سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«زعزوع» جراح مصرى ضمن قائمة الأكثر تأثيراً فى العالم يواجه «شيخوخة الدولة» الطبيب محمد زعزوع جراح مصرى دخل قائمة «فوربس» لأكثر 30 شخصية تأثيراً فى العالم
«زعزوع»: «منتصر ينتصر» شخصية كارتونية كانت الطريق إلى قائمة الأكثر تأثيراً.. و«مصريون أصحاء» لها أفرع فى 12 محافظة «عشاء فى الظلام» كان بداية العمل التطوعى.. وسخرية البعض من «منتصر ينتصر» زادته إصراراً على المواصلة المستشفيات تعانى من نقص الإمكانيات.. والمجتمع المدنى يغطى على تقصير الدولة بسترة زرقاء، وعوينات واسعة، وكمامة طبية رفعت عن أنفه لتغطى جبهته، يقف محمد زعزوع وسط صالة قسم جراحة المخ والأعصاب بمستشفى الدمرداش الجامعى، يناجى سيدة باكية على حال رضيعها الذى لم يكمل أيامه الثلاثين الأولى فى الحياة، محاولاً إقناعها بعدم جدوى إجراء الجراحة التى تزيل عيباً خلقياً ولد به دون وجود أحد الأَسِرّة التى تفرغ لجسده الهزيل بعد الجراحة داخل الحضانات.. فالشاب الذى وضعته «فوربس» العالمية بين 30 شخصاً الأكثر تأثيراً فى العالم، يقف عاجزاً أمام السيدة التى تبكى وليدها، بعدما أفقدته الدولة، بإهمالها للمستشفيات، دوره المقدس لإنقاذ الرضيع. على بعد خطوات، داخل غرفة سكن «الأطباء» بالمستشفى الذى يبات فيه ليلته، وعلى أحد المقاعد المهترئة، جلس الجراح «زعزوع» يرن هاتفه بين الحين والآخر، الحديث دائماً عن مريض يبحث عن موطئ قدم داخل المستشفى للعلاج ولم يجده، أو آخر ينتظر دوره فى الولوج إلى غرفة العمليات، وهو لا حيلة له، فالتأثير الذى يقدمه من خلال جمعيته «مصريين أصحاء» التى أوصلته قائمة الأكثر تأثيراً فى العالم بعد عام ونصف العام من تأسيسها، يفقد بريقه داخل مستشفى الدمرداش الجامعى الحكومى، الذى يفتقد مقومات التطور، فضلاً عن نقص الأسرة والأماكن غير الكافية فى ظل تزايد أعداد المرضى يومياً. * عشاء فى الظلام عودة بالزمن قليلاً.. لم يألف صاحب الستة وعشرين ربيعاً حياة طالب الطب العادية خلال سنوات الكلية، يقول: «حياتنا من الدروس للامتحانات وفى الآخر تعيد السنة، وتقعد 7 سنين مش بتعمل فيها حاجة»، فالعيش داخل طب عين شمس، مثل ما يقول فى حواره مع «الوطن»، صعبة ومملة ولا تقدم للطالب سوى قدر ما يصنع منه طبيباً يفيد شخصه، ومن هنا قرر الانضمام للمجتمع المدنى لمحاولة إيجاد دائرة يستطيع فيها تقديم المساعدة من خلال مجال الصحة تخصصه، خصوصاً فى «التوعية والطب الوقائى»، لما لديه من قناعة أن المريض المصرى يجهل القدر الكافى من المعلومات عن المرض وعلاجه. يضيف: «الناس فى مصر معندهاش المعلومات البسيطة عن المرض وتأثيره على صحتهم وتأثير علاجه فى نفس الوقت على جسمهم وهو ما ولد الفكرة السائدة بأن الثقافة الصحية حكر على الأطباء، لو عيان أروح لدكتور، مش عيان مش لازم أعرف أى حاجة». توجه إلى «الجمعية المصرية لدارسى العلوم الصحية»، ليتعرف «زعزوع» على اللبنات الأولى للعمل بالمجتمع المدنى، خلال فترة الجامعة، وتعامل آنذاك مع قضية حقوق المكفوفين، وقدم أبرز تجاربه «عشاء فى الظلام» التى دعا من خلالها برفقة زملائه بالجمعية عدداً من مشاهير المجتمع لحضور عشاء فى ظلام دامس، بجانب عدد من الأطفال المكفوفين، لمعايشة معاناتهم وأزمتهم، وخلق شعور حقيقى بمعاناة الكفيف. وخلال تناول وجبة واحدة فقط أثناء ذلك العشاء، التف الأصحاء من الحاضرين حول الأطفال المكفوفين، ولكن تلك المرة كانوا هم من فى حاجة إليهم، فالوضع كان أصعب مما تراءت لهم خيالاتهم، ف«زعزوع» والقائمون على العشاء تعمدوا صناعة معايشة حقيقية لواقع المكفوف، من إعداد قوائم الطعام بطريقة «برايل»، وحتى التعرف على الأطعمة من خلال حاسة اللمس نهاية باستخدام الأطباق والمعالق. * الزقة الأولى: «سندوتش فول وطعمية» بعد إكمال عامه الجامعى الأخير، قرر «الجراح» صاحب فوربس، أن يستمر فى حقل التوعية الصحية ولكن تلك المرة من خلال جمعية يؤسسها، فكانت «مصريون أصحاء»، التى أنشأها بمعاونة الأعضاء العشرة المؤسسين، فى مقدمتهم والدته وزوجته وأصدقاء المدرسة والجامعة، وفور تخرجه فى كلية الطب أودع مبلغاً مالياً كبيراً فى حسابها بالبنك كانت أولى نفقاتها ليتسنى موافقة الجهات الأمنية على فتح الجمعية، فكانت «الزقة الأولى»، حسب قوله، فحالة عائلته الميسورة مكنته عن غيره من زملائه الأطباء الذين لا تتعدى رواتبهم فى أفضل الأحوال ألفى جنيه، من توفير المال اللازم لبداية الخطوات الأولى. «ناس كتير أحسن منى وتقدر تقدم خدمات للناس بشكل أفضل بس مرتباتهم الضعيفة متمكنهمش من توفير الفلوس اللى تدعم مشروع زى ده فى بدايته»، يقول زعزوع. «انت عارف الطفل ده محتاج إيه؟ محتاج ياكل سندوتش فول وطعمية»، خرجت تلك الكلمات عن أحد مديرى المبيعات، الذى لجأ إليه «زعزوع» باحثاً عن الدعم المادى لجمعيته، وقابل الفكرة الوليدة لتوعية الأطفال ضد الأمراض من خلال كتب «التلوين»، بالسخرية. يردف المدير بوجه مكفهر: «لو عايز تعمل حاجة زى كده أنا هديك الفلوس ولو شوية كتب تلوين كده مش هديك حاجة». تلقى «زعزوع» كلمات مدير المبيعات، بوجوم ووجه شاحب، ولم يصبه القنوط بل زاده حديثه وسخريته إصراراً على فكرته وإيماناً بها، التى ذاع صيتها فيما بعد، ووزعت كتب التلوين خلال عام ونصف العام على 50 ألف طفل فى مصر حتى الآن وطبعت فى الهند والبرازيل والكويت، وكانت بداية الطريق إلى قائمة الأكثر تأثيراً فى العالم، التى حل فيها فى المركز التاسع والعشرين بين ثلاثين شخصاً أقل سناً من ثلاثين فى العالم. يقول «زعزوع»: الفكرة السائدة فى مصر عن التوعية الصحية خاطئة للأسف، فالطفل المريض يحتاج آلاف الجنيهات للعلاج وفى بعض الأحيان لملايين، ولكن بعدة آلاف يمكن وقف حنفية المرضى المفتوحة فى مصر وتوعية ملايين الأطفال، بفيديو واحد أو كتاب، فأهمية علاج المريض لا تقلل من ضرورة توعية الأصحاء. اختار «زعزوع» وفريق عمله، الأطفال كحقل للعمل على التوعية، يقول: «هم المستقبل، وخلق جيل واعٍ أفضل من البحث وراء الكبار، كما يجذب آباءهم لمعرفة طرق الحفاظ على حياة أبنائهم»، وضرب مثالاً بالتوعية بعدم التدخين فى الأماكن المغلقة، خصوصاً المنازل، لحماية صحة الأطفال، والوقاية من الالتهاب الرئوى، فمنها يستفاد الطفل من إقلاع والده عن التدخين بالمقام الأول، ويرحم رئة الوالد من دخان السجائر ولو لفترة مؤقتة. كان يجب على «زعزوع» البحث مع فريق عمله عن شىء جديد لكسر الثقافة السائدة عن التوعية لدى العامة، واستخدام طرق وأدوات مبتكرة، لم يعتد عليها المستهدفون من التوعية فى الشارع، وخلق رغبة لدى المتلقى للانجذاب للتجربة الوليدة. يقول: «عايزين الناس هى اللى تحب تقرب تتعرف على تجربة التوعية مش انت اللى تروح تتحايل عليهم عشان يشوفوها ويستجيبوا ليها». «الطفل الغنى والطفل الفقير الاتنين عايزين يلعبوا ومحتاجين توعية، واللعب هو الطريق الأمثل للتعلم وبناء ثقافة مختلفة»، هكذا ساق «زعزوع» سبب اختيار فكرة كتاب تلوين فى البداية، التى تهتم بالمقام الأول باللعب والترفيه ويطرح من خلالها معلومات حقيقية وسليمة، كشخصيات قصة «منتصر ينتصر» التى طرحها من خلال كتاب التلوين الأول له، فالأشرار فى القصة «هيمو» اختصار لفيروس «هيمفلس» وهو الخاص بالأنفلونزا، ونيمو «واستكتبلتس نيمنى»، وهى البكتيريا المسببة لمرض الالتهاب الرؤى. يوضح: الهدف من اختيار اسم بطل القصة أن يكون عربياً فى المقام الأول، وسهلاً للأطفال، وطرح فى البداية «زكريا والبكتيريا»، ولكن حدد التوعية فى الأمراض التى عدوتها تنتقل بالبكتيريا وهو ما أدى لاستبعاده والاستقرار على «منتصر» لينتصر فى كل حلقة على نوع من أنواع المرض المختلفة. كان لدى فريق «مصريين أصحاء» أسباب واضحة، ودافع للبداية بمرض «الالتهاب الرؤى»، ومحاولة تقويض انتشاره والحد من طرق العدوى منه. فالمرض هو القاتل الأول فى العالم للأطفال تحت خمس سنوات، بمعدل مليون ونصف المليون حالة وفاة للأطفال فى العالم جراء هذا المرض فقط. طفل كل عشرين ثانية يموت نتيجة العدوى به، و98% من وفيات المرض فى الدول النامية. * عزبة «الطوايلة» وهوس التطعيم الإسرائيلى فى «عزبة الطوايلة» بعين شمس، خرجت شخصية «منتصر ينتصر» للنور للمرة الأولى من خلال حملة لتوعية الأطفال من مرض الالتهاب الرئوى. يقول «زعزوع»: «عملنا مسابقة لأهالى المنطقة، واللى ميعرفهوش إنها مكنتش مسابقة بالمعنى الحقيقى، فالهدايا كانت على قد الناس كلها، والكل روح مبسوط، والأسئلة كانت من المعلومات اللى لونها أولادهم قدامهم فى كتب التلوين، ولكن لجذب انتباههم، فكنا عايزين الكل يروح بيته عارف المعلومة وفى الآخر الكل هيكسب». قبيل رحيل الفريق عن العزبة العشوائية، خرجت عليهم إحدى السيدات بملابسها الرثة، تتسارع خطواتها، سيدة خمرية اللون، تعانى من ضيق العيش والذهن معاً: «بيقولوا فى التليفزيون إن التطعيمات خارج وزارة الصحة مسممة، وجاءت من إسرائيل»، همهمات صاحبت الجموع الملتفين حول فريق العمل، ينظرون إلى ما حصدوه من جوائز والكتب التى بين أيدى أطفالهم، تتبدل نظرات السعادة، بتوجس وخوف، ولكن يخرج «زعزوع» بابتسامته الهادئة يطمئن روعهم، ويخبرهم أن التطعيمات التى لا توفرها وزارة الصحة لمرض الالتهاب الرئوى موجودة الآن فى عدد من المستشفيات الحكومية ما وفرته التبرعات التى جمعها فريقه ونقلوها إلى المستشفيات، ليخرج من أصعب المواقف، التى قابلتهم فى عمله الأول فى الشارع وبين العشوائيات. يعود الفريق إلى مقر الجمعية، يعاودون ما استفادوه، يقف الطبيب الشاب فى زهو من نجاح التجربة الأولى: «علينا أن نضع حلولاً تتناسب مع المكان التى تقوم فيه الحملة»، ويتجه إلى طاولة العمل، يبدو سعيداً ومستعداً بشكل خاص لعمل آخر لن يكون أصعب: «لازم نفرق بين التعامل بين فئات المجتمع، فالتعامل وسط العشوائيات يختلف عن حملات التوعية فى الأندية والمدارس، والتوعية داخل المدارس الحكومية تختلف عن المدارس الخاصة». حين يعود «زعزوع» بعد كل حملة وكل نجاح يصبو إليه، تقابله والدته تعقد حاجبيها، وأساريرها منقبضة، وبصوت متهدج، تقول له: «مش هتبطل يا بنى تضيع وقتك وتركز فى شغلك؟»، فهى كغيرها من العامة لا يملكون قناعة مطلقة بالعمل التطوعى، وهو إشعار عن أزمة أخرى تواجه فريق الجمعية فى محاولة إقناع المتطوعين باستمرار المشاركة فى عمل تطوعى خارج عن دراستهم، ولا ينتطرون منه أى أرباح. * «منتصر» ينتصر على «هيمو ونيمو» «منتصر» ينتصر دائماً مع انتهاء كل طفل من تلوين القصة فى كتاب «مصريون أصحاء»، ومن طفل إلى آخر بات العدد لا يستوعب طاقات «زعزوع». يقول: «كنا عايزين نطور من الفكرة، عدد المتطوعين بقى 600، ولينا فرق فى 12 محافظة، فكرنا نعمل مسرح عرايس، ويتحول منتصر فى رسمه فى كتاب لعروسة تتحرك وتتكلم وتوجه الأطفال. ومع بداية فكرة مسرح العرايس تضاعف عدد المتطوعين بالجمعية، واستطاع الفريق تدريب وتمرين 1600 متطوع للعمل بشكل منفصل وبشكل فردى. وفى مسرح العرايس بدل ما المتطوع يعطى الطفل كتاب، يشرح له قدام كل متطوع 100 طفل قابع أمام المسرح، وفى كل حملة داخل عشوائية أو مدرسة وحضانة، يخرج معنا مسرح عرايس متنقل، بجانب الكتب». بملابس مخططة بالأسود والأبيض يتجول «هيمو ونيمو» على المائدة بين الأطعمة، بعيونهم الجاحظة وشكلهما الفظ، ولونهما الأخضر، ينفثون أنفاسهم داخل الأرغفة أحياناً، والخضراوات أحياناً أخرى، يؤدون مهامهم على أكمل وجه. ولكن حين يرفع الطفل عينيه عن شاشات التلفاز التى كان يتابع خلالها منتصر وهو ينتصر، يسقط منه الطعام على الأرض سهواً، فتهم الأم لالتقاطه على الفور، فما كان من الطفل إلى أن يرد: «لا يا ماما ده بقى فيه هيمو ونيمو»، فالذاكرة البصرية للطفل ما زالت تحتفظ بالمعلومات عن المرض والفيروسات التى تحيط به وطرق الوقاية منها، فيرفض تناوله، بعد مشاهدة الفيلم الكرتونى «منتصر ينتصر»، فى تطور جديد لعمل الجمعية. «كان لزاماً علينا التوسع فكان البحث عن عمل فيلم كارتون، ليتحول منتصر إلى شخصية كرتونية تنتصر بشكل بصرى على الأمراض وتحارب البكتيريا المسببة لمرض الالتهاب الرئوى»، ولكن فيلم واحد حصيلة ما خرج به الفريق بعد عمل عام ونصف العام، يطمح الطبيب الشاب وفريقه إلى الاستفادة من ترتيب فوربس لإنتاج أكبر قدر من الحلقات الأخرى، والبحث عن دعم مادى، خصوصاً فى ظل التكلفة المادية الكبيرة التى لا تستطيع الجمعية تحمل نفقاتها، ويحلم «زعزوع» لإنتاج سلسلة حلقات تعرض فى رمضان. بعد دخول الجراح المصرى «زعزوع» فى ترتيب الشخصيات الأكثر تأثيراً على مستوى العالم، لم يجد أى اهتمام من الحكومة، أو محاولة للاستفادة من تجربته الوليدة، رغم عمله داخل أحد المستشفيات الحكومية، يقول: «شغلى بيغطى تقصير الحكومة، إزاى ممكن يهتم بيها أو يحاول يظهرنى أو يكرمنى أو يدينى اهتمام، وعملى فى المجتمع المدنى دائماً ما يحاول تعويض ما يعانى منهم المجتمع من تراجع دور الدولة»، وهو نفسه السبب الذى برر به «زعزوع» عدم ظهور أى كوادر شابة داخل البلاد إلا من خلال تكريم أو ترتيب خارجى أو دولى، قبلها لم يكن يشار إليه. * «شيخوخة الدولة و19 جنيه بدل عدوى» «نائب جراحة يعنى طبيب مقيم فى المستشفى وبتحمل طوارئ الحوادث أسبوع كل شهر»، يشرح «زعزوع» عمله داخل المستشفى الحكومى، والمعاناة التى اعتاد عليها يومياً بين جنبات «الدمرداش». يضيف: «نقص عدد الأسرة عن عدد المرضى، وعدم توفير الأمن اللازم لحماية الطبيب، فضلاً عن تجهيز المستشفيات بالمعدات المتطورة، تفيد المرضى بشكل أفضل نتيجة، وكلها مطالب وكلها أزمات تقوض التأثير الذى صنعه داخل المجتمع المدنى، وتمنع إضافته داخل المستشفى الحكومى الذى أقضى فيه ليالى. يصمت بغتة، ويعاود الحديث ولكن بصوت يبدو أكثر غضباً، عن حالة الأطباء زملائه رفقاء الدرب. يقول: تختلف الطغمة الحاكمة، ويظل حال الطبيب كما هو، «شيلنا الجزء الصعب من الثورة ومع ذلك محدش قدرنا»، ويستطرد بابتسامة ساخرة: «الشرطة مرتباتها زادت، رغم أن الثورة قامت عشان ظلم الداخلية، وإحنا زى ما إحنا.. بدل عدوى الطبيب 19 جنيه فى الشهر وفى أعلى مكان 29». الجراح الشاب يبرر عدم انضمامه للإضراب: «لو أضربنا كام واحد هيموت؟»، فموقعه فى مستشفى جامعى هو الملجأ للمرضى حال إضراب المستشفيات الحكومية الأخرى لا يمكنه من الانضمام للإضراب الجزئى الذى أعلنته النقابة قبل أيام «مش معنى إنى مش عارف أضرب عشان فيه ناس هتموت، متجبليش حقى». اختلجت عيناه وقتما أرسلت له «فوربس» قبل أيام بريداً إلكترونياً، يطالبه بالدخول إلى رابط إلكترونى بداخله الإعلان عن قائمة الثلاثين الأكثر تأثيراً فى العالم، دون ترشيح منه، ولكن زج إليها بجانب البحرينية إسراء الشافعى، التى أسست منتدى على الإنترنت لشباب الشرق الأوسط، ومصمم الملابس الإماراتى، أحمد عبدالرحمن. وبعد عمله الذى بدأ بكتب تلوين للأطفال، وأفضى به إلى تلك المرتبة العالمية يجلس منتشياً، ويقول: «مكنتش متخيل إننا نوصل للمرحلة ديه، وإننا اخترنا الطريق الصح، وبعد ما قررنا نشتغل فى حاجة محدش بيعملها فى مصر غيرنا».*