بصوته الطفولى الذى ينطق الكلمات الأولى امتلأت أركان البيت بخطواته غير المحسوبة، يجرى نحو «التليفزيون» كلما رأى صورة المشير السيسى، رافعاً يديه بالتحية العسكرية، قائلاً: «تحيا السيسى، تحيا السيسى، السيسى رئيسى». تقف الجدة عفاف على أمام حفيدها عبدالحميد خالد فودة، الذى أكمل عامه الثانى، متسائلة: «حطيت صوتك لمين؟»، فيرد مسرعاً: «نعم للدستور»، شارك فى الاستفتاء على الدستور الجديد عندما أصر الطفل وقتها أن يذهب مع جده: «يوميها شبط فيا وأخته معايا، ومن كتر ما هو عمال يقول تحيا السيسى طول ما احنا واقفين خلى الناس اللى واقفة تنتخب تشيله وتتصور معاه، وكل ما حد ياخد منه علم مصر يعيط، ومن وقتها كل شوية رايح جاى فى البيت يقول نعم للدستور»، حسب الجد عادل. يرى الرجل الستينى، أن حفيده يسبق سنه بمراحل: «عبدالحميد بيحاول يلقط مننا أى كلام عشان يقولوا زى أى طفل، لكن بالرغم من صغر سنه فإنه بينطق اسم السيسى لبلب من كتر حبنا فيه وكلامنا عنه فى البيت، ده مابيقولش ماما وبابا لحد دلوقتى واضحة كده». الدكتورة هبة العيسوى، أستاذ علم النفس، ترى أن ظاهرة حب الأطفال للسيسى ترجع إلى الأسرة: «الأطفال بيتعلموا عن طريقتين: التقليد والنمذجة، والأولى من ضمن الأسباب اللى جعلت الأطفال يحبون السيسى، لأنهم شايفين الأب والأم دائماً بيتكلموا عنه وبيحبوه، والبعض الآخر من الأطفال يرى السيسى نموذجاً يسمى المخلّص زى سبايدر مان وبات مان، اللى دايماً شايفنهم بيعملوا الحاجات اللى مفيش حد قادر يعملها، وهى دى النمذجة». وتوضح أن الطفل يرى المشير السيسى نموذجاً حياً بدلاً من الكارتون: «طول الوقت بيتفرجوا ومتأثرين بأجسام كارتونية، لكن السيسى جاء مع خبرات حياتهم إنهم بيعيشوا مع البطل بشحمه ولحمه». وتشير د. هبة إلى أن الطفل فى البداية يرى «سوبر بابا» القدوة فى حياته، فيبدأ فى التقليد: «فيه أطفال عندها طبيعة خوافة من الداخل، لذلك تجد هذا النوع من الأطفال يحتمى دائماً خلف والده ليشعر بالأمان، وعشان كده لما الطفل شاف حب الأب للسيسى وكثرة الكلام عليه، يرى فيه القدوة بدلاً من الأب، فيشعر أن السيسى هو مصدر قوته، وبالتالى يحبه ويحاول أن ينطق اسمه ويراه سبايدر مان الذى يحمى الضعيف من القوى».