"يحيى" استخدم "أبليكس" ووزنه زاد: "العلبة ب380 جنيه وأونطة"

ما إن شاهد "يحيى" الفنان أحمد ماهر وهو يقول بصوته الجهوري "لو راجل كُل"، في الإعلان عن منتج "أبليكس" الذي روّج له على أنّه منتجًا للتخسيس، سرعان ما سجّل رقم الهاتف الذي يظهر أسفل الشاشة.
قبل أن يُقدِم "يحيى محمد" 49 سنة، على شراء المنتج تتبع إعلاناته لأشهر في أكثر من قناة فضائية، معتبرًا أنّ انتشاره وكثرة عرضه بأكثر من طريقة، واستشهاده بمواطنين للاستدلال على فاعليته، دليل مدى صدقه وهو ما شجّعه على الشراء، للتخلص من السمنة الزائدة والترهلات التي تؤرقه بمنطقة البطن.
أحمد ماهر "مابيستخدموش"
وتتعدد إعلانات المنتج الذي بدأ في الرواج عبر القنوات الفضائية المغمورة وغير المرخصة، قبل نحو عامين بأشكال متعددة، كانت البداية بإعلان للفنان أحمد ماهر، الذي تعرّض لهجوم لمشاركته في الإعلان، غير إنّ الأخير برّر ذلك بأنه منتج "اختراع مصري" وأنّه ليس الوحيد الذي شارك في إعلانات تجارية، وبرغم أن الفنان يعاني هو الآخر من الوزن الزائد إلّا أنه لم يستخدم المنتج الذي يروّج له ولجأ لمركز تخسيس، وفق تصريحاته في يوليو من العام الماضي خلال لقاء له على قناة "الحدث اليوم".
"يحيى" القاطن بمنطقة الوراق بمحافظة الجيزة، اشترى المنتج مقابل 380 جنيهًا للعلبة الواحدة التي تحتوي على 30 كيسًا لاستخدامه على مدار شهر: "كنت بقعد أشوف في التليفزيون يجيبوا صور واحد تخين وخسّ النص، قولت كويس أنا عايز حاجة تسد شهيّتي وتخليني أخس".
أونطة
ومع استخدام "يحيى" للمنتج في الأيام الأولى اكتشف أن المنتج لم يأت بأي نتيجة وأن شهيته كما هي، سرعان ما عاود الاتصال بالشركة مجددًا لإبلاغهم بالنتجية المخيّبة له: "قالوا لي أصل المنتج بيجيب نتيجة حسب طبيعة الجسم، وأنت تلاقي جسمك من قابله".
وهو ما جعل "يحيى" يعيد تجريب المنتج مع زميله "محمد" الذي يعاني من الوزن الزائد أيضًا، غير إنّ النتيجة لم تتغير، قائلًا ل"الوطن": "اتصلت بيهم المرة دي وانفعلت عليهم لقيتهم بيقولوا لي، علشان المنتج يجيب نتيجة لازم تستخدمه لمدة 3 شهور. عرفت وقتها إن الكلام دا أونطة. واشتغالة".
منتج مجهول
اليوم، داهمت قوة أمنية مقر الشركة المنتجة للمستحضر بمنطقة الطالبية بحي الهرم في محافظة الجيزة، وضبطت صاحبها "السيد.ح. إ" ومديرها "طارق م.ع.ع"، بالإضافة إلى ضبط 245 كرتونة بداخل كل منها 15 عبوة للمنتج، وذلك بعد أن أثبتت التحريات أنّ المنتج غير معتمد من وزارة الصحة، وغير مدرج كعقار بشري أو مكمل غذائي.
الحملة قاده ضباط الإدارة العامة لمباحث الجيزة بالاشتراك مع التفتيش الصيدلي، ومفتشي التموين، بناء على إذن من النيابة العامة، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.
ويتحدى المنتج وهو واحد من بين عشرات من المنتجات التي على شاكلته، قرار وزير التموين والتجارة الداخلية رقم 113 لسنة 1994 الذي ينص على حظر تداول السلع مجهولة المصدر، وقانون 48 لسنة 1941 الخاص بالغش والتدليس وحيازة وعرض أدوية غير مصرح بتداولها، فضلًا عن المادة السادسة من قانون حماية المستهلك "على كل معلن أو مورد إمدادَ المستهلك بالمعلومات الصحيحة عن طبيعة المنتج وخصائصه، وتجنب كل ما قد يؤدي إلى الوقوع في الخطأ".
تحليل المنتج
وتعقيبا على ذلك، يقول كيل وزارة الصحة بمحافظة الجيزة، في مداخلة له ببرنامج "كل يوم" على فضائية "ON E"، إنّه سيتم تحليل المواد المستخدمة في المنتج لمعرفة مدى أضراره على صحة الإنسان، في إطار حملة ضبط الأسواق من الأدوية المغشوشة.
وقبل مداهمة الأمن للشركة اليوم، حذّر جهاز حماية المستهلك في أبريل الماضي عبر حسابه على "فيسبوك"، من استخدام المنتج، موضحًا أنّ الشركة تُضلّل المستهلكين بالترويج للمنتج على أنه علاج للسمنة وهو على خلاف الحقيقة، وذلك طبقا للقاعدة الإلكترونية للأدوية البشرية بوزارة الصحة، وحينها غرّمت محكمة القاهرة الاقتصادية في الجنح أرقام 1145 ، 1234 ، 1116 ، 1138 ، 1117 ، 1191 لسنة 2017، الممثل القانونى للشركة مبلغ 280 ألف جنيه، لارتكابه جريمة الإعلان المضلل عن المنتج بادعاء قدرته على التخلص من الوزن الزائد.
20% من الدواء مغشوشة
وكشف مؤتمر دولي في دبي، أبريل الماضي، أنّ 10% من الأدوية في السوق الدوائي بدول العالم الثالث مغشوشة، وتصل قيمة مبيعاتها إلى 85 مليار دولار سنويًا، وفق تقدير منظمة الصحة العالمية، بينما تُقدر حجم تجارة الدواء المغشوشة بالسوق المصرية بنحو 8 مليارات جنيه سنويًا، ما يعادل نسبة 20% من سوق الدواء المقدر قيمته بنحو 40 مليار جنيه سنويًا، وفقًا للشعبة العامة للصيدليات باتحاد الغرف التجارية.