام بسؤالها عدة مرات وأكدت هى أنهم ليسوا الجناة. أنهت النيابة استجواب المتهمين والمجنى عليها ووالدها، وقررت بعدها إخلاء سبيل المتهمين، وطلبت من المباحث تحديد هوية المتهمين وسرعة ضبطهم وإحضارهم.