يحيي الأقباط في صلواتهم بالكنائس اليوم بحسب "السنكسار الكنسي"، استشهاد القديس تيمون، أحد السبعين رسولاً الذين عيَّنهم المسيح، بحسب الاعتقاد المسيحي. واختيار السبعين رسولا وإرساليتهم ذكر في الإصحاح العاشر فقط من أنجيل لوقا البشير، حيث جاء: "وبعد ذلك عين الرب سبعين آخرين وأرسلهم أمام وجهه إلى كل مدينة وموضع حيث كان هو مزمعًا أن يأتي"، ورغم أنّ اختيار الاثني عشر تلميذا وأسمائهم ورد في (متى 10، ومرقس 3، ولوقا 6، وأعمال الرسل 1)، إلا أن السبعين رسولا أحاط بهم بعض الغموض لقلة المصادر التاريخية التي تحدثت عنهم. وفي كتاب "الرسل السبعون" لنيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس أسقف دير السريان، يقول في المقدمة إنّ "السبعين تلميذًا لم يذكر الإنجيل أسماءهم كما ذكر أسماء الاثني عشر إنما وردت عنهم إشارات في مواضع متعددة من أسفار العهد الجديد" مثل: "عند رجوع المريمات من القبر أخبرن الأحد عشر وجميع الباقين بهذا كله (لو24: 9) والسبعون تلميذًا تشملهم عبارة جميع الباقين". كما ذكر مواضع أخرى مثل ما ورد في إنجيل لوقا: "ظهر الرب بعد قيامته لتلميذي عمواس لوقا وكليوباس وكانا من السبعين تلميذًا"، "ولما رجع هذان التلميذان إلى أورشليم ودخلا العلية وجدا الأحد عشر مجتمعين والذين معهم" (لو24: 33) ولا شك أن السبعين تلميذًا أو على الأقل بعضًا منهم تشملهم عبارة "والذين معهم"، حسب الأنبا متاؤس. ويرجح في كتابه قائلا: أن الاثني عشر تلميذا كان كلهم من اليهود، أما السبعون رسولافكان غالبيتهم من الأمم الداخلين إلى الإيمان بالمسيح. يقول إنّ إرساليتهم الأولى نجحت نجاحًا باهرًا، "فرجع السبعون بفرح قائلين يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك. فقال الرب قد رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء" (لو10: 17، 18). أماكن ورود أسماء الرسل يعد إنجيل القديس مرقس هو أقدم الأناجيل الأربعة وكاتبه القديس مرقس من السبعين رسولا، ويليه إنجيل القديس لوقا الطبيب الحبيب وهو أيضا من السبعين، والعهد الجديد به 4 أناجيل اثنان من الرسل الاثنا عشر واثنان من السبعين رسولا. أما أماكن ورود أسماء السبعين تلميذًا فكان أكثر المواضع المذكور فيها أسمائهم كانت في سفر أعمال الرسل، وفي رسائل الرسل خصوصا في رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل رومية بالإصحاح 16 ورسالته الأولى إلى أهل كورنثوس إصحاح 16. كما وردت أسماء 27 من السبعين تلميذًا في سنكسار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. "والسنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية. أبرز المواضع الذي تحدث فيها العهد الجديد عن الرسل السبعين: - وفي هذا الاجتماع "أقاموا اثنين يوسف الذي يدعى برسابا الملقب يسطس ومتياس، وصلوا وألقوا القرعة فوقعت على متياس فحُسب مع الأحد عشر رسولًا" (أع1: 23- 26). كان يوسف برسابا ومتياس من السبعين تلميذًا وبعد القرعة صار متياس من الاثني عشر وظل يوسف في عداد السبعين. - بعد أن ضرب الرب مثل الزارع أمام الجموع وهو يعلمهم انفرد بتلاميذه، ولما كان وحده سأله الذين حوله مع الاثني عشر عن المثل فقال لهم قد أعطي لكم أن تعرفوا سر ملكوت السماوات (مر4: 10، 11) فلا بد أن الذين حوله بخلاف الاثني عشر رسولًا كانوا هم السبعون رسولا، حسب الأنبا متاؤس. - في معجزتي البركة وإشباع الجموع (مت 14: 14-21، مر8: 1-10) يخبرنا الإنجيل المقدس أن الرب يسوع بارك وكسّر وأعطى الأرغفة للتلاميذ والتلاميذ أعطوا الجموع، ويقول كتاب "أسماء السبعين رسول"، لا أعتقد أن كلمة "التلاميذ" هنا تعني الاثني عشر فقط لأنهم لا يستطيعون خدمة هذه الجموع الغفيرة فمن المحتمل جدًا أن يكون معهم السبعون تلميذًا حتى يستطيعوا توزيع الطعام على هذا العدد الهائل من الناس ثم يجمعون الكِسر والفضلات وينظفون المكان كما كان. - المسيح بعد قيامته قال للمريمات "اذهبا قولا لإخوتي أن يذهبوا إلى الجليل هناك يرونني" (مت 28: 10) "أما الأحد عشر تلميذًا فانطلقوا إلى الجليل إلى الجبل حيث أمرهم يسوع" (مت 28: 16) ولكنهم لم يذهبوا وحدهم بل أخذوا معهم حوالي خمسمائة أخ كما ذكر بولس الرسول "ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمائة أخ" (1 كو 15: 6) ولما رأوه سجدوا له (مت 28: 17) وهؤلاء الخمسمائة أخ الذين ذهبوا مع الأحد عشر رسولًا كان من ضمنهم السبعون تلميذًا. - عندما تم القبض على الرب يسوع وساقوه إلى المحاكمة تركه الجميع وهربوا ولكن تبعه شاب لابسًا إزارًا على عريه، فأمسكه الشبان فترك الإزار وهرب منهم عريانًا (مر14: 50-52) وهذا الشاب هو مارمرقس الرسول أحد السبعين وكاروز الديار المصرية بعد ذلك.