تشهد أوكرانيا اليوم، تجمعات في الذكرى المئوية الثانية للشاعر الشهير تاراس شيفتشينكو، في كييف والقرم، من أجل التأكيد على سيادة البلاد، بينما يسيطر جنود روس على شبه الجزيرة. وستنظم في كييف، التظاهرة، في حديقة تاراس شيفتشينكو، وسيليها حفل موسيقي في ساحة الميدان، التي شهدت التظاهرات، التي أدت إلى سقوط الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. وسيشارك القادة السياسيون الجدد، بمن فيهم الرئيس الانتقالي أولكسندر تورتشينوف، ورئيس الوزراء آرسيني ياتسينيوك، في هذا التجمع، الذي يعد اختبار قوة، لتأكيد وحدة وسلامة أراضي البلاد، وسيادة أوكرانيا. وستجري تظاهرات مماثلة في القرم، في سيمرفوبول، عاصمة الجمهورية، التي تتمتع بحكم ذاتي، وسيباستوبول ، المرفأ الكبير، الذي يضم مقر الأسطول الروسي للبحر الأسود. وما زال التوتر كبيرا، في شبه الجزيرة، حيث يتحدى البرلمان المحلي سلطة كييف، وكذلك في دونيتسك حيث من المقرر تنظيم تظاهرتين، واحدة للموالين لروسيا، وأخرى لأنصار السلطات الأوكرانية الجديدة. وتظاهر آلاف من أنصار التقارب مع روسيا، في الأيام الأخيرة، في شرق أوكرانيا، وخصوصا في دونيتسك وخاركيف. وفي المقابل، تظاهر بضع مئات من أنصار سيادة أوكرانيا، أمس، في سيمفروبول، في حدث نادر، في قلب المنطقة الانفصالية، التي ستنظم في 16 مارس، استفتاء، حول إلحاقها بروسيا. وبعد فشلهم مرتين، الخميس والجمعة، حاول المراقبون الدوليون ال54، الذين أرسلتهم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، للمرة الثالثة، أمس، من دون جدوى، دخول شبه جزيرة القرم، التي أصبحت منذ فبراير، تحت سيطرة القوات الروسية. واضطر موكب المراقبين المدنيين والعسكريين، غير المسلحين للعودة إدراجه، عند اقترابه من معبر آرميانسك ، أحد محورين للطرق، يسمحان بدخول القرم، وقد وجه مسلحون ببزات مرقطة، أسلحتهم إلى الموكب، ثم أطلقوا النار في الهواء، ثلاث مرات. وتهدف هذه البعثة، التي جاء أعضاؤها من 29 بلدا، إلى خفض التوتر، ودبلوماسيا، لم يتمكن الغربيون والروس من التوصل إلى مخرج لأسوأ أزمة في العلاقات، بين الجانبين منذ 1991، على الرغم من المشاورات المكثفة. وحذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، نظيره الروسي سيرجي لافروف، خلال مكالمة هاتفية، أمس، من أن استمرار تصعيد الوضع في أوكرانيا، يغلق الباب أمام الدبلوماسية، داعيا موسكو إلى:"ممارسة أعلى درجات ضبط النفس"، كما أعلنت واشنطن. وأوضح مسؤول في الخارجية الأمريكية، أن:"كيري قال للافروف أن، استمرار التصعيد العسكري والاستفزاز في القرم، أو في سواها من المناطق الأوكرانية، وكذلك أيضا الإجراءات الروسية، الرامية إلى ضم القرم، من شأنها أن تغلق الباب، أمام الدبلوماسية". وكانت وزارة الخارجية الروسية، أعلنت عن هذا الاتصال، موضحة أنه تم، بمبادرة من كيري واتفق خلاله المسؤولان، على متابعة اتصالاتهما المكثفة، لإفساح المجال أمام التوصل إلى تسوية للأزمة الأوكرانية". ومن جهته، عبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والقادة الأوروبيون، الذين تباحث معهم هاتفيا، صباح أمس، حول الوضع في أوكرانيا، مجددا عن:"قلقهم الشديد إزاء الانتهاك الواضح للقانون الدولي، من قبل روسيا". وقال البيت الأبيض، في بيان إن:"القادة جددوا تأكيد "دعمهم لسيادة أوكرانيا، ووحدتها الترابية". واتصل أوباما، الذي يمضي نهاية الأسبوع في كي لارجو ، بولاية فلوريدا (جنوب شرق)، برئيسي وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون وإيطاليا ماتيو رينزي، وكذلك بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. كما عقد أوباما، مؤتمرات عبر الهاتف، مع رئيسة ليتوانيا داليا جريبوسكايتي، ونظيريها اللاتفي أندرس برزينس والاستوني توماس هندريك إيلفس. وفي باريس، أعلنت الرئاسة الفرنسية، بعد الاتصال بين أوباما وهولاند، أن:"فرنساوالولاياتالمتحدة، تنويان، في حال عدم تحقيق تقدم نحو إيجاد تسوية في أوكرانيا، اتخاذ إجراءات جديدة، تستهدف روسيا". وقالت إن:"رئيسي الدولتين، شددا على ضرورة قيام روسيا، بسحب قواتها، التي أرسلتها إلى القرم، منذ نهاية فبراير الماضي، وعلى ضرورة القيام بكل ما هو ممكن، لنشر مراقبين دوليين، في أوكرانيا". وأعلنا أنه:"في حال لم يتم تحقيق تقدم في هذا الاتجاه، فإن إجراءات جديدة ستتخذ، وستؤثر بشكل كبير على العلاقات بين المجتمع الدولي و روسيا، الأمر الذي لن يكون في مصلحة أحد". أما موسكو، فقد أعلنت أنها تعتزم تعليق عمليات التفتيش الأجنبية لترسانتها، من الأسلحة الاستراتيجية، ردا على التهديدات الأمريكية، ومن حلف شمال الأطلسي، بشأن الأزمة في أوكرانيا. وتتم عمليات التفتيش، في إطار معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية، المبرمة مع الولاياتالمتحدة، ووثيقة فيينا، بين الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وقبل ذلك، أكد لافروف، أمس، أن:"روسيا مستعدة لبدء حوار نزيه، وعلى قدم المساواة، مع الدول الأجنبية، حول الأزمة في أوكرانيا". وقال لافروف، في مؤتمر صحفي متلفز في موسكو، مع نظيره الطاجيكي:"إننا منفتحون لحوار نزيه وموضوعي، على قدم المساواة مع شركائنا الأجانب، لإيجاد طريقة لمساعدة أوكرانيا، على الخروج من الأزمة"، في إشارة واضحة إلى الغرب.