"خد بالك.. ممكن يجيب سرطان، بس خده عادي"، جملة غريبة تلقتها "الوطن" وهي تبحث في بعض الصيدليات عن عقار "زانتاك"، المحظور تداوله في الصيدليات، تطبيقا لقرار الإدارة المركزية لشؤون الصيدلة التابعة لوزارة الصحة والسكان، للتأكد من عدم وجوده. وحظرت وزارة الصحة تداول ال"زانتاك" ضمن 20 دواء آخر تدخل في تصنيعها المادة الخام الفعالة "الرانتيدين"، والمحظورة من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لشبهة احتوائها على نسب قليلة من شوائب مادة مسرطنة. اتصال هاتفي أجرته "الوطن" ب5 صيدليات كبرى، لطلب الأدوية المحظورة، وباءت 4 منها بالفشل في الحصول على هذه الأدوية، بعد أن أكدت الخدمة الصوتية عدم توافر الأدوية المذكورة وسحبها من الصيدلية بالفعل، لكن المفاجأة أنه في الاتصال الخامس وافقت صيدلية على بيع العقار المحظور، وهو ما رصدته "الوطن" في تحقيق مصور بالفيديو، حيث أوصلت الصيدلية دواء "زانتاك" المحظور تداوله إلى مقر الجريدة مستخدمة خدمة التوصيل المجاني. لم يقتصر الرصد على الطلب التليفوني، أعقبته "الوطن" بجولة في عدد من الصيدليات في أماكن متفرقة في محافظة الجيزة، رصدت الجولة بالصوت والفيديو توافر الأدوية التي جرى حظرها من قبل وزارة الصحة، في بعض الصيدليات، وبرر أحد الصيادلة توافر تلك الأدوية لديه بأن "الصحة" قررت حظرها، لكنها لم تسحبها من الأسواق لذا "فهو وغيره من الصيادلة" لا زالوا يبيعونها، مشيرا إلى أن "راني" و"زانتاك" تحديدا هما الأكثر طلبا. الجولة رصدت تعامل بعض الصيادلة مع المرضى طالبي "زانتاك وراني"، حيث يقوم الصيدلي بتوضيح المخاطر قبل بيع الدواء، وقال أحدهم: "عشان تبقي عارف المادة دي مؤخرا اكتشفوا أنها ممكن تسبب السرطان بس الكلام ده لسه مش أكيد"، فيما رد صيدلي آخر "خده عادي مفيهوش حاجة ما إحنا بنبيعه أهوه".