جريمة ال90 يوما في قنا.. حكاية 4 قتلوا نجاح وأحمد ودفنوهما في "الأسمنت"

ظنوا أن أمرهم قد انتهى ولن ينكشف سرهم يوما، إلا أن الرياح جائت بما لا تشتهي السفن، توصلت التحريات إلى خيوط جريمة قتل سيدة وطفل ودفنهما في مقبرة أسمنتية 90 يوما داخل مزرعة بناحية الخرابيش بقرية الزوايدة، بمركز نقادة بقنا.
تبين لرجال الأمن، أن منفذي الواقعة 4 متهمين، بينهم نجل صاحب المزرعة، وأنهما استدرجوا الضحية لسرقة مشغولاتها الذهبية، وأثناء قتلها شاهدهما الطفل فقتلوه، وحفروا حفرة ودفنوا الضحايا فيها، وبعدها صبوا كمية من الأسمنت عليهما وفروا هاربين، حيث أمكن ضبط المتهمين الأول والثاني، بينما تمكن المتهمان الثالث والرابع خارج البلاد.
تفاصيل الجريمة المروعة، جاءت طبقا لما ورد في تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية، والتي جرت بمعرفة ضباط قطاع الأمن العام والنيابة العامة، تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام.
وجاءت نتائج تحقيقات الأجهزة الأمنية، كالتالي: "صباح يوم 2 يونيو من الشهر الماضي، تبلغ لقسم شرطة نقادة، من "ج م أ " 53 سنة، سائق، و"سعد الدين ر" 59 سنة، مقيمان بناحية الخرابيش بقرية الزوايدة دائرة المركز" بغياب كلا من نجل الأول ويدعى "عمر"، طالب، 10 سنوات، وزوجة الثاني "نجاح ج"، 50 سنة، ربة منزل.
وما قرره الأول باختفاء ابنه حال لهوه أمام مسكنهما ولم يعود للمنزل مرة أخرى، وما قرره الثاني بذهاب زوجته إلى حظيرة ماشية خاصتهما، بالقرب من سكنهما بذات التاريخ وعدم عودتها.
وبدأت القوات في فحص البلاغات، ومناقشة أسرتي المجني عليهما، وفحص الخلافات ولم تتوصل إلى أي خيوط تقود فريق البحث لفك اللغز، حتى يوم الخميس الماضي.
تلقى المركز بعثور أهلية الغائبين على جثتيهما مدفونتين بأرضية حظيرة ماشية، ملك "عدلي ص" المجاورة لمحل إقامتهما.
وعلى الفور انتقلت قوة أمنية من المباحث إلى مكان الواقعة، وبدأت في استخراج الجثث في حضور النيابة العامة والطب الشرعي.
وتبين من خلال الفحص لمفتشي قطاع الأمن العام وقيادات إدارة البحث الجنائي بقنا، أن الجثث بكامل ملابسهما وفي حالة تعفن رمى متقدم، وقررت النيابة عرض المجني عليهما على الطب الشرعي لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، بعد أن أثبت المعاينة والمناظرة وجود آثار خنق حول الرقبة.
لم يمر 72 ساعة على واقعة العثور على الجثث، وتوصل فريق البحث الذي كلفه اللواء علاء الدين سليم مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام إلى مرتكب الواقعة، من خلال الفحص ومراجعة كاميرات المراقبة، وفحص خط سير الضحايا.
وأسفرت جهود فريق البحث المشكل برئاسة قطاع الأمن العام وبمشاركة مفتشي القطاع وقيادات إدارة البحث الجنائي، عن تحديد مرتكبي الواقعة، وهم كلاً من نجل صاحب الحظيرة محل العثور على الجثتين "أحمد ع"، 28 سنة، عاطل، و"الطواب ع م " 21 سنة، و"أحمد ح"، 24 سنة، سائق، و"حمادة ح ف"، 38 سنة، نجار مسلح، وتبين من خلال الفحص أنهم جميعا مقيمين بناحية الخرابيش بقرية الزوايدة محل الواقعة.
وأسفرت التحريات عن اختباء المتهم الأول بمنطقة الهرم قسم الأهرام بالجيزة، ومغادرة المتهمان الثالث والرابع للبلاد.
جرى استئذان النيابة العامة، وعقب تقنين الإجراءات جرى استهداف المتهمين الأول والثاني بمأموريات عدة برئاسة قطاع الأمن العام، وبمشاركة قيادات الإدارة العامة لمباحث الجيزة، تحت إشراف اللواء محمد الشريف مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، أسفرت عن ضبط المتهم الأول بمكان اختبائه وضبط المتهم الثاني بمحل إقامته.
بمواجهتهما، اعترفا تفصيلياً بارتكابهما الواقعة بالاشتراك مع باقي المتهمين. وقرر المتهم الأول باتفاقه مع باقي المتهمين على سرقة مصوغات المجني عليها الثانية، وفي سبيل تنفيذ مخططهما، استدراجها بتاريخ 1 يونيو الماضي لحظيرة الماشية "محل العثور"، حيث اعتدا عليها خنقا حتى الموت.
وحال ذلك تصادف وجود المجني عليه الثاني، في حظيرة الماشية للعب، وما أن شاهدهم حال ارتكابهم الواقعة، قاموا بخنقه خشية افتضاح أمرهم، واستولوا على المصوغات الذهبية الخاصة بالمجني عليها، ودفن جثتيهما بالحظيرة.
وعقب ذلك احتفظ المتهم الرابع بالمصوغات الذهبية لحين التصرف فيها بالبيع، وبمواجهة المتهم الثاني أيد ذلك وقرر بتحصله من المتهم الرابع على 25 ألف جنيه لحين تصرفه في المصوغات الذهبية بالبيع، واستكمل ثمن سيارة ربع نقل اشتراها.
وجرى تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة التي باشرت التحقيق، وقررت حبس المتهمين لمدة 4 أيام على ذمة التحقيق.