الفيل فى الصندوق، طبعاً ليست مشكلة الفيل، ولا مشكلة الصندوق، ولا مشكلة النصاب صاحب الحكاية.. المشكلة هى دماغنا نحن التى صدقت «مشروع النهضة» رغم أن الإخوان تاريخ من المناورة والكذب والخيانة. أحدث تصريحات المهندس خيرت الشاطر، خلال إحدى الندوات العامة، التى يتم تداولها إلكترونياً أن «الإعلام والصحافة تعاملت مع مشروع النهضة بطريقة خاطئة، فلا يوجد تصور واضح ومحدد للمشروع، ولكن هو مجرد اقتراح مبدئى للمناقشة، يجب أن يطرح للحوار بين القوى السياسية، حتى يمكن بلورته والاتفاق حوله، وتبنيه»!! يعنى مشروع النهضة، الذى بدأ الإخوان المسلمون الإعداد له قبل خمسة عشر عاماً (1997) كمحاولة لإعادة ترتيب أفكار حسن البنا، هو مجرد مشروع تجريبى غير واضح المعالم (بحسب أصحابه) هو محض خيال أو مجرد وهم، لا رأس له ولا قدمين.. والناس التى أعطت صوتها فى الانتخابات الرئاسية (للبرنامج والمشروع طبعاً، وليس لشخص الرئيس، ولا شهرته، ولا إنجازه» لا بد أن تتأهل أولاً..! على صفحة الفيس بوك، لافتة كبيرة كتب عليها (سلفنى شكراً.. الشعار الرسمى لمشروع النهضة) بينما أطلق عليه أحد مشايخ الصوفية اسم (فنكوش العصر) فى إشارة لفيلم عادل إمام (واحدة بواحدة) ويدور حول المنتج الوهمى الذى اخترعه، وأطلق عليه اسم (الفنكوش) والمقصود بالطبع هو السخرية، السخرية السوداء التى لا مجال للتعامل مع مشروع النهضة إلا من خلالها. ولم يكن الأمر بحاجة إلى تصريحات الشاطر، فالمشروع كشف سريعاً عن خوائه، مجرد برنامج انتخابى لحصد الأصوات الانتخابية، أو مجرد كلمات.. كلمات.. لا شىء سوى كلمات! مشروع النهضة الذى صدعوا دماغنا بليبراليته، وعدالته الاجتماعية، ومفهومه الاقتصادى الذى سيوفر لمصر 200 مليار جنيه فى 4 سنوات، ويسهم فى تشغيل 3 ملايين عامل سنوياً، بقيمة تصل إلى 25 مليار جنيه سنوياً.. لم يجد إلا السلف والدين، والسعى وراء صندوق النقد، والسعى وراء القروض لدعم مشروع النهضة! يعنى انتهى به الحال، أو بدأ به الحال كمتسول، مرة على أبواب البنك الدولى (4٫8 مليار دولار) ومرة على أبواب أمير قطر (2 مليار دولار) دون أى اعتبار حقيقى للحديث عن التنمية والتصنيع والاستثمار، ووضع الطبقات الفقيرة، ودون أن يفكر أحد فى استعادة الأموال المنهوبة.. لا أموال مبارك وعائلته، ولا أموال الجيش الذى فتحت خزائنه أخيراً..مشروع النهضة بلا تصور واضح، بلا رؤية..!! والقروض التى سبق ورفضها الإخوان فى حكومة الجنزورى، اليوم يوافقون على ما هو أكبر منها، لدعم المشروع، تحت دعوى الضرورة الشرعية، أو (الدولارات تبيح المحظورات)!! ورغم تصريحات الشاطر، ورغم أن مشروع النهضة يفتقد الحد الأدنى من التماسك والرؤية الصالحة للدفاع عنه، يطالب د. معتز بالله عبدالفتاح، بإعادة تأهيل المصريين (ثقافة المصريين أصابها عوار، جعلها ليست الأكثر ملاءمة للنهضة، إلا بإعادة تأهيل الشخصية المصرية)!! ولا مانع أن نتربى، ونتأدب، ونتأهل يا دكتور معتز، شرط أن يكون هناك هدف، وأن يكون هناك مشروع حقيقى للنهضة!