أعلن مجلس (الميدان)، الذي يجمع قادة المعارضة الأوكرانية السياسيين، وجمعيات المجتمع المدني، مساء أمس، تعيين آرسيني ياتسنيوك الأوروبي التوجه، رئيسا للوزراء، في حين أمرت موسكو بالقيام بعملية تفقد مفاجئة، لقواتها المنتشرة بالقرب من أوكرانيا، وشهدت جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي مواجهات. وتضم الحكومة الجديدة، التي أعلنت في الميدان (ساحة الاستقلال بكييف)، العديد من الشخصيات القادمة من حركة الاحتجاج، ويتعين أن يصادق البرلمان، اليوم، على هذه التسميات. وياتسينيوك (39 عاما)، العضو في حزب يوليا تيموشنكو، ملهمة الثورة البرتقالية، والتي أفرج عنها السبت من السجن، كان وزيرا للاقتصاد والخارجية، وقد دعي لقيادة البلاد، قبل انتخابات رئاسية مبكرة، ستنظم في 25 مايو المقبل. وأمام رئيس الوزراء المقترح، مهمة جسيمة لمنع أوكرانيا من التردي في هاوية الإفلاس، واحتواء الاتجاهات الانفصالية المتصاعدة في جنوب البلاد، خصوصا بالقرم، حيث يشعر قسم كبير من السكان، أنه أقرب إلى موسكو من كييف. وتجمع أكثر من خمسة آلاف شخص، أمس أمام برلمان القرم بسمفيريبول، من جهة مؤيدي روسيا المطالبين بتنظيم استفتاء حول وضع القرم، ومن الجانب الآخر التتار (مسلمون تعرضوا لاضطهاد ستالين)، المصممين على الدفاع عن وحدة أوكرانيا. وقالت وزارة الصحة المحلية، أنه عثر على جثة رجل قرب المكان، قضى على ما يبدو، بسبب نوبة قلبية. ومنطقة القرم، التي تقطنها أغلبية من المتحدثين بالروسية هي أكثر مناطق أوكرانيا معارضة للسلطات الجديدة، بيد أن رئيس البرلمان المحلي، استبعد أمس، أي نقاش بشأن انفصال القرم عن أوكرانيا. وقررت روسيا من جهتها، أمس، تعزيز حماية أسطولها في البحر الأسود، ومقره القرم وأمرا بعملية تفقد مفاجئة، لقوات الأقاليم العسكرية الغربية، غير بعيد من أوكرانيا، وفي الوسط، للتأكد من جهوزيتها القتالية. وترأس بوتين، أول أمس اجتماعا لمجلس الأمن الروسي، لمناقشة الوضع في أوكرانيا، ولم يتخذ بوتين حتى الآن موقفا علنيا من إقالة الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، ووصول سلطة جديدة في كييف. ومن المقرر أن، تلتقي وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون، وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في 6 مارس المقبل، لبحث الوضع في أوكرانيا، وذلك بعد زيارة تقوم بها إلى كييف، الإثنين المقبل. ولقاء لافروف و آشتون، على هامش اجتماع مخصص لليبيا، سيكون الأول منذ إبرام اتفاق الخروج من الأزمة في أوكرانيا، الخميس الماضي. ولا تزال السياسة الروسية، تثير قلق الأوكرانيين الموالين للاتحاد الأوروبي، واتهم ثلاثة من رؤساء أوكرانيا السابقين في بيان مشترك، روسيا ب:"التدخل مباشرة في الحياة السياسية في القرم"، وكتب ليونيد كوتشما، وفيكتور يوشتشينكو، وليونيد كرافتشوك، في البيان:"على روسيا أن تحترم خيارات الشعب والحكومة في أوكرانيا". وتحتاج أوكرانيا، الغارقة في أزمة سياسية واقتصادية، لمساعدة بقيمة 35 مليار دولار، في العامين القادمين، وفقدت العملة المحلية نحو 18% من قيمتها، منذ بداية العام. وقال نائب وزير المالية الروسي سيرجي ستورشاك، إن روسيا، التي وعدت العام الماضي بتقديم قرض قيمته 15 مليار دولار، لم تصرف منه سوى ثلاثة مليارات حتى هذه المرحلة، و ليس لديها التزامات قانونية لدفعه. وأعلنت الولاياتالمتحدة، على لسان وزير خارجيتها جون كيري، أنها:"ستضمن قرضا بقيمة مليار دولار لأوكرانيا"، وفي خضم ذلك حذر كيري روسيا من أن أي تدخل عسكري، معتبراذلك:"خطأ فادحا". وبالإضافة إلى الضمان الأمريكي، قال كيري إن:"الأوروبيين، يفكرون في 1.5 مليار دولار، كضمان قرض لهذا البلد". ويزور المسؤول الثاني في الخارجية الأمريكية ويليام بيرنز، كييف لعرض مساعدة السلطات الجديدة دون إثارة موسكو، وقد أكد:"الحاجة الملحة، وأهمية جهود البرلمان في تشكيل حكومة تعددية، تمثل كافة مناطق أوكرانيا". ومن جهته، أعرب الحلف الأطلسي عن استعداده لمواصلة مساعدة أوكرانيا، التي يقيم معها علاقات وثيقة ومتابعة اصلاحاتها الاقتصادية، كما أعلن الأمين العام للحلف أندرز فوجراسموسن. وقال راسموسن، لدى وصوله إلى اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء ال28 في الحلف في بروكسل، إن:"أوكرانيا، حليف مقرب ومنذ وقت طويل للحلف الأطلسي، والأطلسي صديق مخلص لأوكرانيا". وأكد وزراء دفاع الحلف في بروكسل، أمس، أن:"أوكرانيا المستقلة، وذات السيادة، والمستقرة والملتزمة بالديموقراطية، ستشكل عنصرا أساسيا للأمن في منطقة أوروبا الأطلسي". وأضافوا في بيان، أنهم:"سيواصلون تأييد سيادة واستقلال أوكرانيا، ووحدة ترابها وتطورها الديموقراطي، ومبدأ منعة حدودها". ودون انتظار تعيين رئيس حكومة جديد، طلبت أوكرانيا مذكرة توقيف دولية، بحق الرئيس المطاح به فيكتور يانوكوفيتش، الملاحق في أوكرانيا، بتهمة:"القتل الجماعي" ، بحسب ما أعلن النائب العام بالوكالة أوليج ماكنيتسكي، وأضاف مسؤول في النيابة أنه:"بحسب معلوماتنا، فإنه لا يزال موجودا في أوكرانيا". وقال المتحدث الرئيس الروسي، باسم فلادمير بوتين، دميتري بيسكو، أمس، إن:"لرئاسة الروسية، لا تملك أي معلومات، تتيح تأكيد أن يانوكوفيتش، موجود قرب موسكو"، كما ذكرت وسيلة إعلام روسية. وحذر فيتالي كليتشكو، المرشح للانتخابات الرئاسية المبكرة، روسيا من منح اللجوء السياسي للرئيس الأوكراني المخلوع. وكان وزير الداخلية الأوكراني الانتقالي، آرسين أفاكوف، أعلن في وقت سابق أمس، حل القوات الخاصة لمكافحة الشغب (بيركوت)، التي كان يخشاها المتظاهرون ويكنون لها مشاعر الحقد. وكتب الوزير على صحفته على فيسبوك:"لقد وقعت المرسوم رقم 144، بتاريخ 25 فبراير 2014، المتعلق بحل وحدات الشرطة الخاصة (بيركوت)".