من الملاحظ في هذه الفترة ما نعيشه من حاله المجاملات والمبالغة و"التطبيل" لكل حاجة واي حد، والسبب مش معروف هل هو ثقافة شعب من الأساس؟، أو إساءة لتقدير الأمور ووضعها في مكانها الطبيعي!. المبالغة اللي ظهرت في كل حاجة في حياتنا اليومية تقريبا، يعني مثلا علي سبيل المثال ممكن حضرتك تركب تاكسي عادي جدا، ولما تيجي تنزل بيكون الحوار كالتالي: كام حضرتك؟، لأ والله خليها المرة دي عليا "علي اعتبار إنه هيقابلك تاني مثلا".. "لأ معلش ياريت تقول"، وبعد "لا مينفعش" وما شابه تقوله "اتفضل". بعد نظرة قرف عميقة يقولك لسة اتنين جنيه يا انسة!، بقي عادي برضو مثلا إنك تكون ماشي في الشارع وتلاقي اتنين بيتكلموا بينهم أميال وتسمع اتفضل تعالي "اشرب شاي" و هم في الحقيقة بينهم مسافة بلد تقريبا، الفكرة ليه بنعزم باللي مش في جيوبنا؟، وأقل حاجة هتيجي في بالك وإنت بتشوف المواقف دي إنك تقول "يخربيت الهجص". فكرة برضو الألقاب اللي منتشرة أوي زي أي حد بقيت تنادي عليه بشمهندس ويا دكتور وما شابه، الموضوع مش في تقليل من أي حد بس لازم كل واحد ياخد حقه لعدم المغالطات مش أكتر، ومن الألقاب الحديثة "ياسطي" اللي بقيت تنادي بيها صاحبك أكتر ما بتقوله اسمه. بغض النظر عن كل اللي فات دة و إنها ممكن تكون حاجة بسيطة فعلا بالمقارنة بالمبالغة في إننا بنعمل بطل من مفيش وبنمجد فيه وبنعامله كمان علي أساس إنه المهدي المنتظر مثلا وبكدة بنبقي أحسن شعب في صناعة الفرعون، وعلي الوجه الأخر من المبالغة في كل حاجة في التشوية والتقليل من دور أي شخص مهما كانت الحاجة إلي بيعملها فعلا كويسة وانت مقتنع بده جدا من جواك بس لازم، ليه عمل إيه دة، أحسن مني في إيه؟، وقصاد كل حد بيشجعك مليون بيشككوا فيك. الخلاصة إن دة سبب أزمة عدم الثقة والتشكيك اللي بقينا فيها، وأعتقد أن لو كل واحد بقي صريح مع نفسه وعرف يقدر كل حاجة وكل شخص في مكانه الطبيعي الحال هيبقي أحسن كتير، لذلك أقولها علي طريقتي، عزيزي المواطن كفاية أفورة!.