من ضمن الشروط التى نص عليها قانون الانتخابات الرئاسية: ألا يكون المرشح مصاباً بمرض بدنى أو ذهنى يؤثر على أدائه لمهام رئيس الجمهورية. لا خلاف على قيمة هذا الشرط، فالأعباء الجسام الملقاة على عاتق رئيس الدولة تجعل من المناسب أن يكون فى أعلى درجات اللياقة الذهنية والبدنية، لكن هناك عدة أسئلة تستحق الإجابة عنها عند النظر إلى هذه المادة. السؤال الأول: ما الأمراض البدنية التى يمكن أن تحول ما بين شخص معين وبين الترشح للرئاسة؟ على سبيل المثال هل تحول بعض الأمراض المزمنة التقليدية المعروفة التى ترعى فى «جتت» المصريين، مثل الضغط والسكر وغيرها، تدخل ضمن قائمة الأمراض التى تحول بين الشخص والترشح؟ لقد نص القانون على ضرورة ألا تقل سن المتقدم للرئاسة عن أربعين عاماً. ومن الشائع فى مصر أن من يزيدون على هذا العمر هم فى أغلبهم من المصابين بأمراض الضغط أو السكر أو من المعرضين لهذه الأمراض. ومن اللافت للنظر أن الكثير من المصريين ممن تزيد أعمارهم على الأربعين يتعاملون مع الضغط والسكر كأمراض طبيعية ويعتبرونها قدراً مقدوراً لمن بلغ هذا العمر. وإذا راجعنا المعلومات التى تداولتها وسائل الإعلام خلال انتخابات الرئاسة 2012 حول الحالة الصحية للمرشحين، فسوف ندرك أن النسبة الأكبر منهم كانت تعانى من أحد هذين المرضين فى أقل تقدير! السؤال الثانى: ما المقصود بالأمراض الذهنية؟ أظن -والله أعلم- أنها تختلف عن الأمراض الذهانية التى ترتبط بالتأخر العقلى. هل الأمراض الذهنية تشمل بعض الأمراض النفسية كالعناد والعصبية والاكتئاب والارتباك والتململ وغير ذلك من أمراض قد يؤثر بعضها فى الأداء العقلى للشخص؟ وفى حدود علمى أن ثمة علاقة بين نوعية معينة من الأمراض البدنية والأمراض الذهنية، فهل سيتم استبعاد الشخص الذى يعانى من مرض بدنى معين يحتمل أن يكون له تأثير فى المستقبل -بعد توليه الرئاسة- على صحته الذهنية من الترشح فى الانتخابات، حفاظاً على مستقبل الأجيال القادمة، أم سيتم إعمال قاعدة: «لماذا لا نظلم جيلاً أو اثنين من الأجيال التى تعيش حالياً حتى نضمن مستقبل الأجيال القادمة»، خصوصاً إذا اتصل الأمر بشخص معين؟! السؤال الثالث: هل هناك شروط معينة وضعتها اللجنة العليا للانتخابات للجهة أو اللجنة التى ستكون مسئولة عن توقيع الكشف الطبى على المرشحين؟ وما معايير اختيار أعضاء هذه اللجنة، والشروط الواجب توافرها فى أعضائها، والضمانات التى تكفل نزاهتها وغير ذلك من أمور؟ فى تقديرى أن هناك ضرورة فى أن تجيبنا اللجنة العليا للانتخابات عن هذه الأسئلة، درءاً للقيل والقال، وكثرة الأقوال التى تتردد حول أن هذا الشرط وضع خصيصاً لاستبعاد مرشح معين أو أكثر، خصوصاً أن المرض يمكن أن يصيب الإنسان فى لحظة.. والصحة الظاهرة ليست شاهداً فى بعض الأحوال على حسن الأداء أو تواصل الحياة.. والمثل المصرى يقول: «إيش حال عيانكم.. قالوا: سليمنا مات»!