تحولت جنازة السائق أحمد صبرى سعيد غنيم، بمنطقة شبر الخيمة بالقليوبية، الذى افتدى فتاة، حاول بلطجيان اختطافها واغتصابها، إلى مظاهرة ضد البلطجة والانفلات الأمنى الذى لا يزال يفرض سطوته على الشارع، وهتف مشيعو الجنازة، أمس، هتافات غاضبة طالبوا خلالها بالثأر من المتهمين وضرورة تجفيف منابع الفوضى والعنف فى الشارع، فيما ألقت الأجهزة الأمنية القبض على أحد المتهمين، وتكثف جهودها للقبض على المتهم الثانى. كان المتهمان حاولا اختطاف شقيقة صديق الضحية تحت تهديد السلاح واغتصابها، مساء الاثنين الماضى، إلا أن الأخير، الذى يعمل سائقاً، وعمره 22 عاماً، تدخل محاولاً إنقاذها فتلقى 3 رصاصات أردته قتيلاً وسط صمت مريب من المارة، فى واحدة من أكثر المناطق ازدحاماً فى عموم مصر. روى شقيق الشهيد الأصغر محمد، مبلط سيراميك، ل«الوطن» جانباً مما حدث، وما سجلته التحقيقات الأولية، لافتاً إلى أن شقيقه كان يعمل سائقاً على حافلة «سيارة ميكروباص»، يمتلكها شقيق الفتاة التى حاول المتهمان خطفها بمنطقة أم بيومى بدائرة قسم أول شبرا الخيمة، وتصادف وجوده فى المنطقة لإصلاح السيارة، وكان بصحبته شقيق الفتاة، ويُدعى أحمد سعيد، وأضاف أن الأخير تلقى اتصالاً هاتفياً من شقيقته «إيمان» التى أبلغته بقيام المتهمين وليد سعد ووائل سعداوى، المقيمين بأرض أم بيومى، بالتعرض لها حال سيرها بالشارع ومحاولة اصطحابها لمسكنهما عنوة، موضحاً أن شقيقه وصديقه سارعا إلى إنقاذ الفتاة، فأطلق أحدهما عدة أعيرة نارية، استقرت 3 منها فى جسد شقيقه، ولاذا بالفرار، وأكد أن المتهمين تربطهما علاقة قرابة مع أحد المخبرين بقسم أول شبرا الخيمة، محذراً من التواطؤ معهم. أما والدة شهيد الشهامة المعروفة ب«أم أحمد»، فانزوت فى غرفتها بمنزلها المتواضع بمنطقة عبدالمنعم رياض، وحولها مجموعة من السيدات اللاتى اتشحن بالسواد، وهى تردد: «خطفوا منى فرحتى، وحبيبى وضنايا، كان هيخطب الجمعة الجاية، ولكنه ذهب لربه شهيداً بإذن الله»، وتابعت: «كان راجل وابن راجل، خرج معايا للعمل والبهدلة، وكان عمره 5 سنوات، وربى اخواته وكان الأب والابن والسند»، وطالبت «أم محمد» بالقبض على الجناة وإعدامهم، فيما طالب أهالى القتيل والمنطقة المسئولين بالنظر بعين الرأفة لأسرة الشهيد بعد أن فقدت عائلها الوحيد وتوفير مصدر رزق لها أو تخصيص معاش لوالدته. كانت أجهزة الأمن بالقليوبية تمكنت فى وقت لاحق من القبض على المتهم الرئيسى فى الحادث، ويُدعى «وليد سعد»، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة بالاشتراك مع نجل شقيقته الهارب وائل محمد سعداوى، عاطل، وأن السلاح النارى المستخدم فى الحادث بحوزته، وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبطه. من ناحية أخرى، اتهم أهالى منطقة أم بيومى أسرة المجنى عليه بإتلاف محتويات منزلى المتهم الأول والثانى الهارب وإشعال النيران بهما، وانتقلت قيادات المديرية وقوات إدارة الحماية المدنية إلى موقع الحادث، وتم السيطرة على الحريق وإخماده، وتولت النيابة العامة التحقيق فى ملابسات الواقعة. من جانبه نفى مصدر أمنى مطلع وجود شبهة تواطؤ فى ضبط المتهمين، بداعى وجود صلة قرابة بينهما وبين أحد أفراد الشرطة، فيما أكد اللواء محمود يسرى، مدير أمن القليوبية، أنه يتم شن حملات أمنية يومية على المناطق المعروفة بوجود البلطجية والخارجين عن القانون.