«عكارة ترابية» ناتجة عن سيول الصعيد تغمر النيل.. وخبير يحذر من تلوث مياه الشرب.. و«الرى» تقلل من خطورة الظاهرة تغير لون مياه نيل القاهرة أمس، وكأن لسان حاله ينطق بالفلكور المصرى الصعيدى: «وشربت عكار لما استكفيت»، والتى غناها المطرب الشهير محمد منير. واستمر تدفق المياه المحملة بالأتربة فى النيل، وهو ما تسببت فى تعكير المياه، الذى بدا واضحا فى المسافة من منطقة كورنيش النيل وصولا إلى حلوان. وأرجعت وزارة الرى والموارد المائية الظاهرة إلى أن «السيول التى هطلت الأيام الماضية جرفت الأتربة عبر مخرات السيول، إلى النهر، وهو ما تسبب فى تلون صفحة النيل بالكامل باللون الأصفر القاتم»، ليثير مخاوف المواطنين من شرب مياه ملوثة. المهندس محمد عبدالرحمن، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالقاهرة، قال ل«الشروق» إنه تم رفع حالة الطوارئ، بالشركة، وبجميع محطات المياه، بعد وصول «عكارة مياه النيل»، القادمة من الصعيد. وأكد عبدالرحمن أنه لن يتم قطع المياه عن المحافظة، حيث تم تخزين كميات من المياه فى خزانات المحطات، وتحليل المياه كل ساعة عن طريق أخذ عينات منها؛ للتأكد من خلوها من أى ملوثات، حتى لا يكون هناك انقطاع فى المياه، حسب تصريحه ل«الشروق». وفسر الدكتور مغاورى شحاتة، خبير المياه الجوفية، الظاهرة بأن المياه التى حملتها العواصف الترابية والأتربة والرمال نتيجة السيول التى هطلت فى الصعيد، وحملت تلك العواصف حبيبات حصى كبيرة، لافتا إلى أنه عندما تقل سرعة تلك الرياح تقوم برمى تلك الأتربة بالقرب من سطح الأرض. وأشار إلى أن الأتربة تكونت على شكل رواسب رملية أو ترابية وأحدثت عكارة ترابية، كبيرة الحجم لا يمكن استغلالها فى اى مجال، مشدد على ضرورة التخلص منها نظرا لما تحمله من أضرار جسيمة مثل التسبب فى تلويث مياه النيل، وتغير لونه بشكل مؤقت إذا لم يتم التدخل السريع فى معالجتها. وحذر شحاتة من دخول تلك العكارة فى فتحات المحطات التى تعالج مياه الشرب نتيجة حملها رواسب طينية وبعض المعادن فتتسبب فى العديد من الأوبئة التى من شأنها التاثير على صحة المواطنين، منوها إلى ضرورة معالجتها بمحطات المعالجة والتى تستغرق وقت طويل وتكاليف عالية جدا. وأضاف شحاته ل«الشروق» أن تلك العكارة إذا غمرت بعض الأراضى الزراعية فإنها ستؤثر فى نمو تلك الزراعات ونمو التربة التى تغطيها، ويمكن أن تتسبب فى بوار هذه الزراعات، بالإضافة إلى تاثيرها على صحة المواطن الذى يتعرض لها. فى حين قللت وزارة الموارد المائية والرى، من خطورة عكارة النيل، والتى كانت قد انتشرت فى مياه النيل فى محافظات الصعيد منذ أسبوع بسبب مياه السيل. وقال خالد وصيد، المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والرى، أنه «لا خطورة من هذه العكارة» ، لافتا إلى أنها عبارة عن مياه السيل مرسب بها طمى وأتربة من الجبال. وأضاف وصيف فى تصريح ل«الشروق» أنه سيتم عمل صيانة لإزالة الطمى المترسب من هذه العكارة لعدم ارتفاع منسوب المياه فى النيل والترع المترفعة منه، ووضع برنامج لتطهير الترع. وأكد أنه لا خطورة شديدة على مياه الشرب لافتا أن هذه العكارة كانت فى محافظات الصعيد قبل أسبوع ولم يحدث مشكلات أو شكاوى من مياه الشرب، لافتا إلى أن هذه الظاهرة لم تحدث للمرة الأولى وتتكرر دائما بعد موجة السيول