أعرب عدد من العسكريين وخبراء المياه عن رفضهم لما أعلنته إثيوبيا على لسان أحد مسئوليها مؤخراً، من أن إسرائيل ترغب فى التوسط لإيجاد توافق بين أديس أباباوالقاهرة فيما يتعلق بأزمة «سد النهضة»، معتبرين أن «تدخل تل أبيب سيصبح ذريعة لها للتدخل المباشر مستقبلاً فى شئون أفريقيا ودول حوض النيل، وهو بمثابة خطر داهم على الأمن القومى المصرى». قال اللواء ممدوح قطب وكيل جهاز المخابرات الأسبق لمنطقة حوض النيل «إن تدخل إسرائيل بين مصر وإثيوبيا فى أزمة سد النهضة لن يكون بلا ثمن، لذا لا بد من رفض هذا التدخل جملة وتفصيلاً، لأنه استغلال للموقف ومحاولة للحصول على مكاسب اقتصادية وسياسية عن طريق إنشاء شركات زراعية فى الأراضى الإثيوبية، خاصة أن الدولة العبرية تعمل منذ زمن للحصول على المياه، حيث سبق لها أن حاولت الحصول على الماء من تركيا لكنها فشلت، كما حاولت التفاوض مع الرئيس الراحل أنور السادات لمدها بمياه النيل عن طريق ترعة السلام لكنه رفض، ويبدو أن أزمة سد النهضة أعادت حلم تل أبيب القديم إلى الوجود مرة أخرى». من جانبه، قال اللواء الدكتور نبيل فؤاد الخبير العسكرى «إن إسرائيل غير مهيأة للتدخل بين مصر وإثيوبيا؛ لأن لها تاريخاً من النزاعات والحروب مع العرب عامة ومصر خاصة، ولذا فمن غير الوارد فى السياسة المصرية أن تستعين القاهرة بتل أبيب فى حل مشكلاتها مع بعض دول حوض النيل، فلن تسعى الدولة المصرية بنفسها أبداً لإتاحة الفرصة لإسرائيل من أجل تحقيق هذا الوجود فى أفريقيا خاصة خلال المرحلة المقبلة». من جهته، قال اللواء محمد طلبة الخبير الاستراتيجى «إن الصهاينة علمونا طوال تاريخهم مع العرب ومصر أنهم لا يقومون بأى خطوة دون مقابل، خاصة فى مجال المياه، حيث إن أطماعهم قديمة فى مياه النيل»، مشدداً على ضرورة رفض المطالب الإسرائيلية؛ لأنها فى غير صالح الأمن القومى العربى وتعزز الوجود الإسرائيلى فى حوض النيل. وأكد الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الرى الأسبق أنه «لابد أن يكون هناك رد قاطع من الجانب المصرى برفض أى تدخل إسرائيلى فى حوض النيل، لما للأزمة من تأثير على الأمن القومى المصرى، مع العلم أن إثيوبيا توجه رسالة غير طيبة إلى مصر من خلال الإعلان عن تدخل إسرائيل فى أزمة السد. من جهة أخرى، قال مصدر مسئول بوزارة الرى ل«الوطن»، «إن مصر لن تقبل مطلقاً بالتدخل الإسرائيلى لتسوية الأزمة مع إثيوبيا». وأضاف المصدر أنه «لا يستبعد التدخل الإسرائيلى لدعم إثيوبيا فى الأزمة خلال مراحل بناء السد، خاصة أن يهود الفلاشا فى إسرائيل، وهم من أصل إثيوبى، يقدمون دعماً مادياً للسد من خلال سفارة أديس أبابا فى تل أبيب».