"هلاوس سمعية".. خبير نفسي يتحدث عن حالة قاتل أمين شرطة الزمالك

شاب من أسرة ميسورة الحال يستقل سيارته "المرسيدس 2019"، وإذا به يتوقف في أحد الشوارع بمنطقة الزمالك وينهال طعنا بالسكين على أمين الشرطة علي أحمد الشرقاوي، الذي كان يستعد لتسليم "الوردية" إلى زميل له، ولكنه سلَّم روحه إلى بارئها وراح ضحية شاب "مهتز نفسيا".
وقالت مصادر أمنية إن أمين الشرطة كان يباشر مهام عمله في تسيير حركة المرور في منطقة الزمالك، وفوجئ بأن المتهم هشام حازم نجيب يطعنه بسكين من الخلف، وتمكن بمعاونة المارة قبل أن تسوء حالته الصحية من الإمساك به، وبعدها حضر مجموعة من زملائه في أماكن قريبة منه وتحفظوا على المتهم لحين وصول قوة أمنية من قسم شرطة قصر النيل لتسلمه.
المتهم قد يوضع في مستشفى للأمراض العقلية والعصبية بسبب حالته النفسية، بحسبما قاله خبراء قانون عن مصير المتهم، الذي يعاني من الاضطرابات النفسية، والتي ظهرت على المتهم خلال ضبطه، وظهرت أيضا في اعترافاته عندما بدا مترددا في أقواله بين "قتلته وما قتلتوش"، وكذلك تبريره لجريمته قائلا: "هاتف جاني في المنام وقالي غز أي حد عشان أخلص من اللي بيغزني وأعرف أنام".
وأضاف المتهم: "ركبت العربية بتاعتي وهي مرسيدس 2019 وأول ما خرجت من الشارع اللي ساكن فيه لقيت أمين الشرطة واقف قدامي نزلت من العربية ومسكت السكين اللي جبتها من المطبخ وضربته".
وواصل قائلا: "ماكنتش بعرف أنام وكان في واحد بيغزني طول الليل وبعدين جاني هاتف وقالي غز أي حد وأنت ترتاح وتخلص من اللي بيضربك".
وتابع المتهم أنه لم يكن يعرف المجني عليه، ولم يخطط للانتقام منه وأن الجريمة حدثت بالمصادفة.
وعن التحليل النفسي للمتهم، قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية، إن المتهم يعاني من مرض عقلي وفصام تشككي يؤدي به إلى هلاوس سمعية ضلالية تعطي للمريض أوامر بالقتل أو بأي شيء، وهذه الضلالات تجعل الشخص يشعر بأن الناس تراقبه وتتحدث عنه، ويأتي مع هذه الضلالات اضطرابات في التفكير، فتزرع داخل المريض أفكارا غريبة.
وعن سبب الإصابة بهذه الهلاوس والاضطرابات، أوضح "فرويز"، في تصريحاته ل"الوطن"، أنها يمكن أن تكون إنزيمات تنتقل بالوراثة عبر 5 أو 6 أجيال، وتنشط هذه الهلاوس مع السخونية الشديدة من سن عام إلى 5 أعوام، وتنشط من سن 15 إلى 25 مع الضغوط والمواقف الحياتية.
وعن طرق العلاج من هذه الهلاوس، قال الاستشاري النفسي إن هناك أدوية حديثة "برشام وحقن"، أو الخضوع لجلسات العلاج والتي يتم فيها التخدير الكامل للمريض وإعادة تنظيم الموجات الكهربائية في مخ المريض، مؤكدا على سرعة علاج مرضى الهلاوس السمعية في وقت مبكر حتى لا تتدهور الحالة.