"خرجنا سعيًا وراء لقمة العيش.. لم يعد منا إلا اثنين"، هذه الكلمات ما استطاع أن يتلفظ بها أحمد جمال، أحد مصابي حادث وادي النطرون، والذي راح ضحيته 17 شخصًا، بعد أن إصطدمت بهم سيارة نقل بالطريق الصحرواي، عقب عودتهم من العمل داخل أحد المزارع بوادي النطرون، حيث اختلطت أشلاء الضحايا برمال الصحراء الذي غطى الطريق من الجانبين بعد الحادث، مشيرًا إلى أن جميع الضحايا لا تتجاوز أعمارهم العشرين عامًا. كانت محافظة البحيرة شهدت حادثًا مأساويًا راح ضحيته شباب في عمر الزهور، أثناء عودتهم من عملهم بأحد الأراضي الزراعية، فيما استعدت مدينة أبو المطامير لإقامة سرادقات العزاء لأبنائها الذين لقوا مصرعهم في الحادث، حيث خيمت ظلال الحزن على أسر الضحايا الذين هرولوا إلى مستشفى جراحات اليوم الواحد التي تبعد أكثر 150 كيلو عن بلدتهم لتفقد ذويهم، فيما خرج أهالي الكيلو 97 لإنقاذ ما تبقى على قيد الحياة، عقب تأخر سيارات الإسعاف في نقل المصابين بسبب توقف الطريق الصحراوي. كان اللواء محمد طاحون، مدير أمن البحيرة، تلقى بلاغًا يفيد بوقوع حادث بالطريق الصحراوي ووجود متوفيين ومصابين، وعلى الفور انتقلت القيادات الأمنية إلى موقع الحادث، وتبين وقوع حادث تصادم بين سيارتين نقل، تُقل إحداهما عمالة زراعية قادمة من أحد الأراضي الزراعية بوادي النطرون، وأثناء سير السيارة رقم "4823 ب ط أ" نقل محملة بالعمالة الزراعية، بقيادة عبد الحميد عبد الهادي عبد الله، 32 عامًا، ومقيم أبو المطامير بالبحيرة، بالطريق الصحراوي أمام الكيلو 97 بدائرة المركز إختلت عجلة القيادة بيد قائها، ما أدى إلى إنحرافها بجانب الطريق وإصطدامها بسيارة نقل رقم "2546 ع د ب"، بقيادة سامح علي عبد العاطي، 40 عامًا، مقيم بزفتى في الغربية. أسفر الحادث عن مصرع 17 شخص وإصابة ستة آخرين، تتراوح أعمارهم ما بين 17 و 20 عامًا، وحصلت "الوطن" على أسماء الضحايا الحادث وهم، "محمد السيد أحمد، وسعيد قدورة، أحمد عماد السيد، عبد الله عبد الشافي، محمد السيد، أحمد أحمد قدورة، جويدة شعبان، مشيرة عماد السيد، سامح حسين، نهى محمد،و عمرو راضي عبد العاطي، حذيفة راضي عبد العاطي، منصور فؤاد بيومي، أبو الحمد رجب عبد الحفيظ، ولاء سعيد، هاني جمال السيد، وجثة أخرى مجهولة لشاب في العقد الثاني من عمره". وذكرت مصادر أمنية أن جميع المتوفين مقيمون بقريتي السناوي وأبو غرارة، بدائرة مركز أبو المطامير، ويعملون بالأراضي الزراعية بأحد مزارع وادي النطرون. ومن جانبها أعلنت مديرية الصحة بالبحيرة أن هناك جثثًا للضحايا سيتم نقلها إلى مستشفيات مجاورة لعدم وجود أماكن بمشرحة مستشفى جراحات اليوم الواحد بوادي النطرون.