رأت مجلة "كومنتاري" الأمريكية، أنه من الصعب تحديد شخصية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهل بالفعل كان يعي ما يقوله في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس أم لا. وذكرت المجلة الأمريكية، اليوم، أن ملاحظات بوتين تظهر أن الغرب يتعامل مع شخصية ماكرة مستبده قاسية لا يخاف لي الحقائق لإرادته ولكن يبقى السؤال هل يعي هو نفسه من داخله الاختلاف بين قصوره المبنية على الرمال والواقع الذي نعيش فيه. وعلقت مجلة "كومنتاري" على تصريحاته قائلة: "لقد كانت تعليقاته قريبة إلى حدما من الكوميديا، فحينما قال: إن القوات التي استولت على القرم لم تكن روسية وكانت مجرد قوات دفاع عن النفس محلية اشترت زي عسكري روسي؛ لأنه بالنظر إلى دول الاتحاد السوفيتي سابقا من السهل الذهاب لأي محل وشراء هذا الزي العسكري وهذا يعنى أنهم ليسوا عسكريين روس، الأمر الذي يجعل أي شخص يتساءل لو كانت القوات في أوكرانيا ذهبوا للتبضع وشراء الزي العسكري فلماذا لم يشتروا الزي العسكري الألماني أو الأمريكي!. وفي تصريحه حينما وصف كل المحتجين ضد الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، على أنهم فاشيين ومعادين للسامية، فإن كانت هذه هي القضية فإنه من الغريب أن يلجأ نظام يانوكوفيتش لفكرة معاداة السامية معطيا تعليماته لشرطة مكافحة الشغب بأن المعارضة يتحركون تحت قيادات يهودية. وتابعت المجلة الأمريكية، في انتقاده واصفة إياه بالماكر، حينما قال: إن القناصة التي قتلت المتظاهرين لم يكونوا من قوات الأمن الأوكرانية بل كانوا محرضين من حزب المعارضة، وبالتالي فإن قوى المعارضة يقتلون أنفسهم!. وأشارت "كومنتاري"، إلى ما قاله بخصوص توقف عمل المعاهدات الروسية الأوكرانية التي تنص على احترام الأولى سيادة الأخيرة؛ بسبب ظهور دولة جديدة في أوكرانيا، فما العمل إذا ما ضمت "قوات الدفاع الذاتية المحلية"، والتي ضمت القرم إلى روسيا حاليا، شرق أوكرانيا كاملا. وحينما أشار بوتين بأصابع الاتهام إلى الولاياتالمتحدة وأنهم هم من وراء كل شيء وشبههم بأنهم يجرون كل أنواع التجارب على "الفئران"، علقت المجلة قائلة: إذا كانت واشنطن بهذه القوة فمن العجب أن تتمكن موسكو من الاستيلاء على القرم بهذه السهولة. وزعم بوتين في إحدى تصريحاته، أن واشنطن منافقة لانتقادها غزو روسيالأوكرانيا بالنظر إلى ما فعلته أمريكا في أفغانستانوالعراق وليبيا، غير أن المجلة قالت: إن روسيا هي نفسها التي صوتت في الأممالمتحدة على تفويض الولاياتالمتحدة بالقيام بغزو عسكري على أفغانستان وهي التي امتنعت أيضا عن التصويت في ليبيا وأن غزو العراق قد لاقي دعما دوليا كبيرا مقارنة بالتدخل الروسي في أوكرانيا التي لم يدعمه أي دولة اخرى. واختتمت مجلة "كومنتاري" الأمريكية قائلة: إنه من المفترض أن يقول بوتين مثل هذه الأمور لإضافة بعض المنطق لأفعاله، إلا أنها حجج واهية يقولها لشعبه، لتبرير العدوان على أوكرانيا فإن القائد الذي يتفوه بالكذبة تلو الأخرى دون شعور بالخزي ومع الاقتناع التام بما يفعله قادر على فعل أي شئ.