سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الزنفلى»: عكارة السيول أرحم من المخلفات الصناعية التى تملأ النهر أستاذ تلوث المياه بالمركز القومى للبحوث ل«الوطن »: الحبيبات الكبيرة مثل الرمال تترسب فى المياه
قال الدكتور حلمى الزنفلى، أستاذ تلوث المياه بالمركز القومى للبحوث، إن عكارة نهر النيل من السيول لا تمثل خطورة على صحة المواطنين إذا ما قورنت بالمواد المعلقة الناتجة عن المخلفات الصناعية، وأضاف «الزنفلى» فى حواره ل«الوطن» أن المواد العكرة التى لم تترسب بمياه النيل قطر حبيباتها صغير لأنها ناتجة عن غسل مياه الأمطار لجوانب نهر النيل الطينية، وحذر من زيادة المواد الكيميائية لتنقية المياه فى محطات المعالجة لأنها تؤثر على صحة المواطنين. ■ كيف تتعكر مياه النيل؟ - تتعكر مياه النيل بسبب الأمطار الغزيرة والسيول التى تسقط على جانبى نهر النيل فى مثل هذا الوقت من العام، ولون العكارة يرجع إلى التربة التى تسقط فيها المياه، وتكون رملية فى محافظات الوجه القبلى، خاصة فى أسوان والأقصر وقنا، وطينية فى محافظات شمال الصعيد والوجه البحرى والدلتا، فالمياه تغسل التربة وتنقل ما بها إلى مصب السيل الذى ينتهى أخيراً فى نهر النيل. ■ ما سبب عدم ترسب المواد العكرة فى المياه قبل وصولها للقاهرة؟ - المياه العكرة تحمل أنواعاً متعددة من المواد المعلقة التى قد يسهل ترسبها فى مياه النيل وهى التى يكون قطر حبيباتها كبيراً مثل الرمال، أما النوع الثانى من المواد المعلقة فتكون صغيرة جداً ويصعب ترسبها، وتكون غالباً من الطين بعد تفاعلها واختلاطها مع المياه ويكون لونها أصفر. ■ هل عكارة المياه تؤثر على مياه الشرب؟ - على محطات مياه الشرب زيادة فترة الترسيب وإضافة مواد كيميائية أثناء المعالجة، لأن العكارة مرتبطة بالميكروبات ونستطيع التغلب على هذه المشكلة بالترسيب وليس بزيادة المواد الكيماوية لأنها تؤثر على صحة الإنسان بشكل مباشر، مثل الشبة التى تحمل صنفين من الألومنيوم تصيب كبار السن بالزهايمر، كما أنها تظل بالمياه بعد المعالجة، ومحطات المياه تضطر أحياناً لإضافة هذه المواد بشكل أكبر عند تعكر مياه النيل حتى يكون طعم المياه سائغاً للمواطنين، ومع ذلك فإن المواد الكيماوية تظل فى المياه لفترة طويلة ولا تُزال بالمعالجة، كما تستطيع المحطات تقليل كميات المياه الواردة بسبب العكارة؛ لأن احتياجات الناس كثيرة ولا تتحمل غلق محطات الشرب، خاصة فى مدن القاهرة الكبرى كثيفة السكان. ■ كيف يستطيع المواطن العادى ملاحظة العكارة فى مياه الصنبور؟ - يستطيع ملاحظة ذلك بكل سهولة لأن مياه الشرب قد يكون لونها مثل اللبن، ولا خوف من ذلك فى هذه الحالة، لأن اللون يختفى بعد دقائق قليلة واللون الأبيض يكون ناتجاً غالباً من الشبة، أما المياه صاحبة اللون الأصفر فقد تكون نتيجة تلوث المياه بعكارة السيول أو قدم الشبكات، وأؤكد أن تلوث المياه بعكارة السيول والطين شىء غير مضر ولا يؤثر على صحة الإنسان إذا ما قورن بتلوث المياه من المخلفات الصناعية المعلقة والتى لا تختفى بالمعالجة، «السيول مشكلتها بسيطة»، وعكارتها تكون من مواد طبيعية، من السهل جداً إزالتها فى محطات التنقية والمعالجة من خلال أكثر من طريقة، لأن الخطورة تكمن فى المخلفات الصناعية، فالنيل ما زال يستقبلها بشكل كبير ويعانى منها أشد المعاناة، وما حدث فى فرع رشيد مؤخراً خير دليل، حيث نفقت آلاف الأطنان من الأسماك وتعكرت المياه نتيجة تلك المخلفات التى تسمم المياه بما تحمله من ملوثات كيميائية وصناعية، ومما لا شك فيه أن تلك المياه تفتك بصحة الإنسان لأن محطات مياه الشرب لا تستطيع إزالة تلك المعلقات التى تسبب الكثير من الأمراض مثل الفشل الكلوى والكبد والسرطان. ■ وما دور الدولة فى مواجهة هذه الظاهرة؟ - على الدولة مواجهة التلوث الصناعى بكل حسم من خلال أجهزتها الرقابية وتشديد العقوبات وغلق المنشآت الصناعية التى تلوث النيل، وهنا أوجه نداء إلى أصحاب المصانع ارحموا الناس من مخلفات مصانعكم الفتاكة لأن التكنولوجيا المتاحة فى مصر لا تسمح بتنقية تلك المخلفات، الدول المحترمة لا تسمح بتلوث مياه الأنهار بالمخلفات الصناعية مع أن لديها التكنولوجيا والوعى للتعامل مع هذا الأمر، أما عندنا فى مصر فلا يوجد لدينا تكنولوجيا ولا وعى للتغلب على ملوثات النيل.