واصل محتجون مناهضون للحكومة اشتباكهم مع قوات الأمن الفنزويلية في العاصمة كاراكاس مساء أمس، في ظل استمرار أزمة سياسية تضرب البلاد في اليوم الثاني من عطلة وطنية. ولقي جندي في الحرس الوطني الفنزويلي حتفه أثناء الاشتباكات، حسبما أعلن الرئيس نيكولاس مادورو، لتصل حصيلة قتلى الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية إلى ثمانية عشر شخصا. وبرغم عطلة نهاية الأسبوع الطويلة التي تمتد ثلاثة أيام من احتفالات بالكرنفال الوطني، حافظت مظاهرات يقودها الطلبة على تواجدها في الشارع حتى الآن. وأغلقت متاريس متناثرة عدة شوارع في أجزاء متفرقة من كاراكاس حيث ألقى محتجون الحجارة والزجاجات وقنابل المولوتوف على قوات الأمن. وردت قوات الأمن بالغاز المسيل للدموع ومدافع المياه. وفي أماكن أخرى، أقام محتجون مخيمات تحتوي على كراسي شاطئ وأراجيح شبكية ومسابح مطاطية وشوايات ليبعثوا برسالة مفادها أنهم لن يحتفلوا بالكرنفال لكنهم عوضا عن ذلك سيلازمون الشوارع دعما لأقرانهم الذين يشتبكون مع قوات الأمن. وأمكن مشاهدة لافتات كتب عليها "لا لحم للشواية" و"فنزويلا - بلد غني فقير"، أمكن مشاهدتها في مخيم أقيم على أحد الأرصفة. وقام محتجون آخرون بالقرع على القدور والمقالي ورددوا هتاف "هذه الحكومة سوف تسقط!" بأحد الطرق الممترسة في كاراكاس. من جهته، أعرب الرئيس نيكولاس مادورو في اجتماع بالقصر الرئاسي، عن تعازيه في وفاة جندي الحرس الوطني جيوفاني خوسيه هيرنانديز بانتوجا الذي أردي قتيلا في مدينة بلنسيه الساحلية أثناء محاولته إزالة أحد المتاريس. وأصيب جندي آخر في الحرس الوطني بجرح ناري في الساق. وقال "مادورو": "كل تلك الأمور التي يفعلها (المحتجون) تهدف إلى استدراج قوات الأمن والناس إلى إتيان رد فعل عنيف. من أجل أن ينفذ صبرنا وندخل في حالة من الاضطراب العصبي الجماعي والكراهية الجماعية واستخدام القوة لتصبح السبيل الوحيد (للرد)، اللغة الوحيدة (للتواصل)". وفي ذلك السياق، أجرى مادورو جولة جديدة من اجتماعات السلام المتلفزة أمس، وأعلن عزمه على تنظيم مؤتمرات مشابهة في جميع الولايات. وغاب عن الاجتماع أعضاء المعارضة الذين يرفضون فتح حوار حتى يفرج مادورو عن المحتجين من السجون ويتوقف عن تضييق الخناق على الاحتجاجات. وبدأت الاحتجاجات في الثاني عشر من فبراير الماضي بسبب ارتفاع معدلات التضخم والجريمة ونقص المواد الغذائية الأساسية.