عجيبة هى شخصية «صبرى نخنوخ»، بلطجى الإسكندرية الشهير، فمنذ القبض عليه تتطاير الروايات عن علاقاته الوثيقة بالنظام السابق ووزارة الداخلية فى عهد حبيب العادلى، وكذلك عن طبيعته الشخصية التى تتسم بالثقة بالنفس والقدرة على الحسم، حسبما يقول من عاملوه، وما أظهرته تحقيقات النيابة معه. «الوطن» التقت واحدا من تلاميذه، رفض ذكر اسمه خوفا من نفوذ «نخنوخ»، حتى وهو داخل السجن، وهو واحد ممن عملوا معه لسنوات، لكنه تركه؛ لأنه «يخالف الدين والقانون» حسب قوله، لكنه ما زال يحتفظ بعلاقة صداقة بباقى تلاميذ «نخنوخ» والمتدربين على يديه. يقول تلميذ «نخنوخ»: إنه «شخص عادى للغاية لا تشعر وأنت تتحدث معه أنك أمام أهم وأخطر بلطجى قد تقابله فى حياتك، أما إذا تعامل مع خصومه فكلمته تكون «طلقة نار» يعرف كيف يؤدى بها مهمته بنجاح». أبرز أعمال «نخنوخ»، المرتبطة بالسياسة كما يرويها تلميذه، هى «الخطف» و«حماية رجال الأعمال فى الانتخابات» ويقول: «كانت له واقعة شهيرة فى انتخابات مجلس الشعب فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك وهى إحداث أعمال بلطجة بين المسعود، صاحب معارض للسيارات، وبين بدر القاضى، رجل الأعمال». ويؤكد تلميذ «نخنوخ» أن بلطجى الإسكندرية كانت له يد فى أحداث ماسبيرو الأخيرة وهو الطرف الثالث فى المشاجرات التى وقعت أيام الثورة، موضحا أنه كان صاحب علاقات قوية بالنظام السابق سواء إحداث البلطجة لصالح الحزب الوطنى المنحل أو حكومة نظيف السابقة، وعُرف عنه أنه كان اليد اليمنى لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، وكان ينفذ المهام الموكلة له على أكمل وجه، لدرجة أنه كان يوجد خلاف بينه وبين اللواء إسماعيل الشاعر وتدخل «العادلى» لحل هذا الخلاف، كما كان مسئولا عن تأمين أسرة «العادلى» أثناء ذهابها إلى المحكمة لمتابعة جلسات محاكمته. وآخر صفقة أجراها «نخنوخ»، وفق تلميذه، كانت صفقة سلاح من ليبيا أثناء أحداث الثورة وأدخلها مصر عن طريق التهريب، وباعها كلها، خاصة مع تزايد الطلب على السلاح آنذاك؛ بسبب حالة الذعر من الانفلات الأمنى. ومعروف فى أوساط البلطجية عن نخنوخ، حسب تلميذه، أنه كان ضمن المجموعات التى استعان بها النظام السابق فى انتزاع أرض مارينا من البدو، حيث دخل معهم فى حروب وقتال عنيف واستطاع أن يأخذ منهم أراضى مارينا والساحل الشمالى، ويستعين به بعض رجال الأعمال فى وضع اليد على قطع الأراضى التى يريدون الاستيلاء عليها. ويكشف تلميذ «نخنوخ» عن هوية 3 من بين ال5 المقربين جدا لبلطجى الإسكندرية، وهم يمثلون ذراعه اليمنى أولهم شخص يدعى «خذاع»، وهو متخصص فى بيع الأسلحة التى تأتى من الخارج، والثانى «شندى»، مسئول أيضا عن بيع الأسلحة داخل مصر، و«محمد عيد» وآخران يجريان الاتصالات اللازمة للعمليات التى يجريها «نخنوخ» سواء كانت بلطجة أو تعاملات مادية. ويوضح تلميذ «نخنوخ» أن تلاميذه يتعاملون معه على أنه «شخص جدع» ويقف معهم فى أزماتهم دون أى مقابل ويقف مع الفقراء حتى يحصل لهم على حقوقهم، وصاحب علاقات كثيرة تتعلق بتأمين تهريب الآثار، وهى أخطر الأعمال التى يمارسها والأعلى سعرا لديه، وتختلف أسعار كل عملية عن الأخرى ومن شخص لآخر، ويروى أنه فى إحدى المرات ذهب إليه رجل أعمال ومعه شيك ب5 ملايين جنيه، لم يتمكن من الحصول عليها من صاحبها، فأعطاه «نخنوخ» مبلغ 2 مليون جنيه واستطاع بطريقته استرجاع المبلغ كله، أما الأسود والحيوانات المفترسة التى وجدتها الشرطة فى فيلته بالإسكندرية فكانت لغرض تخويف وترهيب الأشخاص المرغوب فى اعترافهم بشىء ما.